القبض على داعشي عراقي في المانيا بتهمة قتل طفلة إيزيدية عطشاً بعد تعذيبها
أمن | 11-10-2019, 09:21 |
بغداد اليوم- متابعة
أودعت السلطات الألمانية، عضواً عراقياً في تنظيم داعش، السجن بتهمة الإبادة الجماعية، بعد قيامه بشراء طفلة إيزيدية ووالدتها كرقيق وضرب الطفلة على نحو متكرر وتكبيلها في الشمس ما أدى إلى وفاتها عطشاً.
ووجه الادعاء العام الألماني للعراقي، اليوم الجمعة (11 تشرين الأول/ أكتوبر 2019)، اتهامات بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وذكر الادعاء العام، أنه "تم تسليم العراقي من اليونان إلى ألمانيا أول أمس الأربعاء، ويُتهم في انتمائه لتنظيم داعش، وشراء طفلة إيزيدية ووالدتها كرقيق عام 2015، وضرب الطفلة على نحو متكرر وتكبيلها كعقاب لها خارج المنزل في الشمس الحارقة، ما أدى إلى وفاة الطفلة عطشاً".
وكانت السلطات اليونانية قد ألقت القبض على زوج الداعشية الألمانية جنيفر فيينيش بتهمة قتل طفلة عطشا في شهر أيار/ مايو الماضي حسب ما ذكرت مجلة "فوكوس" الألمانية آنذاك.
وكانت محكمة في مدينة ميونيخ قد بدأت في نيسان/ أبريل الماضي محاكمة فيينيش (27 عاماً) متهمة بجريمة حرب وقتل، بعدما تركت فتاة أيزيدية تموت عطشاً في العراق، في أول محاكمة من نوعها لعنصر في تنظيم داعش الإرهابي.
وكانت جنيفر التي ولدت في وسط فقير ولم تنه تعليمها، غادرت ألمانيا للالتحاق بتنظيم داعش في أيلول/ سبتمبر 2014، كما ورد في محضر الاتهام.
ومن حزيران/ يونيو إلى أيلول/ سبتمبر 2015 كانت تقوم بدوريات الحسبة المكلفة فرض احترام قواعد السلوك واللباس التي حددها التنظيم، وهي تحمل السلاح وترتدي سترة ناسفة في مدينتي الموصل والفلوجة.
ويفيد محضر الاتهام أنها اشترت مع زوجها في تلك الفترة بين مجموعة من السجناء فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات ووالدتها اللتين تنتميان إلى الأقلية الإيزيدية لاستعبادهما.
وقالت النيابة العامة في بيان "كانت الفتاة مريضة في أحد الأيام وبللت فراشها. فعاقبها زوج المتهمة بربطها بسلاسل في الخارج في أجواء من الحر الشديد وتركها تواجه موتاً شنيعاً عطشاً".
وأضافت أن "المتهمة تركت زوجها يتصرف ولم تفعل شيئاً لإنقاذ الفتاة".
وذكرت الصحف الألمانية أن "نورا ب"، والدة الضحية التي تعيش حالياً لاجئة في ألمانيا، قالت للمحققين إن "المتهمة لم تتدخل إلا بعد فوات الأوان. وقد توفيت الفتاة بسبب الاجتفاف. وأوقفت أجهزة الأمن التركية جنيفر في أنقرة في كانون الثاني/ يناير 2016 عندما كانت تريد استصدار وثائق لدى السفارة الألمانية. وبعد أيام نقلت إلى ألمانيا".
لكن لم يتم وضعها في التوقيف الاحتياطي قبل حزيران/ يونيو 2018 بعد أن اعتقلت خلال محاولتها العودة إلى الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا.
وذكرت مجلة "دير شبيغل" أنه خلال محاولتها الفاشلة الأخيرة هذه روت لسائقها كيف تعيش في العراق.
وكان السائق في الواقع مخبراً لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) الأمريكي ويقود سيارة مزودة بمايكروفون.
واستخدمت النيابة العامة هذه التسجيلات لاتهامها. وقد أسرّت جنيفر لسائق السيارة بوفاة الفتاة.
وطالب محامو الادعاء المدني الألمان وأمل كلوني وناديا مراد التي استعبدها التنظيم جنسياً في الماضي، بإدانة جنيفر بجرائم ضد الإنسانية والاتجار بالبشر والتعذيب.
وفي التسجيل الذي جرى دون علمها، تبدو جنيفر فينيش، حسب "دير شبيغل"، مدركة لخطورة الممارسات التي عانت منها الطفلة. وقالت على ما يبدو "كان هذا انتهاكاً حتى في نظر تنظيم الدولة الإسلامية"، على حد تعبيرها.
وأوضحت المجلة الألمانية أن داعش، فرض عقوبة جسدية على الزوج، بينما ذكرت مجلة "سودويتشه تسايتونغ" أن الرجل يدعى طه ص. ن. ج.
ومن الممكن محاكمة متورطين في جرائم ضد القانون الدولي في أي مكان في العالم وفقاً لمبدأ القانون العالمي بصرف النظر عن مكان الجريمة أو جنسية الجاني؛ ما يعني أنه يمكن محاكمته في ألمانيا، إلا أن هذا سيتطلب أولاً تسليمه من جانب السلطات اليونانية، وهو ما جرى الآن.