آخر الأخبار
"الدور على العراق".. صحيفة إيرانية تكشف اهداف التوغل الإسرائيلي في سوريا القيادة المركزية الأمريكية تعلن تنفيذ ضربة جوية دقيقة في صنعاء الحوثيون: مستعدون لأي اتجاه تذهب اليه المعركة مع الصهاينة استقالة مساعدة الرئيس الإيراني مقرب من العصائب: الخزعلي يتواجد في ايران ويتمتع بصحة جيدة

رويترز: هذا ما خلفه صراع بغداد وأربيل وفصائل مسلحة في سنجار

سياسة | 26-02-2019, 09:43 |

+A -A

بغداد اليوم _ متابعة

كشف تقرير، عن الواقع الخدمي والمعيشي في قضاء سنجار بمحافظة نينوى بعد حوالي 3 سنوات على تحريره من سيطرة تنظيم داعش، فيما اشار الى أن الصراع على عائدية القضاء بين بغداد واربيل يُزيد في أمد معاناة سكانه، فضلا عن"إصرار" عدة فصائل مسلحة كردية وعربية على التواجد فيه.

وذكر التقرير الذي نشرته "رويترز": "إنه الفجر في سنجار ولا يشق الهدوء سوى وقع خطى حراس يقومون بدوريات عند مرقد تعلوه قبة ذهبية فوق تلة تشرف على بيوت انهارت أسقفها"، مشيرة الى أنه "بعد ما يربو على على ثلاث سنوات من طرد تنظيم داعش من المدينة الواقعة في شمال العراق، لم يتبق في السوق التي كانت تعج بالحركة يوما ما إلا واجهات متاجر تحمل ندوب القنابل. والعشرات من شوارع المدينة مغلقة ببراميل معدنية في مؤشر على وجود قنابل وذخيرة لم تنفجر ولم يتم نزعها بعد".

وأضافت، أن "الماء شحيح والتيار الكهربائي متقطع في سنجار التي قتل عناصر داعش الآلاف من أبناء الأقلية اليزيدية فيها. ويبعد أقرب مستشفى يعاد فتحه مسافة 45 دقيقة بالسيارة عن المدينة. وهناك مدرستان فقط في المدينة"، لافتة الى أن "الدمار المادي هائل في سنجار لكن ثمة تحديات أخرى تواجهها".

ولفتت "رويترز" الى أن "المدينة فريسة لصراع على السلطة بين الحكومة المركزية العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق التي تحظى بالحكم الذاتي لذا تعاني جمودا سياسيا".

ونقلت عن  إبراهيم محمود عزو (55 عاما) وهو صاحب نحو عشر متاجر تهدمت كلها في المدينة، قوله "سنجار مهدومة، وأي تطور ماكو (لا يوجد)".

وأضاف، ان "سنجار تحتاج حكومة شرعية حتى الوضع يستقر لأن هسّه (الآن) قائمقام ماكو، مجلس بلدي ماكو... كل سنة الناس تخسر مليارات الدينارات.. أملاكهم، شغلاتهم، معيشتهم، ما نعرف وين ندير وجهنا"، متسائلا بالقول:  "إلى متى ننتظر؟".

وأشارت الوكالة، الى أن "تنظيم داعش اجتاح سنجار عام 2014 قبل تحرير المدينة في العام التالي، لكن إعادة الإعمار لم تشمل سوى القليل ولم ترجع سوى نسبة ضئيلة من السكان إلى المدينة"، مبينة أنه "قبل اجتياح داعش لسنجار في آب 2014، كان عدد السكان فيها حوالي مئة ألف نسمة. وكان من بين هؤلاء يزيديون وشيعة وسنة ومسيحيون ومن الأعراق عرب وأكراد وتركمان وغيرهم".

 "غياب المصالحة"

وتابعت: "اليوم لم يرجع إلا ثلث السكان وجميعهم يزيدون. ويقول المجلس النرويجي للاجئين إن أفراد الجاليات الأخرى لم يرجعوا بسبب غياب المصالحة".

ونقلت عن الايزيديين في المدينة، الذين قُتل ثلاثة آلاف منهم في مذبحة وصفتها الأمم المتحدة بأنها إبادة جماعية إن "سكان قرى سنية عربية وبلدات مجاورة ساعدوا المتشددين".

ولفتت الى أنه "وفي الوقت نفسه، يحجم الناس عن العودة بسبب توترات يثيرها وجود فصائل مسلحة متنافسة"، مشيرة الى أن "سنجار تقع في بقعة حساسة تمتد على حدود إقليم كردستان العراق مع سوريا وإيران وتركيا".

