آخر الأخبار
كردستان تعيش "الأمرّين".. مشهد احتفالات رأس السنة يغيب والناس تترقب "السواح" لتنتعش الأسواق "خلال أيام".. الاعمال التجارية "مرتبكة" مع توقعات بارتفاع أسعار صرف الدولار في السوق الموازي 11 ضربة نوعية لخلايا داعش "النائمة" خلال العام 2024 في ديالى خليجي 26.. مواجهات نارية تحسم تأهل نصف النهائي لم تعرف صلة العلاقة بينهما.. العثور على جثتي رجل وامرأة متوفيين داخل دار في بغداد

عيد الحب يحول شارع الروان في النجف الى ساحة صراع بارد: من الأكثر قدسية!

محليات | 14-02-2019, 13:09 |

+A -A

بغداد اليوم _ بغداد

عادة ما يرافق بعض المناسبات، من غير أعياد المسلمين، كأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، و"عيد الحب" او "فلانتيان" الذي يصادف اليوم الرابع عشر من شباط، انقساما في مجتمع المحافظات العراقية التي تضم مراقد للائمة ككربلاء والنجف، بين مؤيد للاحتفال بهذه المناسبات، التي يصاحبها حفلات للرقص وتبادل للتهاني، أو معارض بسبب "قدسية" المدينة.

وقبل عدة أيام، ومع بدء المحال التجارية والمطاعم في محافظة النجف تحضيراتها لـ"عيد الحب" علق أصحاب المواكب الحسينية في شارع الروان، لافتات تدعوا الى الابتعاد عن كل "ما لايمت للاسلام بصلة" كالاحتفال بهذه المناسبة، قبل أن يقيموا مجالس للعزاء، وسط الشارع، بذكرى وفاة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). لكن وعلى الجانب الاخر، يصر شباب على الاحتفال وتبادل الهدايا مع حبيباتهم.

وحول ذلك، يقول الصحفي من محافظة النجف فراس الكرباسي في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "لكل الامم الشعوب مناسباتها واعيادها واحتفالاتها، وان عيد الحب او ما يسمى بـ(الفلانتاين) هو عيد خاص بالاخوة في الديانة المسيحية، لكن استيراده من قبل البلدان الاسلامية، ضمن التقليد وتبادل الثقافات، وانتشاره في العراق، خلال السنوات الخمس الماضية، وظهور اثره في النجف، ولد ردة فعل من قبل مجتمع المدينة المحافظ".

وأضاف الكرباسي، أن "احتفال شباب المحافظة بهذا العيد وتبادلهم للقلوب والدببة الحمراء، قابله تحرك مجاميع من اصحاب المواكب والمجالس الحسينية دعوا الى عدم الاحتفال به، لانه لايمت للاسلام بصلة وما يترتب عليه خارج عن المنظومة الاسلامية، فضلا عن كونه ليس من ضمن الاعياد الدينية كالاضحى والفطر والغدير او الاعياد الوطنية الاخرى كعيد الجيش او الشرطة او عيد الام".

وأشار، الى "إقامة مجالس لاحياء ذكرى استشهاد فاطمة الزهراء في شارع الروان، الذي يشهد احتفالات وفعاليات خاصة بعيد الحب في منتصف شهر شباط، اضافة الى نصب مجالس العزاء فيه لتوعية الناس بهذا الشأن"، مبينا أن "الوضع الامني في المحافظة مستقر، ولم تسجل اي خروقات من قبل الطرفين، اللذان يحتفظ كل منها بخصوصيته في الاحتفال او عدمه".

"الطرفان مخطئان!"

"عيد الحب سيكون حديث الساعة والنقاشات الحادة، خلال هذه الايام، بين جميع الشرائح في النجف" يقول المواطن حسن الخراساني.

ويرى الخراساني في حديثه لـ(بغداد اليوم)، إن "الطرفين، الرافض والمؤيد للاحتفال بهذا العيد، لايملك اجابة مقنعة يبرر بها موقفه"، مبينا: "اذا سألت أحد المؤيدين لماذا تحتفلون بهذا العيد، ولماذا يختص هذا اليوم بالحب دون باقي ايام السنة، فأنه لايجيب ويتحدث عن موضوع اخر يعزو له الاحتفال، كأن يقول مثلا ان الاحتفال بعيد الحب يأتي بغضا بمدعي قدسية المدينة وحرمتها رغم ما تعانيه من إهمال وتردي في الخدمات وتفشي الفساد بدوائرها، وكأن احتفالهم سيردع سراق المال العام او يحث المسؤول على تقديم الخدمات".

ويضيف: "اما الطرف الرافض لفكرة الاحتفال بعيد الحب، بحجة انها لاتتناسب مع قدسية بعض المدن ومن ضمنها النجف، وهم ممن يقيمون مجالس العزاء بوفيات الائمة او الشهداء، فهم يريدون اقصاء الرأي الاخر، وكأنهم خائفين من نشر ثقافة الحب او يرعبهم الورد الاحمر، رغم تأكيد المحتلفين انهم لايخدشون الحياء في المدينة"، مخاطبا هذا الطرف بالقول: "كيف ستمنعون من يحتفل مع حبيبته سرا، كالمحادثات على مواقع التواصل الاجتماعي مثلا". 

"قدسوا الشعب أولا"

ومن جانبه، دعا الناشط المدني في محافظة كربلاء حيدر الموازيني المسؤولين "الباحثين عن القدسية" الى "تقديس" الشعب أولا.

وقال الموازيني لـ(بغداد اليوم)، إن "الباحثين عن القدسية المزيفة هم أولئك المسؤولون الذين مُلئت قلوبهم قسوة وفساد وكره لابناء الشعب، ولذلك فأن معارضتهم لكل شيء متصل بالحب والسلام امر غير مستغرب، كونهم يعتاشون على البغض والكره".

وأضاف: "لو كانوا يحرصون على القدسية حقا، لما فعلوا كل ما فعلوه، ولقدسوا ابناء شعبهم وجعلوا مدنهم مقدسة من خلال رموزها اضافة الى الاعمار والبنى التحتية"، مشددا بالقول: "سنحتفل لأننا نثمن الحب ونعرف انه السبيل الوحيد لانقاذ المجتمع".