بغداد اليوم - متابعة
أعادت نقابة الأطباء طرح خيار الحظر الشامل لتقليل عدد الإصابات بكورونا فيما وجهت رسالة للمواطنين خيرتهم فيها ما بين الصبر على الحجر او المصاعب الاقتصادية او حصول الكثير من الوفيات بسبب الفيروس بالفترة المقبلة.
وقال نقيب الأطباء العراقيين د. عبد الأمير الشمري في مقابلة متلفزة تابعتها (بغداد اليوم) "الملاحظ في الأيام الآخيرة تسجيل اعداد كبيرة من الاصابات بفيروس كورونا بالنسبة للأرقام الرسمية، الاصابات الفعلية اكثر بكثير لأن كثير من المرضى لا يراجعون المستشفيات ويعالجون أنفسهم في بيوتهم ويتحركون بحرية خارج منازلهم".
وأضاف ان "الخبراء يتوقعون ان الايام المقبلة ستشهد تضاعفاً بعدد الاصابات والمؤسسات الصحية غير قادرة على استيعاب اية زيادات واي نظام صحي في العالم من الصعب عليه أن يتحمل موجات كبيرة من الإصابات".
ولفت الى ان " ما حدث في الناصرية مثال لما يمكن أن يحدث ببقية مناطق العراق من ضغط على المستشفيات ونقص حاد في الأوكسجين لذلك لا حل سوى بالوقاية".
وشدد على وجوب " كسب الوقت بفرض حظر شامل يقلل من عدد الإصابات" معتبراً ان "من مسؤولية الدولة مساعدة المواطنين ممن يشكون ظروفاً اقتصادية صعبة وايضا الميسورون مدعوون لمد يد المساعدة".
وخاطب المواطنين بالقول: ان " لم تتحملوا الحجر والمشاكل الاقتصادية فأن البديل هو خسائر كبيرة بالأرواح".
وكشف الشمري عن حجم خسائر الكوادر الطبية بالقول "الكوادر الطبية في حرب حقيقية مع وباء خطير وخسرت 13 من خيرة كوادرها ممن ذهبوا كشهداء في مواجهة المرض ولدينا حوالي 800 مصاب ونخشى حدوث انهيار لدى الملاكات الطبية بسبب تصاعد الاصابات والاعتداءات عليهم ما يعني توقف تقديم الخدمة".
وفيما يتعلق بالبروتوكولات العلاجية المستخدمة بين نقيب الأطباء " ما يستخدم من أدوية في العراق في مواجهة فيروس كورونا ومن بينها العقار الروسي الذي اعتمد اخيرا هي ليست أدوية شافية لكورونا بالتحديد بل أدوية تستخدم لتقليل الأضرار والمضاعفات ولم يكتشف علاج ناجع حتى الآن".
ولفت بذات الوقت الى ان "لقاح كورونا قد يتأخر اكثر لإن التجارب ما زالت مستمرة بشأنه وربما لن يكون هناك لقاح حاسم، مرض الإيدز مثلا مكتشف منذ عام 1981 ولا يوجد له لقاح حتى الآن".
واعلنت وزارة الصحة اليوم تسجيل 104 وفيات و1985 إصابة بفيروس كورونا، قابلتها 1786 حالة شفاء من الفيروس.
وسجل العراق، الجمعة 25-6-2020، اعلى حصيلة وفيات يومية بلغت 122 حالة، فيما سجل اعلى حصيلة اصابات قبلها بيوم وبلغت 2437، ومنذ الخامس عشر من الشهر ذاته ارتفع معدل الاصابات الى الالف قبل ان تتجاوز الالفين لأول مرة بتاريخ 24 حزيران.
وفي وقت سابق ، حذر عضو اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية - د. رياض عبد الأمير ، من حدوث قفزة باعداد الاصابات والوفيات بفيروس كورونا بثلاثة اضعاف عن العدد الحالي وعدم قدرة المستشفيات على استيعاب الزيادات ما يفجر عدد الوفيات.
وقال عبد الأمير في مقابلة متلفزة تابعتها (بغداد اليوم) إن "عدد الاصابات والوفيات بفيروس كورونا ارتفعا لمستوى خطير جدا وهذا يشير الى ان الوباء انتشر في جميع المحافظات ولا بد من تحرك لكسر انتقال العدوى بين المواطنين وعليه يجب أن يفرض تباعد اجتماعي قسري في هذه الفترة".
وأضاف "في السابق فرض حظر لمدة شهر حينما كانت الاصابات لا تتعدى الأربعين، الآن الوضع أخطر بكثير، الاصابات تتجاوز الألفين يوميا وحسب التنبؤات الوبائية سنصل إلى 5 أو 7 آلاف يوميا خلال اسابيع لو بقي الوضع على ما هو عليه".
وتابع "قدراتنا الاستيعابية في المستشفيات لن تستطيع مواجهة عدد إصابات يصل إلى 7 أو 8 آلاف يوميا ما يعني أن الوفيات ستزداد بشكل كبير حينها لعدم القدرة على استيعاب جميع الحالات بالمستشفيات".
ولفت الى ان " الحظر السابق لم يطبق بشكل صحيح وسليم لذلك لم تتحقق نتائج جيدة، يجب أن ينفذ حالياً بالشكل المطلوب، الخلل ليس بالقرار بل بالتنفيذ ولا خيار ثان أمامنا، يجب إن تضبط حركة المواطنين داخل المناطق خاصة في المناطق الشعبية لا ان يتم الاكتفاء بالتواجد بالشوارع وإلا فأن الاصابات سترتفع لأرقام كارثية لا نستطيع السيطرة عليها".
وقررت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية اليوم  عدم فرض حظر التجوال الشامل خلال الأيام المقبلة وذلك بعد يومٍ من رفع توصية من لجنة الخبراء بوزارة الصحة بفرض حظر شامل وصارم للتجوال في عموم مناطق البلاد لمدة 4 اسابيع لوقف تفشي الفيروس.
قبلها، حذرت منظمة الصحة العالمية في العراق ، الاحد 28-6-2020، من اقتراب الوضع في البلاد من مرحلة التفشي الوبائي وخروج الأمور عن السيطرة في مواجهة كورونا .
وقال ممثل الصحة العالمية في العراق د. ادهم إسماعيل في مقابلة متلفزة تابعتها (بغداد اليوم) ان " الوضع غير مسيطر عليه ويجب اتخاذ إجراءات سريعة جداً لان الوضع قد يخرج عن السيطرة كلياً في اية لحظة".
وأضاف إن " عدد الراقدين في المستشفيات قد يصل قريباً لمستوى عدم قدرة المؤسسة الصحية على استقبال الحالات الشديدة ونخشى من الوصول لمرحلة التفشي غير المسيطر عليه".
ولفت الى ان "المواطنين فرطوا بإجراءات الوقاية وحدث تهاون أمني في تطبيق الحظر الشامل وايضاً هناك ثقافات مجتمعية تسببت بحصول تجمعات أدت للتصاعد المستمر بعدد الإصابات".