"نواطير السواتر".. مقاتلون بديالى تحولوا لمزارعين بعد 4 سنوات عجاف !
محليات | 9-07-2019, 15:53 |
بغداد اليوم - ديالى
في أطراف قرى "سنسل" في اقصى شمال قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، يقف احمد الجبوري، برفقة عدد من رفاقه في نقطة مرابطة متقدمة، وهم يراقبون عن كثب اية تحركات مريبة، قد تحدث في البساتين الزراعية المترامية على بعد امتار منهم.
"نواطير السواتر".. مقاتلون تحولوا لمزارعين
الجبوري وهو أحد مقاتلي الحشد العشائري، أكد في حديث لـ(بغداد اليوم)، أن "حشده في قاطع شمال المقدادية (40 كم شمال شرق بعقوبة)، يمثل قوة فعالة على الأرض، فقد تمكنت قواته من قتل العديد من قيادات الصف الأول لما يعرف بولاية ديالى الداعشية، خلال السنوات الأربع الماضية".
ولفت الى، أنه "رغم مسكه مع زملائه قواطع تشهد مواجهات ساخنة مع ما تبقى من خلايا داعش، الا أنهم لم يستلموا أي رواتب منذ أكثر من اربع سنوات".
بدوره قال اركان خميس، وهو مقاتل اخر في الحشد العشائري، إن "اغلب مقاتلي الحشد يعتمدون على الزراعة، في تأمين الأموال التي يتم تقسيمها ما بين تجهيز عوائلهم بالطعام وما يحتاجونه، وما بين شراء الاعتدة للدفاع عن أنفسهم وقراهم في مواجهة داعش".
وأضاف خميس، في حديث لـ(بغداد اليوم)، أن "قواته التي تعرف بـ(نواطير السواتر)، قدمت العديد من الدماء الزكية منذ 4 سنوات وحتى الان، لذا بات دعم الحكومة لها ضروريا"، مشيراً الى أن "جميع الوعود التي تقدم بها السياسيين بشأن صرف رواتبهم لا تزال حبرا على ورق حتى الان".
27 قرية بحماية ألف مقاتل لا يستلمون رواتباً منذ 4 سنوات
عضو مجلس ديالى، حقي الجبوري، كشف في حديث لـ(بغداد اليوم)، أن "أكثر من ألف مقاتل بالحشد العشائري، ممن تم نشر اسمائهم ضمن قوائم وزارة الدفاع، لم يصرف لهم أي رواتب منذ سنوات، رغم مسكهم قواطع ونقاط مرابطة مهمة جداً".
وأوضح أن "الحشد العشائري يمسك حاليا أمن 27 قرية محررة في قاطع شمال المقدادية بينها قرى سنسل وحنبس، ولكن اغلب افراده بدون اي دعم مالي او تسليحي لذا يعتمد المقاتلين على ارزاقهم من المهن المختلفة في تأمين استمرارية العمل الامني والزخم من منطلق وطني بحت".
ودعا الجبوري، "الحكومة الى ضرورة رعاية مقاتلي الحشد العشائري في المناطق المحررة ومنها شمال المقدادية باعتبارها لاتزال تواجه تحديات امنية كبيرة".
علامات استفهام
فيما اكدت النائب غيداء كمبش، إن "عدم صرف رواتب مقاتلي الحشد العشائري لا يقتصر على مناطق شمال المقدادية فقط، بل في العظيم وشروين ومناطق أخرى"، مبينة أن "هذا الامر يثير الكثير من علامات الاستفهام، فلماذا هذا الاهمال لشريحة قدمت ولاتزال تقدم دماء زكية دون اي حقوق خاصة".
واضافت كمبش، أن "الحشد العشائري في حالة استنفار دائم، لدرجة انهم ينامون واسلحتهم بجانبهم اينما ذهبوا"، لافتة الى أنه "تم مفاتحة الجهات العليا في البلاد وحتى اللحظة لم نجد اي اجابة مقنعة حيال الامر".
وكان تنظيم داعش، قد سيطر على قرى شمال المقدادية بالكامل بعد احداث حزيران 2014 قبل ان يتم تحريرها بعد معارك شرسة في كانون الثاني 2015.