عضو بمفوضية حقوق الانسان: المسيحيون يشتكون من دفن من يتوفى لديهم بكورونا في مقابر النجف
سياسة | 25-06-2020, 20:54 |
بغداد اليوم- بغداد
اكد عضو مفوضية حقوق الانسان، علي البياتي، الخميس، على ضرورة مراعاة الجوانب الاجتماعية والدينية في دفن المتوفين بفايروس كورونا.
وقال البياتي في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "المجتمع العراقي يتعامل مع حالات الدفن وفق عادات مجتمعية في كل منطقة ومكون تختلف عن الاخرى، وقد يكون هنالك جهات متطوعة او بدعم محدود تقوم بعملية الدفن بالمراسيم الخاصة لهم".
وبين ان، "وزارة الصحة لم يكن لديها سياسة واضحة وتخطيط مسبق للتعامل مع الجانب الاجتماعي لوفيات فايروس كورونا والجانب الصحي ومخاوف انتشار الوباء في نفس الوقت "، مبينا انه "وردتنا شكاوى من المكون المسيحي لدفن حالتين في النجف، وقد تمت خلافا للعادات والممارسات التي لديهم".
واوضح ان "عملية دفن المتوفين بفايروس كورونا تبتها جهات من الحشد الشعبي مشكورة ، لكنها جهة عسكرية حيث كان الاجدر بوزارة الصحة ان توفر المختصين لهذا الشأن ".
وشدد على " ضرورة مراعاة الجانب الاجتماعي والطقوس الدينية للوفيات في عملية الدفن بالطريقة التي لاتتعارض مع الجانب الصحي".
واقترح ان " تقوم وزارة الصحة بالتنسيق والاعتماد على الاليات الموجودة من الدفانين في كل منطقة ويتم تدريبهم على الدفن بالطريقة الصحية وتأهيلهم وتوفير كل المستلزمات لهم"
واضاف ان "من الضروري الاعتماد على الاليات الموجودة والعدد الكبير من الدفانين في كل منطقة ويتم تدريبهم وتأهيلهم وتوفير كل المستلزمات لهم والتعامل معهم وفق اجراءات صحية باعتبار ان هنالك احتمالات لزيادة الاعداد الى الاضعاف".
وقال رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية، ارشد الصالحي، الخميس (25 حزيران 2020)، إن "الفأس وكع بالرأس"في اشارة الى الوضع في مواجهة فيروس كورونا داخل العراق الذي سجل امس اعلى حصيلة اصابات بالمرض بلغت 2200.
وسجل العراق اليوم الخميس اعلى حصيلة وفيات بـ 107 حالات واصابات بـ 2437 اصابة قابلتها اعلى حصيلة شفاء ايضاً وبلغت 1237 شخصاً متعافياً من المرض.
وقال الصالحي في مقابلة متلفزة تابعتها (بغداد اليوم)، إن "حرمة الأموات لا تتم مراعاتها عند نقل الجثث، بحيث أن سيارات الإسعاف ممتلئة بجثث المتوفين بفيروس كورونا والفأس وكع بالرأس".
واضاف أن "أحدى العائلات توفي لديهم مصاب بكورونا في كركوك وما زالت تنتظر إجراء مسحة لها منذ 6 ايام دون جدوى رغم ظهور اعراض الاصابة بالفيروس عليهم"لافتا إلى أنه "اجرى اتصالات هاتفيتة مع القطاع الصحي وحتى الان لم يصل اليهم اي شخص".
وتابع الصالحي أنه "أطلق نداء عاجلا بضرورة حصول تدخل دولي من دول الجوار او منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوربي لدعم العراق لإن هناك نقصا كبيرا في مستلزمات الوقاية والعلاج، وهذا يجعلنا مقبلين على كارثة وما هو أخطر بكثير من ذلك".
وبين أن "هناك طوابير من الناس تنتظر إجراء المسحات الطبية لها، وهذا الامر لا يعني وجود تقصير لدى الكوادر الطبية وانما بسبب استشراء الفساد في المؤسسة الصحية على مدى سنوات طويلة ادى تعطيل بناء مستشفيات والضغط بشكل كبير على المؤسسات الصحية المتوفرة".
وفي وقت سابق، حذر وكيل وزير الصحة د. حازم الجميلي، من تعاظم خطر فيروس كورونا في العراق بعد تجاوز عدد الإصابات حاجز الالفين، فيما دعا الى اصدار تشريعات خاصة تفرض عقوبات صريحة بحق غير الملتزمين بالإرشادات الصحية في الشارع.
وقال الجميلي في مقابلة متلفزة تابعتها (بغداد اليوم) إن تخطي عدد الاصابات بفيروس كورونا حاجز الألفين أمس يجعل وزارة الصحة أمام تحدٍ جديد لمعرفة سبب الارتفاع ويحتم على الدولة والمواطن أن يعيدا حساباتهما في الإجراءات الوقائية التنفيذية والشخصية".
