آخر الأخبار
توجه برلماني لرفع السن التقاعدي في مؤسسات الدولة إلى 63 سنة دوي انفجار في محيط منطقة السيدة زينب بريف دمشق ‏أيمن حسين: نعتذر من الجمهور العراقي كاساس يحمل اللاعبين مسؤولية التعادل أمام الأردن وزير الداخلية لـ "بغداد اليوم": نجحنا بتنظيم مباراة المنتخب

بصريون يُحيون ’’سيارة الموت’’ بمواصفات روسية – يابانية للرزق ومقاومة تردي الطرق

محليات | 1-03-2019, 04:08 |

+A -A

بغداد اليوم- البصرة

في سبعينات القرن الماضي، عرفت شوارع العراق نوعا جديدا من السيارات، تعرف محليا بـ "الواز" أما اسمها الحقيقي فهو "يو. اي. زد" او "469-UAZ"، وهي سيارة روسية مخصصة للاستخدام العسكري، استوردها الجيش العراقي آنذاك، ونقل بواسطتها الآف الجنود الى حتفهم في جبهات المعارك.

ورغم أن تلك السيارات خاصة بالعسكر، الا أن رخص ثمنها ومتانتها وتحملها لوعورة الطرق، دفع العراقيين لأستخدامها تحت وطأة الحصار الاقتصادي في التسعينيات بالاعمال المدنية، كالتنقل الخاص، او العمل بها في مجال نقل الركاب، وزادوا على تحويرهم لمحركاتها وحتى هيكلها العام، بأن اطلقوا عليها القابا منها "أم الخبزة" و "قاهرة الطرق".

اليوم، وبعد 40 عاما على دخولها العراق، وفي مرآب الزبير غربي البصرة، تقبع العشرات من سيارات "الواز" التي مازالت تُتستخدم لنقل الركاب من سوق القضاء الى أحيائه السكنية وبالعكس، فيما يؤكد أصحابها أنها السيارة الوحيدة التي استطاعات ولاتزال مقاومة طرق منطقتهم الوعرة غير المعبدة، والمليئة بالحفر والبرك الطينية.

"ساندت الفقراء أيام الحصار"

"في فترة الحصار الذي مر على العراق خلال التسعينيات، باع الجيش العراقي العشرات من سيارات الواز في مزادات علنية، فاشتراها المدنيون، ليحولوها الى سيارات صالحة للعمل المدني في مجال نقل الركاب، من خلال اضافة مقاعد جديدة هي عبارة عن لوحين خشبيين يتم تغليفهما بالجلد"، يقول محمد السكيني.

وأضاف خلال حديثه لـ(بغداد اليوم)، إن "هذه السيارة لقيت اقبالا واسعا من المواطنين نتيجة رخص ثمنها وكونها مشروعا مربحا لمالكيها، فواردها المالي كان جيدا جدا قياسا بالوضع الاقتصادي خلال ايام الحصار، وقبل 2003"، مشيرا الى أن "الواز انتشرت بشكل واسع بعد 2003، اذ ان سقوط نظام صدام حسين وحل الجيش العراقي مكن المواطنين من الحصول عليها بشكل مجاني بتلك الفترة".

"5 الاف سيارة واز بالبصرة تحولت لصواريخ!"

ومن جانبه، يشير سجاد الكعبي الى أن "الجيش العراقي السابق، ترك خلال معارك 2003 نحو 5 الاف سيارة واز في خط الصد الاول وخصوصا في مناطق غرب البصرة كناحية ام قصر وقضاء الزبير وسفوان.

وأوضح، أن "المواطنين في الزبير استبدلوا محركات الواز الروسية بمحركات (VVT) اليابانية الجبارة، والمخصصة الى سيارات تويوتا كراون موديل 2000 فما فوق"، مبينا أن "هذه المحركات حولت سيارات الواز الى ما يشبه صواريخ متطورة".

"تحوير مستمر"

وحتى اليوم، لا يمل البصريون من اجراء تحويرات و"تطوير" على سيارة الواز، حيث قام بعضهم بتغيير غرفتها الحديدية غير المريحة، واستبدلوها بدواخل سيارات تويوتا كراون، وبذلك صارت السيارة ذات جسد روسي بحديد قوي "يقهر" رداءة طرق البصرة، وبمحرك ومقاعد يابانية أنيقة، جامعين بذلك كما يقول بعضهم لـ(بغداد اليوم) "بين السرعة والقوة والاناقة".

ورغم هذه الفوائد، فلا تزال سيارة الـ"واز" بنظر المواطن صباح محمد ذو الستين عاما "سيارة الموت"، مستذكرا "كيف كانت تنقل الشباب الى الموت في الحروب السابقة".

وفي إحدى استعراضات الجيش العراقي بعد الانتصار على تنظيم داعش، أطلت سيارة الـ"واز" برأسها من جديد، بعد اعتقاد الكثيرين بأنها "انقرضت".