وكالة أمريكية: واشنطن حددت ما تريده من العراق بالنسبة للصراع مع إيران.. هذا ما حذر منه بومبيو
سياسة | 19-05-2019, 05:32 |
بغداد اليوم- متابعة
كشفت وكالة امريكية، في تقرير لها نشرته الأحد (19 أيار 2019)، عن مضمون رسالة حملها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال الاخيرة زيارته الى العراق التي اجراها في الثامن ايار الجاري.
وقالت الوكالة في تقريرها، إنه "عندما جلس وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع مسؤولين عراقيين في بغداد، في وقت تصاعدت فيه التوترات بين أميركا وإيران، نقل إليهم رسالة ذات معنى دقيق: إذا لم تقفوا معنا، فتنحوا جانباً"، مبينة أن الرسالة التي نقلت اليها من قبل مسؤولين حكوميين اثنين، "تؤكد مدى الوضع الحرج الذي يعيشه العراق.. فحكومته متحالفة مع طهران وواشنطن اللتين تعيشان مواجهة ندية متزايدة".
وأضافت الوكالة: "بينما تتصاعد التوترات، هناك مخاوف من احتمالية أن تُجر بغداد مرة أخرى في وسط الأزمة، بينما تشق طريقها الآن نحو التعافي. تستضيف البلاد ما يقرب من 5,000 آلاف جندي أميركي، وتوجد فيها من ناحية أخرى فصائل مسلحة قوية مدعومة من إيران نادى قسم منها بطلب مغادرة القوات الأميركية البلاد".
ونقلت الوكالة عن المحلل السياسي واثق الهاشمي، أن "السؤال الكبير هو كيف سيتعامل قادة عراقيون مع مصالحهم الوطنية في بلد منتشرة فيه الولاءات لقوى خارجية على حساب مصالح بلدهم. إذا لم تستطع الدولة السيطرة على تحرك هذه الفصائل المسلحة، فعندها سيصبح العراق مسرحاً لنزاع أميركي إيراني مسلح".
وتابعت الوكالة الامريكية، أنه "رغم سلسلة الأنشطة التحريضية من قبل الطرفين، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يريد حرباً مع إيران"، حتى أنه قال إنه "منفتح لإجراء حوار، ولكن التوترات ما تزال عالية وجزء من ذلك يعود لتاريخ المنطقة المشحون".
وفي وقت سابق من هذا العام، أثار الرئيس الأميركي غضباً في بغداد عندما قال إنه يريد من القوات الأميركية أن تبقى في العراق لتتسنى لها مراقبة إيران، مقترحاً بذلك مهمة جديدة للقوات الأميركية هناك.
وفي 8 أيار الحالي، قام وزير الخارجية بومبيو بزيارة خاطفة الى بغداد لم يعلن عنها بعد إلغائه رحلة كان مخططاً لها الى ألمانيا وذلك لحصول الولايات المتحدة على معلومات استخبارية تفيد أن إيران تهدد مصالح أميركية في الشرق الأوسط.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين عراقيين، أن "بومبيو نقل معلومات استخبارية حصلت عليها الولايات المتحدة تفيد أن هناك تهديداً موجهاً للقوات الأميركية في العراق، لكنه أبقى الموضوع غامضاً".
وقال مصدرا الوكالة، إنه "لم يحدد طبيعة التهديد". وأضاف المسؤولان، أن "بومبيو أخبر العراقيين أن أميركا لا تتوقع منهم أن يكونوا في جانب الولايات المتحدة في أية مواجهة مع إيران، ولكن عليهم أن لا ينحازوا الى الجانب الآخر ضد أميركا. أي بمعنى آخر، تنحوا جانباً".
ومضت الوكالة بالقول، إنه "بعد أيام قليلة من ذلك، وبينما تتصاعد التوترات الأميركية ــ الإيرانية، أصدرت الخارجية الأميركية أوامرَ لجميع موظفيها غير الأساسيين في سفارتها ببغداد وقنصليتها في اربيل بمغادرة البلاد".
مسؤولون أميركان قالوا، وفق التقرير، إن "بومبيو أخبر العراقيين أن لدى الولايات المتحدة حقاً متأصلاً بالدفاع عن النفس، وستلجأ الى ذلك اذا ما تعرض منتسبوها او منشآتها او مصالحها الى هجوم من قبل ايران أو وكلائها في العراق أو في أي مكان آخر".
المسؤولون الأميركان الثلاثة الذين تحدثوا للوكالة دون أن يكشفوا عن أسمائهم، قالوا إن "بومبيو لم يكن يوحي بأية ضربة استباقية متوقعة على إيران أو أن يستخدم أراضي عراقية لشن عمليات عسكرية ضد إيران".
وأضاف المسؤولون، أن "رسالة بومبيو كانت تفيد أن الولايات المتحدة تريد تفادي أية معركة ولكنها سترد أو تدافع عن نفسها اذا اقتضت الضرورة".
وقال لواء في وزارة الدفاع العراقية لاسوشيتدبرس، إن "العراق يقوم حالياً باتخاذ إجراءات أمنية احترازية في ضوء المعلومات الاستخبارية عن وجود تهديدات ضد مصالح أميركية، رغم أن هذه الإجراءات لم تصل الى مستوياتها العليا".
وقال المسؤول العسكري العراقي، بحسب التقرير، إن "القوات العراقية قلقة من أن يتم استهداف القوات الأميركية من قبل فصائل مسلحة موالية لإيران"، مؤكداً أن "أي هجوم على قوات أميركية قد يأتي نتيجة ردة فعل حال قيام الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري ضد إيران".