الساحات تترقب شخصية ’’غير جدلية’’ لرئاسة الوزراء.. وحديث عن انفراجة تنهي ازمة الاشهر الاربعة
سياسة | 29-01-2020, 22:21 |
بغداد اليوم _ بغداد
يومان فقط أمام القوى السياسية للتوصل إلى مرشح "غير جدلي" لرئاسة الوزراء، بعد منح رئيس الجمهورية، برهم صالح، مهلة نهائية امام الكتل في البرلمان تنتهي يوم السبت، لحسم أختيار بديل لرئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي والذي استمر الجدل بشأنه منذ انطلاق تظاهرات تشرين المطالبة بتسمية شخصية لرئاسة الحكومة، لا ترفضها ساحات الاعتصام ، أو ينفرد الرئيس بذلك وفقاً لما اعلنه صراحة.
اذ وجه رئيس الجمهورية برهم صالح، في رسالة مطولة إلى الكتل النيابية، دعوة لها لتقديم مرشح يحظى بالمقبولية السياسية والشعبية تنتهي يوم السبت المقبل، الاول من شباط، قبل أن يتصدى هو لمسؤولية تكليف مرشح "غير جدلي".
مهلة الرئيس برهم صالح، حركت مياه الكتل السياسية الراكدة منذ أشهر لإختيار بديلٍ لعبد المهدي تقبله الجماهير المحتجة، وفي وقت ضمن المعتصمون بعد مهلة صالح حلاً بعد يومين لعقبة كبيرة باتجاه طريق الانتخابات المبكرة، أكد نواب في البرلمان قرب حسم الملف، وسط توقعات بأن ينفرد الرئيس بذلك.
بعد 5 مرشحين "جدليين".. الفتح يتخلى عن الإصرار
شهدن الأسابيع الماضية طرح أكثر من شخصية لرئاسة الوزراء، سقطت جميعها أمام قبول المتظاهرين، فيما لم تحظى بعهضا بمقبولية الكتل السياسية لتمريرها داخل البرلمان في التصويت.
وأكد النائب عن تيار الحكمة، حسن فدعم، اليوم الأربعاء، وجود إنفراجة قريبة تتعلق بتسمية رئيس الحكومة الجديد، بعد تخلي تحالف الفتح عن الاصرار، حسب قوله.
وقال فدعم، في تصريح متلفز، إن "تحالف الفتح كان مصراً على ترشيح شخصيات جدلية لرئاسة الوزراء، الأمر الذي أخر تسمية رئيس الوزراء من قبل رئيس الجمهورية"، مشيراً إلى أن "الفتح تخلى عن الإصرار بتقديم شخصيات لتسلم رئاسة الوزراء، واتجه لترشيح اسماء غير جدلية، ما يعني أن الإعلان عن المرشح سيتم خلال اليومين المقبلين".
من جانبها أكدت كتلة بيارق الخير النيابية، توافق أغلب القوى السياسية على شخصية محددة لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية المقبلة.
وقال رئيس الكتلة، محمد عثمان الخالدي، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "اغلب القوى السياسية توافقت على شخصية محددة لمنصب رئيس الوزراء القادم بعدما كان هناك 5 مرشحين"، مبينا أن "الشخصية كفوءة ونزيهة وستحظى بمقبولية من قبل جميع الأطراف".
وأضاف الخالدي، أن "المشاورات لا تزال مستمرة بين القوى السياسية" مبينا أن "اختيار الشخصية المحددة لمنصب رئيس الوزراء بات قريباً جداً وربما يحسم بشكل نهائي خلال فترة وجيزة".
إتفاق بين سائرون والفتح.. ماذا لو انفرد الرئيس؟
وكانت المرجعية الدينية العليا في النجف، قد دعت يوم الجمعة (12 كانون الاول 2019)، إلى الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة، وأن تكون "غير جدلية" وتتمكن من إستعادة هيبة الدولة وتهدئة الأوضاع، ومع مهلة الرئيس صالح التي اعتمدت مواصفات المرجعية بتقديم رئيس وزراء غير جدلي، يؤكد نواب في البرلمان أن التحالفين الأكبر داخل مجلس النواب (سائرون والفتح) قد اقتربا كثيراً من حسم الملف.
وأكد النائب عن الفتح، كريم عليوي، اليوم الأربعاء، أن الحراك السياسي بين تحالفه مع سائرون لاختيار شخصية غير جدلية لمنصب رئيس الوزراء، وصل مراحل متقدمة.
