تقرير يكشف أوضاع أكثر من 1200 امرأة وطفل أجانب بسجن في بغداد
سياسة | 2-05-2019, 12:28 |
بغداد اليوم - متابعة
قال تقرير ، الخميس، 02 أيار، 2019، إن معتقلات بتهم الانتماء لتنظيم داعش حاولن قتل انفسهن واطفالهن في سجن ببغداد.
وذكرت وكالة رويترز في تقرير لها ان "الأطفال يجرون في المكان الضيق وهم يتصايحون ويتعاركون ويصرخون لجذب اهتمام حارس السجن الذي كان يوزع الحلوى والبالونات، بينما كان أطفال أصغر لم يتعلموا المشي بعد يتشبثون بالسور الذي يشبه السلاسل ويحدقون في الفراغ".
وتابعت أنه "من خلال سياج الفناء، الذي يعتبرونه ملعبهم، مدّ الأطفال الأكبر سنّاً أيديهم المغطاة بالأوساخ للحصول على البالونات. وقال اثنان منهم إن تلك البالونات هي اللعبة الوحيدة المتاحة لهم في سجن الرصافة النسائي في وسط بغداد".
ونقلت عن فتاة أذربيجانية عبر السياج الأشبه بالسلاسل الذي يحيط بنحو 100 طفل قولها، "من فضلكم أريد العودة للبيت، لو سمحتم ساعدونا، هذا مكان غير صالح لنا".
وبينت أن، "التنظيم المتشدّد نفذ أعمال قتل جماعي وتعذيب واسترقاق جنسي، وكذلك التلقين الفكري في المناطق التي احتلها في سوريا والعراق في عام 2014 وشنّ هجمات في جميع أنحاء العالم، ما يعني أن المعتقلين يشكلون خطراً على الأمن كما أنهم عرضة للانتقام".
ونقلت رويترز عن مديرة السجن التي طلبت حجب اسمها قولها إن "الثقة في البداية كانت صعبة لنا ولهم... الكثير منهن حاولن أن يقتلوا أنفسهم وأطفالهم".
وأضافت أن "السجن يضم بين جدرانه 1241 امرأة وطفلاً أجنبياً يشتبه أنهم من أطفال مقاتلي تنظيم داعش من أكثر من 12 دولة.
وتابعت أن "أعمار 774 طفلاً منهم تتراوح بين تسعة أشهر و15 سنة".
وبينت أنه "تم نقل الأطفال إلى السجن في تشرين الثاني 2017 بعد شهرين من وقوعهم في أيدى السلطات العراقية أثناء الهروب من تلعفر. وتم نقل معظم الأطفال الذين يحتمل أن تنطبق عليهم شروط تقديمهم للمحاكمة في العراق إلى منشأة لاحتجاز القُصَّر".
وقالت رويترز أن "عدداً لا يتجاوز أصابع اليد يحتجزون لتنفيذهم هجمات، لكن أغلبهم حوكم بتهمة عبور الحدود مخالفةً للقوانين، وكان بعضهم صغاراً في التاسعة من العمر. وفي الحالتين ليس من الواضح مدى مسؤوليتهم عما حدث"، مشيرة ألى أن "الأطفال الآخرين فيقيمون في سجن الرصافة مع أمهاتهم اللائي يقضين أحكاماً طويلة بالسجن أو في انتظار محاكمتهن".
وذكرت أنه "بعد احتجازهن عامين بموارد محدودة تسعى بغداد إلى إرسال من لا يمكن محاكمتهن إلى بلادهن، لكن المشكلة معقدة من الناحية القانونية، كما أنها تمثل معضلة سياسية. وقد رفضت دول كثيرة حتى الآن قبولهن".
وقالت مديرة السجن إن، "الأوضاع في السجن، الواقع داخل مجمع وزارة الداخلية ذي الحراسة المشددة، تحسنت منذ الأيام الأولى".
وأوضحت الوكالة أنه "يُسمح للأطفال بالخروج إلى الفناء لمدة ساعتين يومياً، وبخلاف ذلك يقضون أيامهم في زنازين مكدّسة أو يشاهدون حلقات الرسوم المتحركة على التلفزيون".
