آخر الأخبار
تحرير المختطف اياد سعيد الجبوري في ديالى القانونية النيابية تؤكد شرعية جلسة "السلة الواحدة".. الاعتراض أمر وارد القبض على 5 أشخاص رددوا شعارات "طائفية" في الأعظمية الشيوخ الأمريكي يصادق على تعيين مدير الاستخبارات ووزير الدفاع في إدارة ترامب ترامب: سيكون من الجيد حل المشاكل مع إيران دون ضرب إسرائيل للمنشآت العسكرية

فقدوا كل شيء ويعيشون حالة اكتئاب.. تقرير أميركي يكشف نسبة ايزيدي العراق الذين يفكرون بالانتحار

محليات | 17-05-2020, 21:24 |

+A -A

بغداد اليوم _ متابعة 

نشر موقع "المونيتور" الأميركي، تقريراً استعرض الظروف التي يمر بها النازحون الايزيدوين في العراق بعيدا عن بيتوهم في قضاء سنجار، فيما بين أن 10% من الايزيديين يفكرون بالانتحار بسبب الحالة النفسية الناتجة عن ظروف معيشتهم الصعبة حيث يعيش الكثير منهم حالة اكتئاب حادة.

وذكر التقرير، أنه في صبيحة يوم 9 آذار، غادر سمير حسن علي خيمته في معسكر خانكة للنازحين الايزيديين قرب دهوك في اقليم كردستان.

علي، الذي عمل مدرسا متطوعا في مدرسة قرب المخيم، غالبا ما كان يعود الى بيته حال الانتهاء من عمله ولكنه لم يعد ذلك اليوم. عندما لاحظ اقاربه ان خيمته لم تزل خالية حتى وقت متأخر من بعد الظهيرة، سارعوا الى ابلاغ الشرطة.

ولم يستغرق وقت البحث طويلا لتعثر الشرطة الى هاتفه النقال ومحفظته عند بحيرة في الخانكة. في اليوم التالي عثر الغواصون على جثته تحت الماء.

لم يتضح الامر لماذا اقدم علي الذي كان محبوبا لشخصيته التفاؤلية وكونه مدرسا شعبيا على الانتحار. شقيقه حاجي، يعتقد ان الامر متعلق بالوضع الميؤوس منه الذي وجد علي نفسه فيه وفقاً للمونيتور.

وقال حاجي متحدثا عن اخيه علي: "رغم انه تخرج في جامعة الموصل عام 2013 من قسم علوم الفيزياء، فانه لم يحصل على وظيفة ضمن اختصاصه. ولسد الفراغ الذي يعيش فيه قدم الكثير من الخدمة كمتطوع في مجال التدريس. كنا نعيش في خيمة على مدى ست سنوات. عائلتنا فقيرة جدا".

كما هو الحال مع كثير من الايزيديين، فقدت عائلة علي كل شيء عندما هاجم تنظيم داعش منطقتهم سنجار في العام 2014. آلاف من الرجال تم قتلهم، واكثر من 6470 طفل وامرأة تم خطفهم وبيعهم كعبيد، فيما وصفت ذلك الامم المتحدة كجريمة ابادة جماعية ضد الاقلية الايزيدية في العراق. غالبية الإيزيديين هربوا الى اقليم كردستان حيث انتهى بهم الحال بالعيش في مخيمات للنازحين. بعد ما يقارب من ستة أعوام على مهاجمة داعش لمنطقة سنجار وتحريرها منه، فان 360 الف ايزيدي بعد ان كان عددهم في العراق 550 ألف، ما يزالون مهجرين.

فيراز سليمان، عالم نفساني أيزيدي يقول انه بالاضافة الى الاذى النفسي فان اليأس هو احد الاسباب التي ادت الى أن ترتفع معدلات الانتحار بين الايزيديين الى درجة عالية محرجة.

وقال الاخصائي النفسي سليمان "منذ اكثر من ست سنوات وحتى الان ما يزال الناس يعيشون في خيم أو بنايات غير مكتملة ولا يستطيعون الرجوع الى بيوتهم في سنجار. الكثير منهم يعيش حالة اكتئاب. قبل اسبوعين، اقدمت امرأة على الانتحار في مخيم كبارتو، وبعد ذلك سجلت حالة انتحار اخرى لأيزيدية في ألمانيا. كمعدل تسمع ان حالة انتحار كل شهر، وفي بعض الاحيان تصل الى ثلاث حالات في الشهر. انها مشكلة كبيرة جدا". كونه يعمل كأخصائي نفساني لمنظمة دولية غير حكومية في ضواحي مخيم شاريا للنازحين في دهوك، فقد قام سليمان بمعالجة الكثير من ابناء الطائفة الايزيدية. وقال ان من بين 635 حالة تلقت رعاية علاج نفسي خارج المعسكرات، فان 120 شخصا منهم خطط أو حاول الاقدام على الانتحار. ويخمن ان نسبة 10% من النازحين الايزيديين المقيمين في معكسر شاريا يفكرون بوضع حد لحياتهم.

