بغداد اليوم- الديوانية
‏‎منذ سقوط النظام السابق عام 2003 دأبت الاحزاب السياسية على المشاركة بمراسيم العزاء الحسيني التي تقام في كل عام بمحافظات الوسط والجنوب، وتكون المشاركة التي تكون على شكل مواكب عزاء تحمل اسماء الاحزاب وشعاراتها، فضلا عن تقديم الاطعمة والاشربة للمعزين. 
مجالس العزاء التي تنظمها الاحزاب السياسية يقابلها مجاميع تنظم مجالسها للعزاء الحسيني معارضة للطبقة السياسية والوضع العام للبلاد، تنطلق من كوّن ذكرى استشهاد الحسين فرصة  للمطالبة بالإصلاح، من خلال رفع شعارات تندد بالطبقة السياسة الحاكمة.
هذا العام جاء شهر محرم مخالفا للأعوام السابقة، حيث باتت محافظة الديوانية ومحافظات اخرى تخلو من مظاهر التعازي السياسية خاصة بعذ تظاهرات تشرين التي غيرت المعادلة واجبرت تلك الاحزاب على عدم المشاركة المباشرة في مراسيم العزاء هذا العام فلا يوجد اي موكب خدمي يرفع اسم الحزب او جهة سياسية في مناطق العزاء حتى ان هيئة المواكب الحسينية في الديوانية اعلنت وبشكل صريح منع الاحزاب من المشاركة في مراسيم العزاء هذا العام بينما يستعد المتظاهرون ومؤيدين لهم لتنظيم مسيرة حسينية ستنطلق ليلة العاشر من المحرم. 

‏‎عمار الخزعلي احد ابرز  الناشطين في تظاهرات الديوانية قال في حديث لـ(بغداد اليوم)، ان "متظاهري تشرين دعو الى مسيرة حسينية ستنطلق في يوم التاسع من محرم وسط الديوانية وتحديداً في الشارع الذي تقام بهِ مراسيم العزاء ، هذه المسيرة سيرفع بها المشاركون شعارات حسينية تندد بالباطل وشعارات سياسية تندد بسياسة الاحزاب وما خلفتهُ من دمار في البلاد" .
‏‎واضاف الخزعلي ان "هذه المسيرة الحسينية هي وحدها التي تزعزع عروش الفاسدين واحزابهم وتضعهم في خانة المعزولين" .

‏‎هيئة المواكب الحسينية في الديوانية وعلى لسان المتحدث الرسمي باسمها علي مهدي وفي حديث لبغداد اليوم قال ان "هيئة المواكب الحسينية عقدت اجتماعا موسعاً قبل بداية شهر محرم تم الاتفاق فيه على منع مواكب الاحزاب السياسية والدوائر الحكومية من المشاركة في مواكب العزاء هذا العام ، وان أسباب المنع عديدة بينها التخوف من التجمعات الكبيرة وسط جائحة كورونا ".

‏‎مصدر امني مطلع رفض الكشف عن اسمهُ قال في حديث لبغداد اليوم ان "هذا المنع لم يكن من اجل جائحة كورونا فحسب انما هنالك مخاوف امنية من حدوث مصادمات بين من يمثل تظاهرات تشرين وبين من يمثل احزاب سياسية دفعت هيئة المواكب وبتوجيه امني من منع الاحزاب من المشاركة في العزاء هذا العام ".
‏‎تجمعات لشباب ديوانيون شاركت في مراسيم العزاء التي تنطلق منذ بداية شهر محرم جابت تلك التجمعات الشارع الذي يقام به العزاء ورفعت صور لشهداء تشرين طالبوا من خلال تلك التجمعات بمحاسبة قتله المتظاهرين والقصاص منهم .
‏‎فيما طالب هؤلاء الشباب "بتحقيق مطالب المتظاهرين التي ضحى العشرات من الشباب العراقي من اجلها مقتدين بثورة الامام الحسين والشعارات التي حملها الامام الحسين في عدم مبايعة الباطل والخضوع للسلطة الظالمة ".

‏‎فيما اكد الشباب انهم يستلهمون من الثورة الحسينية طاقة ايجابية نحو الاستمرار ومحاربة الفاسدين وابعادهم ومحاربت كل من يعبث بأمن البلاد والعباد .