أكبر محافظة بالعراق تواجه خطر التقسيم.. من هم الساعون لتشكيل محافظة ثانية بالانبار وما هدفهم
سياسة | 2-09-2019, 05:02 |
بغداد اليوم - الانبار
كشف عضو مجلس عشائر الانبار، عواد الدلمة، الاثنين (02 ايلول 2019)، حقيقة استحداث محافظة جديدة تضم مناطق اعالي الفرات، واعلان انفصالها اداريا عن سلطة الرمادي.
وقال الدلمة لـ(بغداد اليوم)، إن "مشروع فصل أعالي الفرات عن سلطة الرمادي وإعلانها محافظة، لن ينجح، والحديث عن وجود اجتماعات سياسية وعشائرية بهذا الشأن لا صحة له، وانما مجرد اشاعات يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضاف أن "الجهات التي تريد فصل مناطق اعالي الفرات عن سلطة الرمادي، تهدف إلى تقسيم محافظة الانبار، من أجل السيطرة على غاز عكاز، وثروات المحافظة الاخرى".
وأتهم عضو مجلس عشائر الانبار "جهات سياسية تتلقى دعما خارجيا، من أجل تقسيم المحافظة والسيطرة على ثرواتها"، لافتا إلى أن "هذا المشروع لن يتحقق اطلاقا، لأن اهالي الانبار سيقفون بالضد من أي مشروع يهدف إلى تقسيم المحافظة".
وفي وقت سابق، كشف الأمين العام لحزب أحرار الفرات، عبد الله عطا الجغيفي، عن اجتماع سري عُقد في قضاء حديثة لبحث استحداث المحافظة الجديدة.
وقال عطا في حديث صحفي إن "الاجتماع ضمّ قيادات سياسية وأكاديمية وعشائرية للبدء بمشروع محافظة الغربية والتي تضم أقضية هيت وحديثة وراوة وعنة والقائم والنواحي التابعة لها".
وأضاف أن "موعد اجتماع الهيأة التشكيلية لإعلان الأقضية بمحافظة الغربية بشكل رسمي سيكون في قضاء عانه مطلع شهر تشرين الأول المقبل".
من جانبه، قال محافظ الأنبار السابق صهيب الراوي، وهو أحد أعضاء الحزب الإسلامي، إن "مشروع محافظة الغربية بات قريباً من استكمال كافة الإجراءات القانونية والرسمية"، مبيناً أن "الحراك الذي يقودهُ سياسيون من الأنبار، يسير كله وفق الدستور الذي لا يمانع استحداث المحافظات وفق شرط، والسعي جارٍ من أجل تثبيت دعائم هذا المطلب الذي بات اليوم جماهيرياً بسبب المعاناة التي يواجهها أهالي المناطق الغربية في التواصل مع المركز "الرمادي".
أما المتحدث باسم مجلس الأنبار عيد عماش، فرأى أن "محافظة الأنبار كبيرة ويعاني سكان المناطق الغربية، تحديداً أهالي القائم، من صعوبة التواصل مع مركز المدينة "الرمادي"، فالمسافة بين المدينتين أكثر من 300 كيلومتر، وأحياناً يضطر المسافر إلى البقاء في مركز المحافظة لإنهاء أعماله، ونحن نسمع مناشدات الأهالي منذ سنوات إلا أن ما مرَّت به المحافظة من مشكلات جعلنا نتريث بملف استحداث المحافظة الجديدة".
وتابع عماش، في تصريح صحفي، أن "الحراك السياسي والشعبي بشأن محافظة الغربية عاد بعد تحرير مناطق الأنبار من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وقد عُقد أكثر من مؤتمر في منطقة حديثة من أجل التوصل إلى حل بهذا الشأن، وستُنهي اللجنة المُشكلة لهذا الغرض من أجل رفعه إلى مجلس المحافظة ومن ثم إلى البرلمان. ومن المؤمل أن تضم محافظة الغربية مناطق حديثة وعانه وراوة والقائم والرطبة، وقد تنضم ناحية البغدادي أيضاً، وهناك رغبة من هيت بالانضمام، ولكن بطبيعة الحال لا توجد أي خارطة نهائية للمحافظة".
وأضاف أن "الملف قيد الاكتمال وسيتم تحويله إلى مجلس المحافظة ومن ثم إلى مجلس النواب".
وبشأن المشاكل السياسية التي قد تولد بسبب إدارة المحافظة الجديدة وصراع الأحزاب على إدارتها، أشار إلى أن "الملفين الاقتصادي والسياسي لن يشكلا خطورة كبيرة على المحافظة، إذ إن الحكومة لها قانون خاص يتعلق بإدارة الأموال والواردات في المحافظات العراقية الحدودية، إذ يتم تقاسمها بين الحكومتين المركزية والمحلية وفق سياق قانوني واضح، أما الجانب السياسي فلا خوف منه، لأن الأنبار من طيف واحد، وأن العملية السياسية منفتحة على جميع الأحزاب، ومن يحصل على أغلبية أصوات الأهالي وتوجهاتهم يمكنه إدارة المحافظة الجديد".