آخر الأخبار
السوداني يفتتح المستشفى العراقي الكوري في بغداد لأول مرة في العراق.. مساع لإنشاء "الرابطة الاستثمارية" لجذب روؤس أموال 10 دول النقل: حركة المطارات مستمرة خلال أيام حظر التعداد السكاني المالية النيابية تناقش ملف تعيين الأوائل وحملة الشهادات العليا الخامسة خلال 3 أسابيع.. انتحار شاب بأسلوب الشنق في ديالى

بعد إعراض الجنوب عنها.. البضائع الإيرانية تواجه محنة في محافظات شمال العراق

محليات | 13-12-2019, 13:27 |

+A -A

بغداد اليوم _ ديالى

على بسطة متواضعة في سوق بعقوبة، إحدى أكبر أسواق محافظة ديالى، ينادي البقال "أبو محمد" بصوت عالٍ على بضاعته: "ابو الرخيص جاي (الباحثين عن خضروات رخيصة تعالوا إلى هنا)، وهو يؤشر نحو أكوام من البطاطا الإيرانية موضوعة عليها لافتة تشير إلى أن سعر الكليو غرام الواحد 500 دينار.

لم تكن أسعار الخضروات المستوردة، ومنها القادمة من إيران، في هذا السوق سابقاً منخفضة مثلما هي الآن، إذ أثر عزوف المواطنين في مدن جنوب العراق عن شراء المنتوجات الإيرانية، على أسعارها وحتى كسادها، مما دفع الموردون الإيرانيون إلى تحويل وجهتهم نحو إقليم كردستان ثم باتجاه كلار وجلولاء أو خانقين لتصل في النهاية كميات كبيرة من بضاعتهم إلى بعقوبة، مركز محافظة ديالى، لكن بأسعار منهارة، كما يوضح "أبو محمد" في حديثه لـ(بغداد اليوم).

وبعبارة "كلها نعمة الله"، يحاول هذا البقال إقناع المتبضعين الذين يسألونه عن مصدر بضاعته قبل الشراء، مستشفاً من سؤالهم أنهم يريدون منتجاً عراقياً لا غير، في ظل توجه نسبة كبيرة من العراقيين نحو شراء المنتج الوطني لدعمه استجابةً لحملات متعددة تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي تزامنت مع بداية إنطلاق التظاهرات الحالية في 1 كانون الأول الماضي، وحتى الآن.

في 6 تموز 2019، قال أمين عام "غرفة التجارة الإيرانية العراقية المشتركة" حميد حسيني، في تصريحات صحافية، إن إيران صدرت سلعاً للعراق، بقيمة 2.5 مليار دولار في الـ 100 يوم الماضية (التي سبقت تصريحه)، بنمو 20 بالمئة على اساس سنوي، مشيراً إلى أن غرفته "تستهدف بلوغ الحجم التجاري البيني 20 مليار دولار في السنة الايرانية الجارية التي تنتهي في 20 آذار 2020".

"تحايل مكشوف وهروب من الإجابة"

يعقوب حسن، وهو بقال آخر في سوق بعقوبة، يشير في حديثه لـ(بغداد اليوم)، إلى أن "العزوف عن شراء المنتوجات الزراعية الإيرانية ليس قوياً في ديالى حالياً، فحوالي 60% من البضاعة المتوفرة في هذا السوق هي إيرانية"، مستدركاً: "ورغم ذلك، عندما يسأل الزبون أي بقال عن مصدر بضاعته فأنه لا يجيب أو يحاول التملص من الإجابة".

ويلفت تاجر الخضروات الآخر في السوق، جليل الشمري، إلى "صعوبة التفريق أحياناً بين مصدر بعض المحاصيل الزراعية، وخاصة الطماطم"، مبينا أن "هذا المنتج مثلاً إذا وُضع في صندوق فمن الصعب أن تعرف ما إذا كان إيرانياً أو عراقياً".

شركات غذائية إيرانية، لجأت إلى كتابة عبارة "صنع في العراق" على منتجاتها المّوردة إلى العراق بعد أن توجه العراقيون نحو دعم المنتج الوطني، كما أظهرت صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بخط وإسلوب فارسي، مما جعلها عرضة للسخرية، إذ نسيَ المصّنعون عبارة "ساخت إيران" على جانب علب منتجهم.

"فساد المعابر"

قيس حسن، وهو موظف حكومي في إحدى دوائر ديالى، أبدى اسفه خلال حديثه لـ(بغداد اليوم)، لـ"الانتكاسة الكبيرة التي مرت بها الزراعة العراقية، وخاصة في ديالى، لأسباب أههمها فتح باب الاستيراد أمام منتجات مثيلة"، عاداً أن "غرق الأسواق المحلية بالمحاصيل القادمة من دور الجوار، والذي يصعّب على المواطن العراقي دعم المنتج الوطني، تتحمله المعابر الحدودية المسؤولة عن تطبيق قرارات حظر الاستيراد" واصفا ذلك بـ"الفساد الأكبر".