وأكد إن "عدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية هو السبب الأساس لارتفاع عدد الاصابات، ما طلبنا اتخاذه من أساليب وقاية ليس تعجيزيا وهو ممكن لكن للأسف هناك من يصر على عدم الاكتراث وخاصة في المناطق الشعبية رغم ارتفاع مستوى الخطر وعدد الإصابات".
وشدد على ان "العراق في حرب مع فيروس خطير وارتداء الكمامة هو خوذة المقاتل، داخل السيارة والمحل والدوائر وفي كل تجمع".
ولفت الى " قانون الصحة العامة وقانون العقوبات واضحان واشارا الى إن كل من يؤدي لضرر بالصحة العامة يجب أن يرد عليه بعقوبات رادعة، للأسف هذه العقوبات لا تنفذ رغم ان عدم الالتزام يهدد حياة مجتمع بأسره ونشدد على وجوب تنفيذ القانون بحق المخالفين".
ودعا الجميلي "الجهات التشريعية لإصدار تشريعات طارئة وعاجلة تتضمن عقوبات صريحة وكبيرة لمحاسبة المخالفين ،القوانين الموجودة لا تطبق بسبب اشكاليات قانونية وبدون تطبيق القانون بحق المخالفين سيمهد لنتائج غير طيبة ووضع أخطر بكثير من الحالي".
ودعا " رجال الدين والشخصيات المجتمعية إلى التدخل وتوعية المواطنين بما يمتلكونه من تأثير لإن الاستمرار بزيادة الاصابات امر لا يمكن قبوله ويؤدي لنتائج خطيرة جدا".
وفي وقت سابق، طرح استشاري الامراض الميكروبية والمناعة البروفيسور الدكتور هشام يوسف 4 حلول لتلافي الوصول لعشرات الالاف من الإصابات بفيروس كورونا يومياً ومنع دخوله لكل بيت عراقي فيما حدد وضع العراق حالياً في مواجهة الجائحة.
وقال يوسف في مقابلة متلفزة تابعتها (بغداد اليوم) " نحن الآن في مرحلة خطرة من جائحة كورونا وتحديداً في المرحلة الثانية من الموجة الأولى والخطر الأكبر ليس في زيادة عدد الإصابات لما فوق الـ 1500 بل في زيادة عدد الوفيات وهي من دلالات على قرب الدخول بالمرحلة الثالثة وهي أكبر وأخطر وستعني ان كورونا دخل كل منطقة وكل بيت عراقي".
واكد ان " العراق لم يدخل الموجة الثانية، وهذه الموجة ستأتي بنهاية الخريف او بداية الشتاء ومدى خطورتها تحددها كيفية تعاملنا مع الموجة الأولى وكيف هو الوضع في العراق قبل نهايتها وهل استطعنا السيطرة على الوضع ام لا".
ولفت الى انه " في حال وجود لقاح قبل حلول الموجة الثانية والتزم المواطنون بالوقاية والتباعد الاجتماعي فلن يكون هناك خطر كبير".
وعن الوضع في الشرط الأوسط بين ان "إيران والسعودية ودول أخرى تعاني ما يعانيه العراق حالياً وسبب التراجع في العراق بمواجهة الجائحة هو عدم التزام المواطنين بالتباعد الاجتماعي والتراخي في تطبيق الحظر الوقائي".
وطرح يوسف جملة من الحلول لتلافي الوصول لمراحل اخطر واكبر بالقول ان " الحلول تبدأ بإعادة الحظر الوقائي مع تشديده والتزام المواطنين بالوقاية " محذراً من ان " التركيز على ان انتظار العلاج الروسي ليس هو الحل لأنه يتعامل مع الوضع ما بعد الاصابة، يجب ان نركز قبل ذلك في حل ثالث على توفير الاوكسجين وأجهزة التنفس الاصطناعي بكثافة".
وتابع الحديث عن حل رابع وخامس بحسبه بالقول "يجب توفير اقصى درجات الحماية للكوادر الصحية لان المستشفيات أصبحت موبوءة ويجب البحث عن فضاءات جديدة غير ملوثة للتعامل مع مرضى كورونا لان الإصابات ستواصل الارتفاع".
وشدد كذلك في حل سادس على وجوب زيادة عدد المسوحات لتسريع الوصول للإصابات المخفية الناقلة للعدوى والا فأن الإصابات سترتفع لعشرات الالاف يومياً والوفيات الى المئات.
ولفت الى ان "العزل في المستشفيات غير مطبق بشكل صحيح، لا توجد غرف منعزلة تتوفر فيها إجراءات الوقاية والفيروس ينتقل بسهولة عبر المرضى وايضاً نظام التبريد القديم يسمح بتسلل الفيروس لخارج غرف العزل لفضاءات أخرى تسمح بانتقاله".