آخر الأخبار
الاسبوع المقبل.. وفد كردي يزور بغداد للاجتماع مع وزيرة المالية البرلمان يجهل سبب تأخر إرسال جداول موازنة 2024: التصويت يحتاج وقتًا فضيحة بمليارات الدولارات في مناقصة توريد غواصات إلى هولندا الإطاحة بأخطر تجّار المخدرات بحوزته كمية من الكريستال في البصرة بذريعة الرواتب.. البارتي يتنصل عن تسليم عائدات المنافذ الى بغداد

بعد ان فجع بفقد زوجته.. "أبو سامر" كيف صارع الفيروس باللقاح

محليات | 21-10-2021, 18:23 |

+A -A

بغداد اليوم- بغداد

بعد ان خيم شبح الموت، وساد العالم في صمت، ولم يبقى سوى لسان موت الوباء، يخرق الصدور، وينهش بها دون رادع، وفجع الوباء أمهات بما ولدن، واخ بأخية وفرحة اب استبدلها بدموع، حتى حل الوباء ضيفا بدار أبو سامر، ونال من نصيب نوائبه.

أبو سامر في العقد الخامس من عمره يرى الأيام قد وقفت، وأغلقت الفرحة أبوابها، وناخت ركاب جماله، وقالت للزمن قف هنا، بعد ان أصيب وعائلته بالوباء وفجع بزوجته وفارقت روحها وهي تنظر بعينيه، وتصارع الفيروس، وكاد هو الاخر ان يفقد حياته وحياة ولده سامر، حتى حلت معجزة الله بالشفاء، وشد عود شجرته مجدد بفرحة مكسورة، مما دفعه الى مجاراة العلم واهل الاختصاص، واخذ اللقاح لتجنب الوباء ان يحل به مجددا.

ويقول أبو سامر ذو الـ 54 عاما في بيان لدائرة صحة الرصافة تلقته (بغداد اليوم): "كنت في حياة كسائر الناس، أعيش في كنف عائلتي مع زوجتي واولادي الثلاث وزوجاتهم وابنتين، واعمل في محل للبقالة بمدينة الصدر، حتى اثير خبر الوباء، ويترقب الناس دخوله للبلاد بخوف وتوجس، وأعلن عن تسجيل اول إصابة في العراق بمحافظة النجف، ودخلت البلاد في رعب مطبق وشلت الحياة، الا أنى كنت غير ابه للأمر واره مبالغ به وكذبه جديدة".

ويضيف ابو سامر "كنت من أشد المعارضين للبس الكمامة، وغير مبالي للفايروس والاصابات التي تسجل بشكل يومي، رغم سماعي لإصابة العشرات ومن ثم المئات من الأقارب والأصدقاء والجيران، حتى احتل الفيروس جسدي دون علمي، وادخلته لبيتي واسكنته وسط صدور عالتي، ونال منا بالكامل ونخر قوانا، ونقلت الى العناية المركزة انا وزوجتي احدنا قرب سرير الاخر".

ويفيد "كانت عيناي تبصر لزوجتي وهي تصارع المرض وتتباطئ أنفاسها شيئا فشيئا، وبجانبها انا الاخر تمكن الفيروس مني غير قادر على مد يد العون لها حتى بكلمات، الى ان رئيت روحها رحلت الى بارئها وهي تشخص ببصرها نحوي باخر لحظات من حياتها".

وتابع قائلا: "خبر وفاتها زاد من نكستي الصحية، ومن ثم تلاها ابني الذي قال الأطباء عنه في عداد الموتى، بعد ان تضررت رئتيه بالكامل، وخيم الحزن على العائلة بالكامل، وكأن زلزال او إعصار حل بالمنزل وناله من نصيبه من الدمار، ومن ثم حل نور الله بشفائي وولدي وباقي العائلة وتنفست الصعداء قليلا"، مبينا ان "فرحة الشفاء كانت مكسورة بعد ان فقدت العائلة عمودها وبريقها برحيل ام سامر التي اعدها جنة الله في ارضة، وشريكة افراحي واحزاني طيلة 30 عاما من الزواج".

ويلفت أبو سامر الى انه "يعيش حالة من الندم، كونه يرى بانه سببا بفقدان زوجته لحياتها وتضرر العائلة بالكامل، نتيجة اهماله وتغافله عن الامر وعدم اهتمامه بالإجراءات الوقائية".

ويشير "اتيت لأخذ اللقاح لتجنب شبح الموت، وخوفا من فقدان احد افراد عائلتي، ودفعت بالعائلة بالكامل نحو اخذ اللقاح لتحصينهم من الوباء، ورغم ضعف اعداد الإصابات الا اني لازالت مطبقا في منزلي لكل الإجراءات الوقائية".

ودعا أبو سامر في كلمة له للمواطنين "لقحو كي لاتفجعوا بحبيب لكم، لقحو لكي لاترو غصات الموت وحدة تلو الأخرى، لقحو كي لاتعيشو مابقى من العمر بحسرة الفقد والالم، لقحو للحفاظ على صحتكم".