ونقلت عن عزو، قوله، إن "(حزب العمال الكردستاني) موجود، الشرطة موجودة، الحشد الشعبي موجود، الجيش موجود“ في إشارة إلى أسماء وحدات متعددة في القوات الحكومية العراقية وفصائل مسلحة موجودة في المدينة وحولها.

وأضاف "يعني ما نتفهم الوضع".

وأشارت "رويترز"، الى أن "حكومة إقليم كردستان ظلت تسيطر على المنطقة دون اعتراض يذكر من بغداد منذ سقوط صدام حسين عام 2003 وحتى عام 2017 عندما أخرجت الحكومة المركزية حكومة الإقليم وقوات البشمركة التابعة لها وحلفاءها ردا على مسعى الإقليم للاستقلال وجلبت بغداد قواتها"، موضحة أن "هذه القوات تشمل وحدات الحشد الشعبي وكذلك الجيش الوطني والشرطة".

"ومن موقعها فوق تلة"، تُكمل "رويترز" "تحرس وحدات الحشد الشعبي مرقد السيدة زينب الصغرى ذا القبة الذهبية الذي يمكن رؤيته من أماكن عديدة في سنجار. ودمر تنظيم داعش المرقد وكذلك فعل في كل المعالم الدينية بالمدينة".

وأشارت الى أن "بناء المرقد أعيد بالكامل في تناقض صارخ مع الدمار المحيط به".

 "لا أحد يملك المال للشراء"

وتابعت، انه "رغم الصعاب، يحتشد المزارعون والقرويون في سنجار يوميا لإجراء مزاد على الأغنام".

 وأشعل خوديدا قاسم، وهو تاجر للغنم، سيجارة بينما كان يراقب القرويين وهم يتجادلون بشأن السعر.

ونقلت عن قاسم (40 عاما) قوله، "ترون هنا الكثير من الغنم لكن لا أحد يملك المال للشراء".

ونقلت ايضا، عن نايف يزدي (26 عاما) الذي أعاد فتح متجره قبل ستة أشهر إنه "لا يتوقع تحسن الأحوال قريبا"، مبينة أن  "يزدي فقد شقيقا واثنين من أعمامه في القتال عام 2014 وقال ”الأمر كله سياسي".

وقال دندار زيباري رئيس لجنة الرد على التقارير الدولية في حكومة إقليم كردستان العراق، حسبما نقلت "رويترز": "السلطة الشرعية ما موجودة. القوى الأمنية الفاعلة الرسمية ما موجودة".

وأضاف، أن "حكومة الإقليم لم تتجاهل المشكلة في سنجار"، داعيا بغداد الى  "تقاسم المسؤولية عن هذه المنطقة مع البشمركة وضمان خروج الفصائل المسلحة بما في ذلك وحدات الحشد الشعبي".

ولعدم امكانية وصولها الى متحدث باسم الحكومة المركزية للتعقيب على ذلك، نقلت "رويترز" عن مسؤولين قولهم في "أحاديث خاصة" إنهم "يعزون بطء وتيرة إعادة الإعمار إلى المشاكل الأمنية في المنطقة والبيروقراطية في الموافقة على ميزانية لهذا الغرض مخصصة لمحافظة نينوى".

و"خارج المدينة، تبدو الفصائل المسلحة متشبثة بمواقعها"، تُكمل الوكالة "وفي مقبرة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي أسس فصيلا لمحاربة تنظيم داعش عامي 2014 و2015 وظل الفصيل قائما بعد دحر التنظيم" قال أحد المقاتلين إن "المهمة لم تكتمل بعد".

وأضاف المقاتل الذي وقف بجانب قبور تحمل أسماء قتلى سقطوا في سنجار وسوريا وتركيا وإيران "لم ترحل داعش بالتأكيد وسنظل في الجبل لتقديم المساعدة وسنذهب إلى أي مكان طالما اقتضت الحاجة".

وعلى مقربة من المكان، نقلت "رويترز" عن قاسم شيشو، وهو قائد يزيدي، قوله، إنه "لا يزال مستعدا للقتال"، مبينة أن "شيشو ورجاله ألقىوا السلاح عندما فقدت حكومة إقليم كردستان العراق السيطرة لصالح بغداد لكنهم يشعرون بالغضب مما يصفونها "بتهديدات" من فصائل مسلحة أحجم عن ذكرها بالاسم".

وأضاف شيشو: "ناس غرباء جايين على المنطقة وناس يريدون يجيبون الدواعش من جديد ولكن بغير اسم (بمسمى آخر). إنشالله ما يقدرون. ييجون يفشلون مثل الدواعش".