وقال عليوي في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "الامور وصلت إلى مراحل متقدمة بعد الاتفاق بين سائرون والفتح على اختيار شخصية غير جدلية تحظى بمقبولية الكتل السياسية والشارع العراقي".
وأضاف، أن "الملف سيحسم بداية الاسبوع المقبل مع انتهاء مهلة رئيس الجمهورية برهم صالح"، الأمر الذي يؤكد وجود تحرك كبير لتلافي اختيار رئيس الجمهورية المرشح لرئاسة الحكومة بنفسه، الأمر الذي قد "يؤزم الموقف"، بحسب النائب عن تحالف البناء حنين القدو.
وأكد القدو، اليوم الاربعاء، عزم تحالفه تقديم مرشح مقبول، لمنصب رئاسة الحكومة الجديدة، قبل انتهاء مهلة رئيس الجمهوية برهم صالح.
وقال قدو لـ(بغداد اليوم)، إن "البناء سيقدم عدة أسماء إلى رئيس الجمهورية من اجل اختيار احدهم لتولي منصب رئاسة مجلس الوزراء"، مبيناً أن "ذهاب صالح باتجاه تكليف شخصية غير التي تقدمها الكتل السياسية، قد يتسبب بتأزم الموقف بشكل كبير".
رسالة إلى الرئيس
وكان الرئيس صالح، قد ذكر في نص رسالته إلى الكتل السياسية والتي أمهلها حتى يوم السبت، لممارسة صلاحياته الدستورية لتكليف من يجده "الأكثر مقبولية نيابياً وشعبياً"، أن "الأحداث تتسارع والمشهد يزداد تعقيدًا على المستويين الرسمي والشعبي، وهناك أعداد متزايدة من الشهداء والضحايا من المتظاهرين السلميين والقوى الأمنية، ونعتقد أن العقدة الأكبر تكمن في الوصول إلى الحدود المعقولة للاتفاق على المرشح الجديد لرئاسة مجلس الوزراء، وبالتأكيد أن الاستمرار بالوضع الحالي أمر محال وينذر بخطر كبير وتعقيد أكبر".
رسالة لصالح: الكتل فشلت بتقديم مرشح مقبول وأنت المخول وفق الدستور
ووجهت النائب عن ائتلاف النصر هدى سجاد، اليوم الاربعاء، رسالة شفوية إلى رئيس الجمهورية بشأن مرشح رئاسة الوزراء في الحكومة الانتقالية المقبلة، وفيما أكدت أن الكتل السياسية فشلت بأختيار شخصية كفوءة ومستقلة لشغل المنصب، بينت أن الرئيس مبسوط اليد بذلك الاختيار.
وقالت سجاد في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "الكتل السياسية فشلت بأختيار شخصية كفوءة ومستقلة لشغل منصب رئيس الحكومة الانتقالية ورئيس الجمهورية هو حامي الدستور وحر في الاختيار ومبسوط اليد لاختيار الاكفأ والأفضل والأقدر للمنصب بعيداً عن المحاصصة والفئوية والضغوط السياسية".
وأضافت سجاد، أن "اغلب المرشحين رفضوا تولي منصب رئاسة الوزراء بسبب حجم الضغوطات التي تمارس عليهم من قبل الكتل السياسية، سيما وان مرشحي كتلة البناء (علي الشكري ومحمد توفيق علاوي) شخصيات كفوءة، وتم عرضها على سائرون لكن تم رفضهما".
وتساءلت النائب عن ائتلاف النصر في البرلمان: "يا ترى هل الكتل السياسية تتحمل مسؤولية هذا الترشيح في ظل الظروف القادمة؟"، مؤكدة بذات الوقت على "ضرورة ان يكون شخص رئيس الوزراء المختار بيعد عن الضغوط السياسية لان فشل رؤساء الوزراء السابقين بسبب الضغوطات وتراكمها".
وفيما تشير معلومات ( بغداد اليوم ) الى وجود حراك مكثف لحسم اهم عقدة تقف حجر عثرة امام تلبية اهم مطلب رفعه المحتجون ، تؤكد اوساط سياسية ان هذا الحراك جدي جداً هذه المرة وسيخرج بالاتفاق على شخصية لن تثير اعتراض المتظاهرين بل تحظى بقبولهم.