محوران ’’يصارعان’’ من أجل البقاء.. وبديل عبد المهدي يضع الكتل في ’’حيرة’’ رغم ’’غليان’’ الشارع !
سياسة | 26-12-2019, 14:15 |
بغداد اليوم - خاص
في ظل الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الأخرى التي أطاحت بحكومة عادل عبد المهدي، نجح العراقيون، بعد أقل من ثلاثة أشهر على انتفاضتهم بإجبار مجلس النواب بإقرار قانون انتخابات يتناسب مع تطلعاتهم في تغيير الوجوه السياسية والأحزاب التي أحكمت على السلطة لمدة 16 عاماً.
وبعد دعوة المرجعية الدينية في بيانها الأخير، حول مرشح رئيس الوزراء واختيار شخصية غير جدلية، قائلة: نأمل أن لا يتأخر طويلاً تشكيل الحكومة الجديدة، التي لا بد من أن تكون حكومة غير جدلية، تستجيب لاستحقاقات المرحلة الراهنة، وتتمكن من استعادة هيبة الدولة وتهدئة الأوضاع، وإجراء الانتخابات القادمة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال او السلاح غير القانوني وعن التدخلات الخارجية ، بعد هذه الدعوة ينتظر العراقيون الذين يعتصمون منذ نحو ثلاثة أشهر، حسم اسم مرشح رئيس الوزراء بعيداً عن صراع المحاور والمتمثل بالمحورين، الأمريكي والإيراني، وفيما قدم معتصمو ساحة التحرير وساحات التظاهر في العراق اعتراضاً على أي شخصية يتم تكليفها بعيداً عن رأيهم ومخالفاً لرؤية المرجعية، لوّحت بعض الساحات بالتصعيد السلمي في حال الإصرار على أي شخصية حزبية.
أحد المتظاهرين في ساحة التحرير تحدث لـ(بغداد اليوم) قائلا إن الشارع المنتفض يرى أن الإصرار على بعض الأسماء المتحزبة ما هو إلا ’’عناد’’ يتطاير مثل ’’الرماد’’ فوق سماء المحتجين، الذين قدموا من الدماء ما يكفي لإسقاط نظام سياسي ’’هش’’ أودى بحياة أكثر من 500 شهيد و 20 ألف جريح دون اكتراث، خلال التظاهرات التي اندلعت في الأول من تشرين الأول الماضي.
المحور الإيراني يتصدر مشهد الإصرار على اختيار مرشح رئاسة الوزراء، خصوصاً بعد تبني تحالف البناء تقديم قصي السهيل وأسعد العيداني كمرشحين بدلاً عن عبد المهدي، حيث أن البناء الذي يضم عدداً من الكتل الشيعية والسنية لوّح كثيراً بأنه الكتلة الأكبر داخل مجلس النواب، فيما يقابله تحالف سائرون على أنه الكتلة الأكبر، مما يدفع هذا الصراع إلى غليان الشارع المنتفض، والذي يراقب تكليف شخصية مستقلة بعيدة عن التحزب والانتماءات الخارجية، وتتمتع بالاستقلالية.
الخبير الأمني أحمد الشريفي ذكر في حديث سابق لـ(بغداد اليوم)، إن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا باتجاه العراق، وتكثيف الجهد التقني في أربيل، وتواجد القوات البرية في ثلاث قواعد وهي عين الأسد والحبانية والقيارة، يشير إلى أن واشنطن تتجه لاتخاذ العراق مجالاً حيوياً واعتباره جزءاً من أمنها القومي، بعد تعزيز وجودها في البلاد.
ويستمر الشريفي بالقول إن "الولايات المتحدة تسعى أن تجعل العراق حليفاً ستراتيجياً عن طريق تشكيل حكومة طوارئ قريبة من واشنطن بغية إيجاد تغيير جذري في البلاد".
المتحدثة باسم ائتلاف النصر آيات مظفر نوري قالت في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن العراق يُعد الضحية الاكبر للصراعات الاقليمية الدولية، مصيفة أن المسؤولية اليوم تقع على عاتق القوى والنخب العراقية وتحلّيها بالوطنية والحكمة والمهارة السياسية لتجنيب العراق تداعيات الصراع الاقليمي الدولي.