تقرير: فيتو الصدر والمحتجين يطيح بمرشحين بارزين لرئاسة الوزراء.. ’’الشتاء الوحشي’’ على الأبواب !
سياسة | 9-12-2019, 08:07 |
بغداد اليوم - متابعة
قالت صحيفة بريطانية إن الفيتو الذي وضعه متظاهرو العراق على مرشحي الطبقة السياسية لخلافة رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي أطاح بمرشحين بارزين للمنصب.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز في تقرير لها أن العراق يحتاج رئيس وزراء جديد عقب الاستقالة الاخيرة لعادل عبد المهدي، لكن حتى الآن لا يبدو بان هناك احدا يريد هذا المنصب.
وأشارت الى ان مقتدى الصدر، الداعم لأكبر كتلة برلمانية (سائرون) كان قد صرح بانه لا يريد تعيين مرشح وحركة الاحتجاج الشعبية التي اسقطت حكومة عبد المهدي ليس لديها قائد تقدمه كبديل، أما شخصيات المؤسسة السياسية التي تم النقاش بشأنها كبدلاء محتملين منذ تنحي رئيس الوزراء الاسبوع الماضي فقد تم رفضها بشكل سريع من قبل الجمهور.
وأضافت أن عملية اختيار رئيس وزراء وفقا للنظام السياسي الذي تم تأسيسه في العراق عقب الغزو الاميركي والاطاحة بنظام صدام حسين الدكتاتوري في عام 2003، دائما ما تكون صعبة ومعقدة إذ لم تثمر انتخابات 2018 البرلمانية عن غالبية لأي حزب ويتوجب من الكتلة الاكبر أن تبني اسنادا لائتلاف حكومي تتم خلاله المساومة على المناصب الوزارية وبعد انتخابات عام 2018 استغرقت عملية اختيار عبد المهدي ستة اشهر مع المباركة الضمنية لكل من الولايات المتحدة وايران، ويقول خبراء إنه من المتوقع ان تكون عملية الاختيار أصعب بكثير هذه المرة.
ونقلت الصحيفة عن مدير مبادرة العراق بالمجلس الاطلسي عباس كاظم قوله: "لا أرى اي شخص في ذهنه النية لأن يصبح رئيسا لوزراء العراق خلال الاشهر القليلة القادمة".
وتقول الصحيفة إن أي رئيس وزراء جديد سيواجه حركة احتجاج غاضبة ضد المؤسسة والتي تدعو بعد 16 عاما من فشل حكومي الى تغيير شامل بالنظام السياسي القائم.
وتنقل الصحيفة عن الناشط موسى الذي يبلغ من العمر 29 عاماً قوله: "مشكلتنا الرئيسة هي الاحزاب والنظام السياسي والادارة الخاطئة للدولة. الحركة الاحتجاجية ليست فقط لإزالة وزير فاسد او رئيس وزراء".
وتشير الصحيفة ان ما لا يقل عن 420 شخصا قد قتل منذ انطلاق الاحتجاجات في 1 تشرين الاول ويقول محتجون بانهم سئموا من فساد حكومي وتدخل خارجي ويطالبون بتغييرات في قانون الانتخاب، الذين يرون بانه مصمم لمنفعة الاحزاب السياسية القائمة، وتشكيل مفوضية انتخاب جديدة مع انتخابات مبكرة.
في خضم هذه التطورات قالت كتلة سائرون التي تحمل العدد الاكبر من المقاعد انها لا تريد المشاركة في اية مفاوضات لاختيار رئيس الوزراء القادم استنادا لضياء الاسدي، المستشار السياسي لمقتدى الصدر وفقاً الصحيفة.
وتنقل عنه قوله ان "كتلة سائرون تراجعت عن هذا الامر، لأنها تعتقد بان الاحزاب السياسية ما تزال تصر على اختيار رئيس الوزراء بنفسها، وهذا يتعارض مع ما ينادي به الشعب"، مشيرا الى ان "الصدر سيدعم اي مرشح يرتضيه المحتجون".
وتقول الصحيفة إن محللين قالوا إن تقييم دعم شعبي لأي زعيم محتمل قد يكون شبه مستحيل مع افتقار الحركة الاحتجاجية لقيادة رسمية تمثلها.
شخصيات معروفة من المشهد السياسي للعراق بضمنهم وزير النفط السابق ابراهيم بحر العلوم، والسياسي عزة الشابندر، طفت أسماؤهم خلال الايام القليلة الماضية كمرشحين محتملين، ولكنهم لا ينطبق عليهم شرط ومعيار المحتجين المنادين بقيادة ووجوه جديدة تشير الصحيفة.
ويقول الباحث كاظم انه من المحتمل ان يمر على العراق شتاء وحشي اذا فشلت النخب السياسية في بغداد بالتوافق فيما بينها مع بقاء المحتجين في الشوارع.
وكانت تقارير قد وردت عن قيام مسؤولين ايرانيين بزيارة قادة سياسيين عراقيين وهم يحاولون التوصل لاتفاقات. ولكن اي تدخل ايراني محسوس سوف لن يكون له صدى واسع من الدعم لأي زعيم جديد تقول الفايننشال تايمز وتشير الى ان ايران كانت قد ساومت على عادل عبد المهدي الذي اصبح بؤرة الاحتجاج والغضب الشعبي وتمثل ذلك بهجوم المحتجين على قنصلية طهران في النجف وكربلاء.
وكانت كل من واشنطن وطهران تتنافسان على النفوذ في العراق منذ عقود ولكن محللين يقولون للصحيفة بان نفوذ ايران اكبر. وقال الباحث كاظم "اي فرد سيكون رئيسا للوزراء سيكون صديقا لايران.. ايران متقدمة على الولايات المتحدة بخطوة أو اكثر في تلك القضية".
وتختم الصحيفة بالقول ان الصدر يتواجد حليا في ايران ضمن فصل دراسي ديني في مدينة قم ويشير مستشاره الاسدي انه ما يزال يتابع الاحداث في العراق عن كثب.
واضاف بقوله "غياب الصدر عن الساحة لا يعني بانه لن يكون له فيتو اذا لم تكن الاسماء المرشحة تحظى بمقبولية المحتجين".