في ديالى.. "القلعة الصامدة"بحالة طوارئ منذ 5 سنوات: رجالها يعيشون مع البارود!
محليات | 28-08-2019, 10:52 |
بغداد اليوم - ديالى
في قلب حوض إمام ويس بأقصى شمال شرق محافظة ديالى، تلوح من بعيد منازل متناثرة ويقف رجالها وهم يحملون اسلحة متوسطة واخرى خفيفة في نقاط مرابطة متباعدة عن بعضها، في حين يحمل احدهم جهاز اتصال لاسلكي وهو يتابع مجريات الوضع الأمني وهو يقول "مياح بخير".
اذ تعيش منطقة "مياح" وهي تتألف من قريتين منذ 5 سنوات حالة حرب فعلية مع خلايا داعش التي تنطلق هجماتها من تلال حمرين القريبة منها وهي تقدم بين الحين والآخر ضحايا في مواجهة التنظيم..
رئيس مجلس قضاء المقدادية (40كم شمال شرق بعقوبة) عدنان التميمي، قال في حديث لـ( بغداد اليوم)، إن "منطقة مياح هي القلعة الصامدة منذ 5 سنوات والتي لم يجر تسليط أضواء الاعلام عليها رغم انها تعيش حالة طوارئ مستمرة ورجالها يعيشون مع السلاح والبارود على مدار 24 ساعة".
واضاف التميمي، ان "مياح تتعرض الى اكثر من 10 هجمات خلال 2019 بينها قصف بالهاونات كما حدث يوم امس ولكنها صمدت ببسالة"، لافتا الى ان "القرية تمثل حاجز صد لداعش في منع تسلله من حمرين باتجاه طريق امام ويس الاستراتيجي الذي يمثل شريان حمرين ونقطة وصل مهمة جدا بين بعقوبة وخانقين".
من جانبه، أوضح أبو نزار وهو مختار منطقة مياح، أن "المنطقة تعيش حالة حرب منذ 5 سنوات وهي تقاتل للدفاع عن نفسها والرجال يحملون السلاح ويواجهون داعش باستمرار".
وأضاف ابو نزار، أن "داعش هاجم المنطقة مرات كثيرة واستخدم معها القصف بالهاونات لكنه فشل في مبتغاه"، مشيرا الى ان "القرية تنتظر دعم الحكومة خاصة تطويع 50 من شبابها في المنظومة الأمنية من اجل زيادة قوة الصد".
واشار الى ان "المنطقة تحتاج فقط الدعم بالتسليح لتواصل مقاومة داعش"، مبينا ان "موقع المنطقة الاستراتيجي ورفضها لافكار داعش هي من دفعت التنظيم الى الضغط والاستمرار بمهاجمتها بشكل متكرر".
بدوره، قال ايهاب العزاوي، وهو مراقب امني، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "نطقة مياح تمثل حجز الزاوية في حوض إمام ويس وبوابة باتجاه تلال، وأن صمود الاهالي هو من انقذ طريق امام ويس من ان يتحول الى بركة دماء كبيرة".
وأوضح العزاوي، ان "الحقيقة التي ربما لا يعرفها الكثيرين بان اهالي مياح ساهموا بقتل قادة بارزين في داعش وهذا ما يفسر محاولات التنظيم الانتقام منهم بالقصف بالهاونات"، مؤكداً "ضرورة "دعم مياح واسناد الاهالي في قتال داعش والعمل على الاستجابة لمطاليبهم في تطويع أبناءهم في المنظومة الامنية".
وكانت منطقة مياح قد تعرضت مساء يوم امس الثلاثاء، الى قصف بست قذائف هاون دون اي إصابات بشرية.