مخدرات ديالى تدق ناقوس الخطر بعموم البلاد.. مزرعة “الكوبات“ تكشف المستور !
محليات | 4-07-2019, 13:50 |
بغداد اليوم - ديالى
تعاني محافظة ديالى منذ سنوات، من ظاهرة ترويج وبيع المخدرات في بعض مناطقها، فيما شكلت مصدر قلق شعبي كبير خوفا من انتشار وتحولها الى مصدر تهديد مجتمعي وامني في آن واحد نظرا لكونها افة تفتك بالشباب على نحو مباشر.
قيادة شرطة ديالى كشفت في وقت سابق عن تفكيك سلسلة شبكات وخلايا تروج المخدرات في بعض مدن المحافظة واعتقال 100 منها افرادها خلال 2018
قيادة الشرطة تطمئن المواطنين
قائد شرطة ديالى اللواء فيصل العبادي تحدث بلغة مطمئنة عن ملف المخدرات في حديث لـ( بغداد اليوم) مؤكداً أن "المحافظة هي الاقل في تعاطي وترويج المخدرات واسهمت اجراءاتنا في الحد منها بشكل كبير بالاشهر الماضية".
وأضاف العبادي، اننا "نحقق نجاحات في ملف مكافحة المخدرات بكل انواعها ومعدلات التعاطي محدودة جدا"، لافتا الى ان "تعاون الاهالي مع القوى الامنية كانت وراء الاطاحة بالكثير من مروجي ومتعاطي المخدرات وراء القضبان".
نواب ديالى قلقون.. المحافظة مدخل المخدرات لعمق العراق
النائب فرات التميمي عبر عن "قلقه من ملف المخدرات في ديالى"، مؤكدا أن "المحافظة ممر لدخول انواع مختلفة من المخدرات الى العمق العراقي".
وأضاف التميمي، أن "العثور على نبتة الداتورا المخدرة احدى البساتين المهجورة في منطقة الكوبات في قضاء الخالص(15كم شمال بعقوبة) كشف المستور بان هناك محاولة لنقل تجربة زراعة المخدرات لديالى وهذا امر خطير للغاية يستدعي التحرك حياله وكشف هوية من قام بهذا الفعل الاجرامي".
وأعلن قائممقام قضاء الخالص (15 كم شمال بعقوبة) في محافظة ديالى عدي الخدران، (30 حزيران 2019)، اكتشاف نبتة "الداتورا"، المخدرة في بستان مهجور في القضاء شمال المحافظة.
الى ذلك قال النائب مضر الكروي، إن "ضرر المخدرات يوازي ضرر الارهاب واكثر والشباب هم المستهدفين بالاساس"، مؤكدا "ضرورة متابعة الملف ودعم كل الفرق العاملة في مكافحة المخدرات لانها تخوض حرب صعبة ومعقدة من عصابات وشبكات اجرامية".
الشرطة: الملف تحت السيطرة والمقاهي هدف لعصابات المخدرات
اما الناطق باسم شرطة ديالى العقيد غالب العطية اشار الى، أن "انتشار المخدرات في المحافظة ليس بالحجم الذي يصوره البعض بل محدود وكانت الاجراءات الامنية سباقة في تحجيم انتشاره واعتقال العديد من الشبكات".
وأضاف العطية، أن "الشرطة اتخذت سلسلة ستراتيجيات لمواجهة المخدرات ابرزها الاطواق الشعبية في المقاهي والتي تمثل احدى اهداف العصابات لترويج المخدرات ونجحنا في كشف بعضهم من خلال تعاون الشباب مع الفرق الامنية".
وبين أن "ملف المخدرات تحت السيطرة وهناك عمل وجهد كبير يجري من اجل انهائه وبشكل كامل باعتبار المخدرات افة خطيرة تهدد المجتمع وخاصة الشباب".
90 % من المخدرات تدخل عبر ايران
اما حسان كامل مراقب محلي فقد اشار الى ان "90% من المخدرات في ديالى تاتي عن طريق التهريب من ايران وهذا امر متفق عليه ومعروف لكل السلطات الامنية"، لافتا الى ان "الادمان على المخدرات وخاصة العقاقير المخدرة معروفة قبل 2003 وكان يسمى الكبسلة لكن هناك خبوب ومواد اخرى دخلت المشهد بعد 2003 خاصة في السنوات الاحيرة ومنها الحشيشة وانواع اخرى".
واضاف كامل، أن "الكريستال غال جدا ولم يثبت تعاطيه في ديالى لكن ضبط البعض وهو يحاول المتاجرة به او نقلها الى بغداد مؤكدا بان ملف المخدرات في ديالى تحت السيطرة حتى الان".
اما مصدر حكومي رفيع قال إن "المخدرات ملف معقد للغاية وهناك جماعات وقوى متورطة بها ولو على نطاق ضيق لكن الارباح الكبيرة لها تثير شهية الكثيرين وتدفعهم للانخراط بها".
واضاف المصدر، أن "ديالى ممر لدخول المخدرات لكن الوضع تقلص مؤخرا بسب التشديد الامني خاصة في المتاطق الحدودية لكنه لم ينقطع او يتوقف"، لافتا الى ان "اسباب بعض العصابات تبيع العقاقير المخدرة باثمان بخسة في محاولة لترويجها وكسب اكبر عدد من المتعاطين وتم اعتقال البعض منهم بالفعل مؤخرا".
وتابع، أن "القاعدة وداعش وجماعات مسلحة اخرى اعتمدت على ترويج المخدرات كمصدر تمويل لها او الاستفادة منها في دعم الحالة النفسية لعناصرها مؤكدا بان الاجراءات الاخيرة للشرطة خاصة بالاشهر الماضية اسهمت في تقليل تدفق المخدرات الى المدن والقرى في ديالى".
وبين أن "98% من متعاطي المخدرات في ديالى يتعاطون بالاساس عقاقبر وحبوب مخدرة ولم تصل الى مرحلة الهيروين او الكوكايين الغالية جدا ".
ابو اركان وهو متقاعد سكن قرب بعقوبة قال إنه "ابلغ القوات الامنية على احد مروجي المخدرات بعدما كاد يفقد ولده الذي تحول الى مدن على العقاقير قبل اشهر"، لافتا الى أن "الكثير من مروجي المخدرات سقطوا من خلال المواطن".
واضاف ابو اركان أن "البرلمان يجب ان يشرع قوانين اكثر شدة في التعامل مع مروجي وتجارة المخدرات وان يكون الاعدام هو العقوبة لهم لان خلاف ذلك ستكون الحالة اكبر بؤسا حسب تعبيرة".