آخر الأخبار
"الدور على العراق".. صحيفة إيرانية تكشف اهداف التوغل الإسرائيلي في سوريا القيادة المركزية الأمريكية تعلن تنفيذ ضربة جوية دقيقة في صنعاء الحوثيون: مستعدون لأي اتجاه تذهب اليه المعركة مع الصهاينة استقالة مساعدة الرئيس الإيراني مقرب من العصائب: الخزعلي يتواجد في ايران ويتمتع بصحة جيدة

لا حديث في العراق سوى كارثة العبّارة.. ومثقفون يقرّون بعجز اللغة عن وصف الألم

سياسة | 22-03-2019, 14:11 |

+A -A

بغداد اليوم _ بغداد

منذ مساء يوم أمس، تغطي سماء المدن العراقية وشوارعها سحابة كبيرة من الحزن والأسى، بعد كارثة غرق عبارة الموصل، ووفاة أكثر من 90 شخصا كانوا على متنها، وغالبيتهم نساء وأطفال، ولا حديث في البيوت اوالمقاهي وأماكن العمل، سوى العبارة.

ولم يكتف العراقيون، بالتعبير عن حزنهم وغضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، حيث بادر العشرات من الشباب في بغداد، وديالى والديوانية ومناطق أخرى، الى ايقاد الشموع، على ضفاف نهر دجلة في منطقة الجادرية وسط العاصمة، ونهر ديالى وسط بعقوبة، تضامنا مع أسر الضحايا، وسط أجواء كئيبة.

وخص الكثيرون، نهر دجلة بالعتاب، وكتب بعضهم في لومه لتكرار الحوادث المشابهة التي وقعت فيه كحادثة جسر الائمة عام 2005، حينما رمى المئات من زوار الامام الكاظم انفسهم فيه هربا من الموت على يد انتحاري تبين فيما بعد انه لم يكن موجودا، وانها دعاية كاذبة، دون أن يجيرهم النهر مما هربوا منه مرتبكين، ومن ثم قيام تنظيم داعش برمي جثث مئات المنتسبين الأمنيين، فيه، من الذين أعدمهم جماعيا عقب سيطرته على محافظة صلاح الدين في حزيران 2014.

وحول هذا الجانب، كتب الشاعر عبد الزهرة زكي مقالا قصيرا نشره على صفحته في "فيسبوك عنوانه (رفقاً بهذا النهر، رفقاً بدجلة الخير والحياة).

ويقول زكي: "لدجلة ذاكرته التي لا تقل أسىً عن ذاكرة عموم العراقيين.
النهر الذي طالما ارتوى منه العراقيون، وأنعش نسيم لياليهم، وأحيا الحياة في ثراهم، كان هو أيضا كثيراً ما أرغم على أن يرتشف مكرهاً ويغص بدماء الناس وأن يُثقَل بجثامينهم.

فداحات قرون الظلام وما فعله الغزاة لم تعد وحدها تحتكر المثال على معاناة النهر بدماء أبنائه.. هذه السنوات باتت تبزّ ذلك الماضي الأسود بالفظاعات التي ارتكبت على مقربة من النهر وفي مياهه.

من كان يتخيل أن النهر سيكون مذبحاً؟ من مأساة جسر الأئمة، فجريمة سبايكر، حتى مصيبة عبّارة الموصل.

من كان يتصوّر أن دجلة سيكون مدفناً لآلاف الجثث مجهولة ومعروفة الهوية؟ 

كيف للمرء، وهو يروي ظمأه بـ (ماء دجلة خير ماء)، أن يمنع نفسه من التفكير بأن ماءً يشربه هو مزيج من خير ماء ومن أطهر دماء؟ 

نحن نحيا على ضفتي نهر كثيراً ما جرحناه بفواجعنا ومآسينا.

رفقاً بهذا النهر، رفقاً بدجلة الخير والحياة".

ومن جانبه، رآى الشاعر فارس حرام، أن الفواجع المتكررة التي امتلأ بها سجل العراق "المدمّى" كحادثة عبارة الموصل، وقبلها حريق الكرادة وغرق زائري جسر الائمة، أوجدها "الفساد والإهمال والاستخفاف بأرواح الناس والكذب والدجل والتآمر والنفاق وانعدام المروءة وفقدان الضمير".

وكتب على صفحته في "فيسبوك" أيضا: "يا إلهي.. ما هذا الألم الذي تعجز اللغة كلها عن وصفه".

غالبية المتفاعلين مع الحادثة، ومن ضمنهم المرجعية الدينية في النجف، أكدوا أن الفساد وغياب الرقابة الحكومية هي من أبرز الأسباب التي أدت لوقوع الكارثة، فيما ابدوا تخوفهم من ان تصبح واحدة من عدة حوداث تسببت بمقتل العشرات، دون محاسبة المقصرين فيها، كتفجير الكرادة ومجزرة سبايكر وغيرهن.

وشهدت جزيرة الموصل السياحية، ظهر أمس الخميس، غرق عبارة كان على متنها 170 شخصا، رغم ان طاقتها الاستيعابية لا تتجاوز الـ 30، مما أدى الى مصرع أكثر من 90 شخصاً غالبيتهم نساء وأطفال، حسب الجهات الرسمية، فيما تواصل فرق الانقاذ، حتى الان، البحث عن جثث غرقى اخرين لاتزال مفقودة.

وأعلن عبد المهدي، فور وصوله مدينة الموصل، مساء أمس، الحداد العام في جميع انحاء البلاد، وممثليات وسفارات البلاد في الخارج لمدة 3 ايام على ضحايا الحادثة، فيما وجه بفتح تحقيق رسمي تُرفع نتائجه اليه "خلال 24 ساعة" ويتضمن كشفاً بالمسببين لـ "تأخذ العدالة مجراها"، قبل أن تقوم القوات الامنية باعتقال مدير الجزيرة السياحية، ومالك العبارة الغارقة، و9 من العمال المسؤولين عنها، بناءً على مذكرات توقيف أصدرتها بحقهم محكمة تحقيق الموصل.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، أصدر رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، أمرا ديوانياً بتشكيل خلية أزمة تقوم بتمشية المهام التنفيذية في محافظة نينوى.

من: بلال حسن