عاطلون عن العمل بسبب كورونا يتحولون الى متطوعين وأسواق تجارية تعارض رفع الأسعار
محليات | 16-03-2020, 20:58 |
بغداد اليوم-بغداد
لم يكتفِ "شباب الكرادة"، بالركون إلى منازلهم، بعد أن وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل بالمطاعم، إثر قرارات خلية الأزمة، لمتابعة مجريات الوقاية من فيروس كورونا، حيث نظم الشباب أنفسهم، على العمل على مساعدة الأسر المتعففة، بالتزامن مع تداعي الأوضاع جراء الفيروس المستجد، والذي صُنف وباءً جائحا.
لا تخطئها العين، حالة الهلع التي تلت قرار خلية الأزمة، القاضي، بإعلان فرض حظر التجوال، في العاصمة بغداد، من مساء يوم الثلاثاء المقبل، وتمثل ذلك بالإقبال الذي وصفه الباعة، بالمخيف، والذي لم تشهد له البلاد التي تحترف الوقوع بالأزمات، مثيلا.
وقبل قرار فرض حظر التجوال، بأيام، أصدرت خلية الأزمة قرارا بغلق المطاعم، والمقاهي، قبل أن تستدرك القرار بفتح المطاعم جزئيا، وجعلها مقتصرة على خدمة التوصيل المنزلي، حيث وجد العشرات من العمال فيها، أنفسهم عاطلين عن العمل، غير أن عددا من الشباب المقيمين، في منطقة الكرادة، وسط العاصمة بغداد، اتفقوا على تنظيم أنفسهم للعمل على مساعدة الأسر المتعففة، لتفادي الأزمة التي تلوح بالأفق.
والتقت (بغداد اليوم)، بأحد الشباب المتطوعين، والذي بدوره عرف عن مجموعته قائلا: "نحن مجموعة من شباب منطقة الكرادة داخل، توقفنا عن العمل بسبب ازمة فيروس كورونا، واغلاق المطاعم التي نعمل فيها، لذا قررنا ان ننزل الى الشارع من اجل مساعدة الفقراء في مواجهة جشع بعض التجار الذي عمدوا الى التلاعب في الأسعار".
ويضيف، خالد قيس، احد الشباب المتطوعين: "استعنّا بكبار السن في المنطقة، ومختار الكرادة من اجل معرفة اسماء ومنازل العوائل الفقيرة، لتوزيع سلة غذائية متكاملة عليهم، بالتعاون مع بعض التجار الذي تبرعوا بمواد غذائية ووجبات من الفاكهة والخضار، سنبقى في الشارع لمساعدة الناس طوال فترة حظر التجوال".
أشهر محلات البقالة، أسواق "كشمشة"، عملت اليوم مع "شباب الكرادة"، على تسجيل ما يقارب 300 عائلة لغرض توزيع سلة غذائية عليهم لمساعدة الناس في تجاوز الأزمة الراهنة.
إدارة الأسواق، في حديث لـ(بغداد اليوم)، قالت إنها ستعمل على توزيع الخضار والمواد الغذائية عليه بشكل مجاني، لأي مواطن لا يستطيع الشراء، مبينا ان "البلاد تمر بأزمة إنسانية، وعلينا جميعا أن نتكاتف من أجل تجاوزها".
واتخذت الأسواق، قرارا ألزمت نفسها به، بعدم تحميل المواد اي قيمة ربحية، مبينة: "نحن عراقيون، تجاوزنا الكثير من المحن، والصعاب، ونحن متكاتفون لذلك سنتجاوزها".
في الشارع ذاته، الذي يشهد اقبالا كبيرا على تبضع الحاجات الأساسية، يصف أحد مسؤولي الأسواق، الاقبال بـ"المخيف"، والذي "نشهد لأول مرة"،.
يضيف، أبو موسى، أحد مسؤولي "ماركت كشمشة للتسوق المنزلي"، أن "الاسعار ارتفعت الى الضعفين، ومن ثم المواطن البسيط لا يستطيع شراء ما يحتاجه، في هذه الأزمة العالمية، في حال عمل التجار على تحميل السلعة او المنتج".
ويرى أن "الأزمة الموجودة في السوق، مصطنعة من قبل المستوردين وكذلك بعض التجار في علوة خضار الشمال، والرشيد، لكن في الحقيقة لا توجد وحركة البضائع مستمرة"، مضيفا أن "الاعلام المسيس للأسف الشديد يعمل على ترهيب المواطنين، لذلك الاعلام الحكومي مطالب بالنزول الى الشارع من اجل تطمين المواطنين بان حظر التجوال لا يشمل محال المواد الغذائية وعلوة المخضر".
ويوضح أن "صندوق الطماطم وزن 30 كيلو، كان سعره 22 الف الآن أصبح بـ45 الف، وعلى هذا فكيلو الطماطم يتجاوز 1500 دينار عراقي بسعر الجملة وإذا اردنا تحميله يتجاوز الـ2000 دينار عراقي".
وكانت وزارة الزراعة قد اعلنت، في بيان، اليوم، انه لا قلق من الأزمة الحالية، في ظل وجود الاكتفاء الذاتي للمحاصيل، وفيما دعت "الجهات ذات العلاقة إلى تشديد الإجراءات لمنع استغلال الظروف الحالية"، جددت مطالبتها "للأجهزة الأمنية باستثناء نقل المحاصيل الزراعية بين المحافظات".
مع بداية الأزمة، ارتفعت الأسعار "بشكل مخيف"، يقول المواطن محمد سعيد، ويشير إلى البيض قائلا: إن "طبقة البض وصلت الى 7 آلاف دينار"، متسائلا: "أين سيطرة الحكومة على الأسواق، وجشع التجار، أين الإنسانية؟".
ويتحسف سعيد، قائلا، إن "العالم شهد حملات تضامن كبيرة بين الشعوب، من اجل تجاوز الأزمة، لكننا اليوم نُستغَل من التجار الذين يدعون التدين، لكنهم جشعون ويستغلون الأزمات"، مضيفا: أين يذهب الفقراء، في هذه الأزمة".
وكانت لجنة الامر الديواني (55)، لمتابعة إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، أصدرت عدة توجيها، يوم امس الأحد، تضمنت فرض حظر التجوال في العاصمة بغداد، وحظر التنقل بين المحافظات، فيما خولت المحافظين صلاحيات فرض حظر التجوال في محافظاتهم.
من جهته شدد مجلس القضاء الأعلى، على الجهات الأمنية المختصة على تنفيذ حظر التجوال بشكل كامل وإلقاء القبض على كل من يخالف ذلك بالتعاون مع المحاكم الخافرة التي سوف تتابع تنفيذ حظر التجوال.