تقرير: هذا ما يريده العراقيون بعد اعادة فتح المنطقة الخضراء معقل السلطة في العراق
سياسة | 5-06-2019, 03:05 |
بغداد اليوم - متابعة
عادت المنطقة الخضراء التي لطالما كانت تمثل قوة نظام صدام حسين وباتت بعده رمزاً للاحتلال الأميركي ثم أصبحت حكراً على المسؤولين الحكوميين العراقيين، لتفتح أبوابها لجميع العراقيين بعدما حرم غالبيتهم العظمى من المرور في هذه البقعة في قلب بغداد.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها انه لم يتمكن العامة من الدخول إلى المنطقة الخضراء منذ 16 عاماً، إلى أن أصدرت السلطات قبل أشهر قليلة قراراً يسمح بالمرور عبر شوارعها لساعات محدودة من كل يوم. لكن هذه المنطقة التي يمتد جزء كبير منها على ضفاف نهر دجلة، عادت اعتباراً من ، أول أيام عيد الفطر، لتستقبل الجميع وسمح بالمرور في شوارعها ليل نهار.
وقال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال مؤتمر صحافي الأحد 2 حزيران 2019، إنه «مع بداية العيد ستفتح المنطقة الخضراء 24 ساعة وتفتح بوابات إضافية، بما في ذلك البوابة (المؤدية إلى وزارة الدفاع)» أمام العراقيين.
ورحب أبو ماجد وهو سائق سيارة أجرة (49 عاماً)، متحدثا من سيارته وسط زحام خانق فوق جسر الجمهورية (وسط)، بافتتاح المنطقة الخضراء، قائلا لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الزحام سيقل والحركة ستكون أفضل» في الشوارع.
وأضاف الرجل الذي لم تطأ قدمه المنطقة الخضراء منذ سنوات طويلة، بابتسامة: «هذا فرح الناس»، قائلاً: «الزحام سيقل في شوارع بغداد» بشكل كبير.
وتحمل هذه البقعة التي تتفرع منها شوارع واسعة لا تعرف الزحام وتنتشر على جانبيها أشجار خضراء جميلة، رموزاً كثيرة بالنسبة للعراقيين خصوصا للعاصمة بغداد المترامية الأطراف ويسكنها قرابة ثمانية ملايين نسمة.
وبالإضافة إلى تخفيف معاناة الناس من الاختناقات المرورية خصوصا خلال موسم الصيف الحار الذي يستمر عدة أشهر، تحمل المنطقة الخضراء وفق التقرير معاني كبيرة لهذه المدينة التي كانت عاصمة الدولة العباسية ومركزا ثقافياً مهماً لسنوات طوال، قبل أن يخطفها العنف الطائفي خلال الأعوام التي أعقبت غزو العراق.
وحتى وقوع غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة الأميركية عام 2003، كانت هذه البقعة التي تقدر مساحتها بعشر كيلومترات مربعة وتمتد في قلب بغداد، موقعا لقصور رئاسية ومجلس النواب ومقار مهمة أخرى.
وقبل ذلك الغزو، كانت أغلب منازل المنطقة الخضراء مخصصة للمسؤولين البارزين وأعضاء حزب البعث الحزب الذي حكم البلاد على مدى عقود، وتنتشر فيها تماثيل وأقواس حجرية مشابهة للمسجد الأقصى في مدينة القدس، مع ذلك لم يكن المرور في شوارعها محرماً على العراقيين.
لكن بعد دخول الاحتلال إلى بغداد وسقوط تمثال صدام حسين في أبريل (نيسان) 2003، يتابع تقرير الوكالة تحولت هذه البقعة التي أخذت اسمها من مرقد مقدس يقع في أحد جوانبها، إلى منطقة خضراء على العكس من باقي أرجاء مدينة بغداد التي باتت منطقة حمراء بسبب تدهور الأمن وتصاعد العنف آنذاك.
ولم يعرف ما يدور في هذه القلعة المعزولة تماما بسبب وضع حواجز إسمنتية وأسلاك شائكة، حتى من جهة نهر دجلة، بعدما كانت تستقبل العائلات العراقية خصوصا في عطلة نهاية الأسبوع لزيارة المعالم الجميلة والمجمعات الثقافية.
وخلال السنوات الماضية، لم يتمكن إلا قلة من العراقيين بعد الخضوع إلى سلسلة إجراءات أمنية مشددة بما فيها الحصول على بطاقات خاصة، من الدخول إلى هذه المنطقة.
ولم يسكن تلك المنطقة خلال السنوات الماضية غير المسؤولين الحكوميين والسياسيين ومقربين من الأحزاب السياسية، بالإضافة للأميركيين والبريطانيين وأجانب تقع سفارتهم داخل هذه المنطقة التي تحظى بعناية فائقة من الخدمات فيما تعيش باقي مناطق بغداد واقعا معاكسا تماماً.
ونقلت فرانس برس عن المحلل السياسي غالب الشابندر ، أن عودة افتتاح شوارع المنطقة الخضراء تحمل معاني كثيرة، قائلا إنه «كسر لغرور الموجودين في المنطقة الخضراء لأن هذه السواتر والموانع تجعلهم يشعرون بقوة ومنعة وأنهم متميزون عن الآخرين (...) وذلك سيساهم في كسر هذا الشعور المتعالي».
من جانبه، يرى المحلل الأمني فاضل أبو رغيف، أن إعادة فتح المنطقة الخضراء «تحمل مردودات محلية بكسب ود الناس وكسر الحواجز النفسية التي سببها تواجد المنطقة الخضراء»، مضيفا: «على الصعيد الدولي يعد تأكيدا على أن الوضع الأمني أصبح مطمئنا ويمكن لشركات الاستثمار العمل في العراق، وبأن العراق أصبح كله منطقة خضراء».
لكن أبو صادق (40 عاما) وهو عامل بأجر يومي في محل أجهزة كهربائية في وسط بغداد، قال من دون مبالاة: «هل المنطقة الخضراء معجزة؟» مضيفاً: «مر علينا 15 عاما (منذ سقوط نظام صدام حسين) ولم يقدموا لنا شيئا». وأضاف هذا الرجل أن «الناس بحاجة لمعالجة البطالة وتحسين الخدمات مثل الكهرباء والماء والصحة وغيرها».