ومضى سليمان بقوله "ليست لدينا اية احصائية بالعدد الكلي لمرتكبي حالات الانتحار، حيث ان وزارة الصحة لا تتعقب هذا الامر بسبب قوانين الخصوصية، وان الارقام التي تأتي من منظمات اغاثة غالبا ما تكون خلال فترة مؤقتة وليست احصاءات كاملة".

ويضيف سليمان أن الكثير من حالات الانتحار لا يتم الاشعار لها لسبب يتعلق بوصمة العار، مشيرا الى ان الناس يشعرون بالخجل للتحدث مع طبيب نفسي عن مشاكلهم، خصوصا الرجال. وحتى لو انهم يرغبون بتلقي علاج نفسي تخصصي، فليس هناك عدد كاف من الاخصائيين لمعالجتهم".

دلبرين خديدة، قالت عن اختها التي انتحرت "رشا تلقت بعض العلاج النفسي لاسابيع قليلة، ولكنه لم يكن علاجا كافيا.. لقد اقدمت على قتل نفسها وهي في سن 18"، مشيرة الى ان "الكثير من افراد عائلتها يعانون من امراض عقلية ونفسية منذ ان تم تهجيرهم من سنجار عام 2014".

وقالت خديدة: "الامر يتعلق في المقام الاول بحقيقة انها افتقدت أخي كثيرا، لقد اختطف على يد داعش، ولكنها ايضا فقدت أي امل بالمستقبل مع قضائنا سنوات ونحن نعيش في خيم، كانت تبكي طوال الوقت".

على الرغم من ان السلطات ليست لديها احصائيات رسمية عن العدد الكلي لحالات الانتحار، فان نشطاء واطباء ايزيديين يعتقدون ان الاعداد قد ازدادت خلال الاشهر الاخيرة. الغالبية هم من نساء شابات وفتيات كن مستعبدات لدى داعش. ولكن استنادا لعدة مصادر تحدثت للمونيتر، فان هناك ازديادا ايضا في حالات الانتحار بين الرجال الشباب من الايزيديين.

في 24 كانون الثاني، اقدم الطالب أنور خدر البالغ من العمر 21 عاما على الانتحار بشنق نفسه داخل خيمته، حيث كان يعيش طوال سنين في مخيم للنازحين مع والدته واشقائه الاربعة وخواته الخمس منذ ان سيطر داعش على سنجار عام 2014. والده قتل اثناء اجتياح داعش لمنطقتهم. واستنادا لافراد من عشيرته، فان أنور لم يطق تحمل مسؤولية اعالة العائلة. وكتب أنور في وصية توديعه لأمه "لا تسألي عن سبب انتحاري. ارجوك لا تبكي علي يا أمي".

ميرزا دينايي، ناشط ايزيدي ورئيس جمعية لفتبروك ايراك الخيرية، يعتقد ان الافتقار الى الامل بالمستقبل والفقر هما السببان الرئيسان لازدياد معدل الانتحار بين الشباب.

واضاف قائلا "كما هو الحال مع جميع المجتمعات الشرقية، فان الرجال الايزيديين هم المسؤولين عن رعاية عوائلهم ماديا. ولكن كيف لهم ان يدبروا ذلك عندما تنعدم فرص العمل؟ معدل البطالة عالي جدا في العراق، خصوصا بين النازحين".

قال دينايي ان معدل الفقر داخل المخيم في تزايد. واضاف بقوله "كثير من العوائل حتى ليس لها مال لشراء عشاء، الرجال يشعرون بالاحراج والذنب".

خليل خلف دالي، طبيب عام يعمل في مستشفى سنوني في سنجار يقول ان عدد حالات الانتحار في سنجار ازداد واغلبهم من نساء عانين من حالات نفسية بسبب داعش، مشيرا الى ان هناك حالات متعلقة ايضا بالعنف الاسري وقضايا غسل العار".

وقال دالي "يجب اتخاذ اجراءات للحد من ظاهرة الانتحار، اولا يجب ان تطمئن الايزيديين الى انهم في النهاية سيغادرون المخيمات ويرجعون الى منطقتهم سنجار. ولهذا يجب ان توفر لمنطقتهم الامن والاستقرار والخدمات الاساسية مثل الماء والكهرباء، وهناك حاجة لمزيد من المستشفيات الحكومية والمدارس وفرص العمل".