ونقلت رويترز عن (20) مصدراً مطلعاً على الظروف في السجن وقضايا النساء قولهم إن، "الأطفال ينامون على حشايا رقيقة يعتريهم الملل وينهشهم الجوع بل والمرض في كثير من الأحيان دون رعاية طبية تذكر".
وبينوا أن "الأوضاع السيئة أدت إلى وفاة سبعة أطفال على الأقل"، مشيرة إلى أن "عدداً من النساء توفين أيضاً".
وتابعت الوكالة أن "مديرة السجن امتنعت عن التعليق واكتفت بالقول إن النزيلات تلقين رعاية جيدة تحت إدارتها. وامتنع مسؤولو الحكومة العراقية عن التعليق".
وقالت ثلاث نزيلات اختارتهم مديرة السجن إنهن، "وافقن على إجراء مقابلات معهن. وتحدثن أمام خمسة مسؤولين من السجن ووزارة الداخلية ووزارة العدل وجهاز الأمن الوطني".
وقالت امرأة طاجيكية حُكم عليها بالسجن المؤبد بتهمة الانتماء للتنظيم ولها طفلان معها في السجن للوكالة: "بالنسبة إلي السجن هو السجن.. إما في طاجيكستان أو العراق".
وأضافت "ولكن أريد أن يذهب أطفالي إلى طاجيكستان ويعيشون مع أمي".
وقالت كاترينا ريز، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، التي تنظم زيارات للسجينات وتقدم لهن المساعدة وتساعدهن في التواصل مع أسرهن: "لا بد من موازنة الأمن والمحاسبة بتوفير الفرصة لهؤلاء الأطفال لإعادة بناء حياتهم في أوطانهم".
وتضيف رويترز انه على الجانب الآخر من الحدود في سوريا تعيش آلاف من النساء الأجنبيات وأطفالهن في معسكرات احتجاز، وقد تزايدت أعدادهن منذ استعادة السيطرة على آخر معاقل تنظيم داعش في الباغوز الشهر الماضي.
وقال صبي أوزبكستاني محتجز في سجن الرصافة: "لماذا تركونا هنا؟" وأضاف: "أريد أن أرجع إلى أوزبكستان، يمكن أن أعيش مع جدي وجدتي".
وقالت مديرة السجن للوكالة إن "نحو 225 طفلاً ولدوا في السجن ببغداد لأن كثيرات من الأمهات وصلن إلى السجن وهنّ حوامل".
وبينت الوكالة أن "بعض النساء تعرضن لانتهاكات جنسية بعد القبض عليهن في ظروف سادتها الفوضى على أيدي قوات مختلفة في شمال العراق وكذلك في الرصافة، وسئلت مديرة السجن عن هذه الاتهامات فقالت إن المحتجزات يحظين برعاية جيدة تحت رعايتها".
وبالنسبة لبعض النزيلات أدت مفاجآت قانونية وفقاً للتقرير إلى تفاقم معاناتهن، فقد تمّت تبرئة سويدية عمرها 29 عاماً دخلت السجن مع أطفالها الثلاثة من كل اتهامات بالإرهاب خلال محاكمتها في تشرين الأول، لكن حكم عليها بالسجن ستة أشهر لدخولها العراق خِلسة".
وبمساعدة الحكومة السويدية أرسلت أطفالها للعيش مع أقاربهم خوفاً من تأثرهم بالأفكار المتشددة أثناء بقائهم معها في السجن.
وقبل أيام من انتهاء فترة سجنها قيل لها إن حكماً صدر بإلغاء حكم البراءة وإعادة محاكمتها عن الاتهامات نفسها.
وقالت الحكومة السويدية إنها على علم بالأمر وتتابع الوضع لكنها رفضت التعليق على قضية بعينها.
وقالت المرأة وهي تحبس دموعها لرويترز "ظننت أنني سأبتعد عن أطفالي ستة أشهر فقط، والآن.. لا أعلم ما سيحدث لنا".