آخر الأخبار
وزير العمل: إجراءات الحكومة ساهمت بانخفاض نسبة الفقر من 22 ‎%‎ الى 16.5‎ ‎%‎ تحذيرات من تصاعد حدة الصراع السياسي في نينوى: قد يؤدي لإقالة المحافظ المقاومة الإسلامية في العراق تضرب مجددا بعمق الأراضي المحتلة ليست سياسية.. بارزاني يزور السليمانية اليوم بصفة "القائد العام للقوات المسلحة" ضبط عصابة لتزوير التذاكر في ملعب البصرة الدولي

ذكرى حرب 1991 تستيقظ من جديد باذهان العراقيين والسبب: ابراهام لينكولن !

سياسة | 18-05-2019, 08:12 |

+A -A

بغداد اليوم - متابعة

أفادت وكالة فرنسية في تقرير نشرته، السبت (18 أيار 2019)، بأن عودة حاملة الطائرات "ابراهام لينكولن"، الى الخليج اوقظت ذكرى الحرب لدى اذهان العراقيين.

وذكرت "فرانس برس"، في تقريرها، أنه مع سماع صوت آذان المغرب في العاصمة بغداد، تخلو الشوارع في هذه الأيام من شهر رمضان، حيث يعود الصائمون إلى بيوتهم لتناول الإفطار، فتصبح المدينة فارغة وكأنها في أيام الحرب".

وبينت أنه في ليل الثلاثاء الأربعاء 15-16 ايار، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تعليمات بسحب كل الموظفين الأميركيين غير الأساسيين من السفارة الأميركية في بغداد والقنصلية الأميركية في إربيل بسبب التزايد المتواصل للتهديدات، فيما وجه مسؤولون أميركيون أصابع الاتهام إلى “ميليشيات عراقية تحت سلطة الحرس الثوري الإيراني”.

وأضافت ان ذلك جاء بعد تسارع وتيرة التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران منذ أسابيع، مع إرسال واشنطن مجموعةً بحريّة مؤلفة من حاملة الطائرات “يو أس أس لينكولن” وقطع أخرى، إضافة إلى قاذفات بي-52، إلى الخليج، للتصدّي لتهديدات طهران، بحسب قولها"، مبينة أن اسم “يو أس أس لينكولن” كان رناناً على مسامع أهل الرافدين الذين يكادون يستهجنون أي استقرار أمني بعد حروب على مدى ثلاثة عقود شهدتها بلادهم.

ونقلت الوكالة، عن أبو حمودي المواطن العراقي الخمسيني الذي يقود سيارة سايبا صفراء إيرانية الصنع قوله: "لينكولن يعني أن المنطقة على وشك ضربة محتملة".

"ذكرى مؤلمة".

وأضاف وهو يمسح العرق عن وجهه كل برهة بمنشفة صغيرة حمراء كي لا يشغل التبريد في السيارة: "أذكر تماما كيف قصفت (البارجة) بغداد في العام 1991، كانت ليلة مرعبة. لم يتوقع أحد حينها أن تحصل ضربة. لكنها حصلت".

ولفتت "فرانس برس، الى أن الرجل كان يتحدث عن غزو العراق للكويت الذي استدعى تدخلا من الولايات المتحدة التي شنت حرباً خاطفة سمّيت بـ”عاصفة الصحراء”، فلقد وقعت تلك الحرب بعد ما يقارب العامين من انتهاء حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران والتي استمرت ثمانية أعوام، لكن عدوي العراق بالأمس، باتا حليفيها اليوم، متعاديين في ما بينهما.

بعد نحو ساعة من الإفطار، تعود الحركة والازدحام إلى شوارع العاصمة

وأشارت الى أنه في منطقة الكرادة المكتظة في وسط بغداد، تنشط النقاشات بين الجالسين على طاولات في المقاهي يحتسون الشاي والقهوة. وقد تختلف آراؤهم حيال اندلاع الحرب، لكن غالبيتهم يعتبرون أن “يو أس أس لينكولن” لا تتحرك من دون هدف معيّن.

ونقلت "فرانس برس" عن الكاتب حسين رشيد (45 عاما)، قوله: "الحرب قائمة لا محال. في العام 1991، كانت ابراهام لينكولن تقصف العراق، لدينا ذكرى سيئة عنها".

على طاولة أخرى، كان سنان سالم (55 عاما) يروي لأصحابه كيف كان الضربات “مفاجئة وسريعة، وأفقدت الجميع توازنهم” خلال تلك الفترة.

ويقول سالم الذي كان جنديا في معسكر الرشيد بجنوب بغداد، للوكالة: “لحاملة الطائرات هذه ذكرى مؤلمة ومخيفة. أذكر تماما كيف تلقينا ضربة غير متوقعة بعد منتصف الليل. جعلت العراقيين يتوقعون أي شيء".

"تجنب الحرب انتصار"

بدورها أكدت الناشطة المدنية أيسر جرجفجي (59 عاما) أن "حاملة الطائرات الشهيرة لا تتحرك لمجرد ضغط نفسي، بل تخرج لمهمة، ولا تعود إلا إذا دفع أحدهم أجرة عودتها"، بحسب "فرانس برس".

واردفت الوكالة الفرنسية، إنه للمفارقة، وعلى متن “يو أس أس لينكولن”، أعلن جورج بوش الابن في الأول من أيار/مايو 2003 انتهاء “العمليات القتالية الكبرى” في العراق، وكانت خلفه لافتة حينها كتب عليها “المهمة أنجزت”.

وكشفت أن حاملة الطائرة هذه قد وصلت مؤخراً إلى المنطقة في سياق تزايد التصعيد بين واشنطن وطهران بعد عام من انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، ثم اتخاذه قرارا غير مسبوق في نيسان/أبريل الماضي، بإدراج الحرس الثوري الإيراني على اللائحة الأميركية السوداء لـ”المنظمات الإرهابية الأجنبية".

وبحسب "فرانس برس"، فأنه على الرغم من ذلك، يحتفظ عراقيين آخرون بتفاؤلهم. ومن بينهم الأستاذ الجامعي عيسى العبادي الذي يعتمر قبعة بيضاء ويحرك نظارتيه مرارا لاستجماع أفكاره.

ويعرب هذا الستيني عن أمله بـ”صفقة لحل هذه الأزمة”، خصوصا أن الدولتين دعمتا العراق بشكل أو بآخر.

ونوهت الى أن الحرس الثوري الإيراني كان من الداعمين لبغداد في الحرب ضد تنظيم داعش، وقام قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني بالإشراف على عمليات التنسيق خلال المعارك في مناطق عدة. لكن لا اعتراف رسميا بتواجد للحرس الثوري في العراق.

وقادت واشنطن قوات التحالف الدولي الذي كانت ضرباته الجوية عاملاً حاسماً في القضاء على التنظيم المتطرّف على مدى السنوات الماضية.

ويؤكد الطرفان عدم "وجود نية للحرب، ولكن لا يبدو طريق المفاوضات معبدا بينهما"، بحسب "فرانس برس".

ويرى عيسى العبادي أن على الجميع أن ينتصر في الحرب و”الانتصار في الحرب، هو تجنبها”.