المرأة البارزانية ’’ممنوعة’’ من النشاط العلني والسياسي.. بغداد اليوم تكشف ’’الاسباب الخفية’’!
سياسة | 21-07-2019, 13:02 |
بغداد اليوم- أربيل
تسيطر عائلة مصطفى البارزاني، مؤسس الحزب الديمقراطي الكردستاني، على أغلب مفاصل الحكم داخل إقليم كردستان، فضلا عن دورها الفعال في صناعة القرار وتشريعه، إلا أن ذلك التمثيل غيب فيه دور المرأة من ال بارزاني بشكل ملحوظ، رغم زخم المناصب التي حصلت عليها هذه العائلة التي يمتد جذورها إلى الجيل الرابع .
ولم يتوقف غياب المرأة البارزانية عن التمثيل السياسي فقط، بل غابت حتى من التجمعات المدنية والاحتفالات الثقافية والندوات والورش الاجتماعية، على العكس من عائلة الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، جلال طالباني، حيث ظهرت المرأة بكل مفصل من مفاصل الحياة وخصوصا السياسية.
النقشبندية هي السبب
ويقول الكاتب والباحث الكردي، سالار تاوكوزي، لـ(بغداد اليوم)، إن "غياب المرأة البارزانية عن المشهد السياسي والاجتماعي يعود للبيئة الدينية التي تنحدر من فكر (احمد البارزاني)، احد شيوخها الذي يتبع الطريقة النقشبندية"، مبينا أن "هذا الامتداد الديني يمنع من ظهور المرأة الى الواجهة، ما غيب تأثيرها ووجودها في المجتمع الكردي".
وأضاف تاوكوزي، أن "رؤساء حكومة الإقليم لم تظهر نساءهم او بناتهم إلى جانبهم طوال السنوات الماضية، باستثناء الظهور النادر لزوجة رئيس حكومة الإقليم الجديد ، نجيرفان بارزاني اثناء يوم التصويت في الانتخابات".
وتابع، أن "السبب الذي يضاف إلى كون عائلة البارزاني دينية، وتمنع من ظهور المرأة في الإعلام، فأنها عشائرية متمسكة بتقاليدها وثوابتها الريفية الذي لم تتخلى عنها على الرغم من التطور الكبير الذي وصل إليه الإقليم حكومة وشعبا".
لا سيدة اولى في اقليم كردستان
وفي السياق ذاته تؤكد الناشطة الكردية، هيلين محمد، لـ(بغداد اليوم)، إن "غياب دور المرأة داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، خلق حالة من الفجوة بين نساء الإقليم ورؤسائه".
وتقول محمد، إن "عدم تواصل زوجة رئيس حكومة الإقليم والتي من المفترض أن تكون السيدة الأولى كما هو معمول به في جميع دول العالم، مع نساء الإقليم جعل علاقة المرأة الكردية بالسلطة تقليدية جدا".
فيما يرى الصحفي الكردي، آرام فخري الدين، بحسب حديثه لـ(بغداد اليوم)، أن "عوائل الزعماء والرؤساء لا بد أن يكون لهم وضع خاص، بعيدا عن العقيدة الدينية والتقاليد العشائرية من اجل التواصل مع رعيتهم"، لافتا إلى ان "هذا الامر وضع حكومة الإقليم أمام تناقض كبير، حيث انها في الوقت الذي تطالب فيه بحرية المرأة ودعمها تبقى نساءهم حبيسة العادات والتقاليد التي تتبعها عائلة البارزاني ".
البارزانيون يمنعون نساءهم من الاختلاط بالرجال
إلى ذلك كشف مصدر مقرب من عائلة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، أن "نساء الجيل الأول داخل العائلة البارزانية لا زالت متمسكة بطقوس العائلة الدينية، حيث يمنع على المرأة الاختلاط بالرجال ، فضلا عن فريضة الحجاب المفروضة داخل الاسرة الحاكمة".
وقال المصدر لـ(بغداد اليوم)، إن "الجيل الجديد من النساء او ما يسمى الجيل الرابع بدأن بالتحرر من تقاليد الاسرة الحاكمة".
ويعتبر أول ظهور لنساء عائلة بارزاني تداوله عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال تشيع دلوفان إدريس البارزاني شقيق رئيس الإقليم الحالي في نيسان من العام الماضي .