سفير سابق ينتقد تصريحا للحكيم بشأن أمن الخليج: امنهم من أميركا ولا ينتظرون العراق
سياسة | 27-04-2019, 12:13 |
بغداد اليوم - متابعة
إنتقد السفير العراقي السابق في قطر جواد الهنداوي، السبت، 27 نيسان، 2019، تصريحا لوزير الخارجية محمد الحكيم بشأن أمن الخليج، فيما بين أن امنهم من أميركا ولا ينتظرون العراق.
وذكر الهنداوي في مقال له نشرته صحيفة "رأي اليوم"، أن "مذكّرة التفاهم تم توقيعها يوم الأربعاء الموافق 24/ 4/ 2019، خلال زيارة الامين العام لمجلس التعاون الخليجي الى بغداد، و موضوعها التعاون والتفاهم في مجالات الاقتصاد و التجارة و الثقافة و السياحة وتبادل الخبرات و التشاور".
وتابع أن، "الانفتاح الخليجي تجاه العراق، دولاً او منظمات، يستحق الترحيب والتفاؤل والأمل بترجمته الى ممارسات و مبادرات على صعيد الاستثمار والاقتصاد، وهذا ما تتمكّن عليه دول المجلس اكثر من غيرها، وما ينبغي أنْ تؤديه قبل غيرها على الأقل، لتعويض ما أصاب العراق من ضرر في أمنه و اقتصاده، جراّء سياسة الجفاء و الخصام التي اتبعّتها بعض دول مجلس التعاون الخليجي تجاه العراق لمدة اكثر من عشر سنوات".
وأكمل الهنداوي، "لا اقول علينا عتابهم وهم مُقبلون علينا، و إِنْ صّحَ العتاب بين الاشقاء و الأحباب، ولكن ينبغي أنْ يكون تجاوبنا لهذا الانفتاح في اطار التعاون الممكن و الواقعي، و أنْ تكون مُفردات خطابنا الرسمي في اطار المقبول و المعقول، بأعتبار الخطاب هو خطاب دولة مضمونه سياسة و دبلوماسيّة وليس خطاب علاقات عامة و مجاملة".
وبين أن، "تصريح رسمي وزير خارجية العراق المتضمن أنَّ (أمن وسلامة الخليج العربي هو من أمن و سلامة العراق وأمن و سلامة العراق هو من أمن و سلامة الخليج و أنَّ العراق ينظر اليوم الى دول مجلس التعاون الخليجي على انها الحامية لظهر العراق و تنظر دول مجلس التعاون الخليجي للعراق بانه الحامي لصدر دول مجلس التعاون)، هو حديث نعتقده مُبالغْ في المجاملة ولا يُعّبر عن سياسة الواقع، ولا يأخذ بنظر الاعتبار مُجريات ماتشهده اليوم المنطقة (الخليج ،العراق ،ايران ) مِنْ توتّر و انفعال و غطرسة أمريكية".
وتسائل الهنداوي قائلا: "مِنْ مَنْ تحمي دول الخليج ظهر العراق، ومِنْ مَنْ يحمي العراق صدر دول الخليج، والكلام عن الأمن و الحماية وَرَدَ في وصفْ و إسهاب، بَيدَ أن موضوع المذكرة هو تعاون اقتصادي وثقافي وسياحي و اجتماعي، وهذا ما أكّدَ عليه حصرا أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الضيف الكريم لم يُعّرجْ على امن العراق ، و لا على حماية ظهرهِ، ولم يُعّلق على استعداد العراق لحماية صدر دول الخليج ! يتمنى و يأمل كل مواطن عربي أن يكون الحال او الهاجس الأمني بين الدول العربية او دول المنطقة كذلك ، ولكن هل فعلاً هناك أمن عربي مشترك او أمن خليجي مشترك او امن إقليمي مشترك لدول المنطقة".
وتابع أن، "أمن دول مجلس التعاون الخليجي هو جزء من الامن القومي لامريكا ، امريكا تقول ذلك و الاشقاء في الخليج لا يخفون ذلك ، و الجميع يعلم ذلك ، و أمن العراق هو بأرادة شعبهِ و جيشهً وحشده و مرجعيته ، وبالتعاون مع اصدقاءه ، وهذا ما برهّنته الوقائع و الاحداث".
وقال: "لا أظن بأنَّ الاشقاء في دول الخليج فرحون بأنَّ ينتظر العراق منهم حماية أمنهِ و حماية ظهره، ولا أظّن بأطمأنانهم لغير امريكا في أمنهم و حماية صدور دولهم".
وختم قائلاً إن، "حُسن النيّة قادنا الى القول بأنَّ التصريح هو مبالغة في المجاملة، ربما الغيّر يرى في التصريح رسائل الى دول الخليج بطمأنتهم بحماية لهم تنطلق من العراق في حال تعرضهّم الى ايَّ اعتداء، لاسيما وتوتّر الوضع وتبادل التصعيد و التهديد بين بعض دول الخليج و أيران جرّاء العقوبات الامريكية القادمة".