اقتصاد / ملفات خاصة اليوم, 20:00 | --

720 ألفاً للمثقال


من غلاء الذهب إلى تأثير السوشيال ميديا.. الزواج يتحول إلى "مشروع مستحيل" في العراق

بغداد اليوم – بغداد
لم يعد الزواج في العراق مجرد خطوة اجتماعية طبيعية، بل تحوّل إلى معادلة معقدة تتنازعها عوامل اقتصادية واجتماعية ونفسية، جعلت من إقدام الشباب عليه مشروعاً محفوفاً بالتحديات. مراسل "بغداد اليوم" أفاد بأن أسعار الذهب سجلت قفزة غير مسبوقة هذا الأسبوع، إذ بلغ مثقال الذهب عيار 21 نحو 720 ألف دينار، ما جعل سوق الصاغة في حالة ركود شبه تام، مع تزايد عزوف المواطنين عن الشراء.

تجار الذهب أكدوا أن "الصعود الأخير كان صادماً"، فيما أوضح أحدهم لمراسلنا أن "الإقبال على الشراء تراجع إلى أدنى مستوياته، حتى أن بعض الشباب المقبلين على الزواج أوقفوا ترتيباتهم بانتظار استقرار الأسعار". مراقبون يرون أن هذا الارتفاع لا يمثل مجرد أزمة في السوق، بل ينعكس مباشرة على بنية المجتمع، لأنه يثقل كاهل المقبلين على الزواج ويجعل المهر عبئاً يوازي أحياناً سنوات من العمل.

لكن المشكلة لا تتوقف عند الذهب وحده. فبحسب مختصين في الشأن الاجتماعي، فإن "طلبات المهور شهدت خلال السنوات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً، متأثرة بمقاطع السوشيال ميديا التي عززت صورة الزواج الباذخ والاحتفالات الفارهة". ويشيرون إلى أن هذه الثقافة الهجينة زرعت قناعة لدى بعض الأسر بضرورة تقليد مظاهر الرفاهية المصطنعة، لتتحول مراسم الزواج من مشروع تأسيس عائلة إلى استعراض اجتماعي. هنا تتقاطع الأزمة الاقتصادية مع البعد الثقافي، لتصنع حاجزاً مضاعفاً أمام الشباب.

العاطلون عن العمل هم الأكثر تضرراً من هذه الدوامة. فمع شحّ الفرص وغياب سياسات تشغيل فاعلة، يبقى كثير من الشباب عاجزين عن توفير أبسط مقومات الزواج. محللون يؤكدون أن ارتفاع الذهب والمهور معاً جعل من "تأخر سن الزواج" ظاهرة آخذة في التوسع، وهو ما يهدد بآثار نفسية واجتماعية لاحقة، أبرزها زيادة العزوبية الطويلة وضغوط الحياة الفردية.

الأهالي من جهتهم يعيشون حالة ارتباك. بعضهم يحاول مسايرة المظاهر برفع سقف الطلبات، بينما يعبّر آخرون عن قلق متزايد من عزوف الشباب عن الإقدام على الزواج، ما يضع الأسر أمام معادلة قاسية: إما القبول بمهور ومظاهر مبالغ بها، أو بقاء البنات والشباب خارج دائرة الاستقرار الأسري.

وفي ظل هذا المشهد، يتفق المراقبون على أن المشكلة لم تعد اقتصادية بحتة، ولا ثقافية فقط، بل هي خليط يعبّر عن غياب الوعي الجمعي بضرورة تبسيط الزواج، وغياب السياسات الرسمية التي تخفف من أعباءه. ومع استمرار ارتفاع الذهب، وازدياد تأثير الدراما في تشكيل أنماط التوقعات الاجتماعية، يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيظل الزواج في العراق حلماً مؤجلاً ومشروعاً مستحيلاً، أم أن المجتمع سيتدارك خطورة هذه المعادلة قبل أن تتحول إلى أزمة بنيوية دائمة؟

المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

أهم الاخبار

لاعب تايلاند يعلق على التدخل العنيف لميمي

بغداد اليوم- متابعة أعرب لاعب المنتخب التايلاندي، تشاناثيب سونغكراسين، اليوم الأحد (7 أيلول 2025)، عن حزنه الشديد بعد أن تعرض لإصابة قوية من لاعب المنتخب الوطني مهند علي (ميمي)، في نهائي كأس ملك تايلاند الودية التي فاز بها العراق اليوم. وقال سونغكراسين

اليوم, 22:11