اسوشييتدبرس: أقليات العراق في برطلة يتناحرون حتى الان بسبب صدام حسين !
محليات | 12-02-2019, 03:54 |
بغداد اليوم _ متابعة
أفادت وكالة "اسوشيتدبرس" الامريكية، في تقرير نشرته، الثلاثاء (12 شباط 2019)، أن رئيس النظام السابق صدام حسين، جعل أقليات العراق في برطلة "يتناحرون" حتى الان.
وذكرت الوكالة في تقريرها، أنه "عند الساحة الرئيسة لبلدة برطلة في شمال العراق يشخص هناك نصب لصليب كبير، انه واحد من الاصرح القليلة التي تشير بوضوح الى ان هذه المنطقة العريقة في شمال العراق هي مدينة تاريخية جميع سكانها من المسيحيين"، مبينة أنه "قبل ثلاثين سنة كان معظم سكان برطلة من المسيحيين، ولكن تغيرات ديموغرافية عبر عقود من السنين تركت المدينة تنقسم بين مسيحيين واقلية عرقية اخرى تدعى الشبك غالبيتهم من الشيعة، وعندما اجتاح تنظيم داعش البلدة مع بقية المناطق الاخرى من سهل نينوى في عام 2014 بادر كل سكان برطلة الى الهروب، حيث ان كل المسيحيين والشبك تعرضوا لاضطهاد وقمع من قبل مسلحي داعش ".
وأضافت: "لكن بعد سنتين من تحرير برطلة من تنظيم داعش فان 1,100 عائلة فقط من مجموع 3,800 عائلة مسيحية كانت تقطن المدينة سابقا قد رجعوا، رغم ان أغلبهم ما يزال يراودهم الخوف وسط تقارير عن حدوث مضايقات من قبل عناصر من الشبك الذين يقومون بالسيطرة الامنية على المدينة ضمن فصائل الحشد".
ونقلت الوكالة، عن القس الكاثوليكي بهنام بينوكا، قوله، إن "المسيحيين يتعرضون لمضايقات من قبل الشبك من ضمنها قيام بعضهم برمي اطلاقات نارية في الهواء قرب كنيسة على مدى ساعة" .
فيما قال الباحث ريناد منصور من معهد جاثام هاوس للتحليلات السياسية والاجتماعية، إن "الانقسامات في برطلة تشير الى توترات أوسع حدثت في العراق ناجمة عن التشتت الذي احدثه تنظيم داعش الارهابي في المنطقة"، مشيرا الى انه "بعد طرد داعش بدأت انقسامات طائفية تظهر للسطح مع قيام مجاميع سياسية ومسلحة عدة بالتنازع للحصول على سلطة ونفوذ".
واضاف منصور، بحسب الوكالة، قائلا: أن "هذه هي الاولوية الرئيسة الآن، لان الصراع على النفوذ في المنطقة يخلق بيئات امنية مشوشة غير مستقرة ".
وفي السياق ذاته نقل التقرير، عن النائب في البرلمان من المكون الشبكي، قصي عباس قوله، إن "أحداث المضايقات ضد المسيحيين هي مجرد افعال فردية لا تمثل طائفة الشبك او الذين ينتمون للحشد من الشبك والذين هم جزء من تشكيل حكومي".
واضاف عباس الذي يتنقل ما بين برطلة وبغداد ان "الجهاز الامني يضم العديد من الاطراف، لهذا فانه لا مفر من حدوث بعض الأخطاء"، لافتاً الى أن "هناك بعض الخروق تحصل كأن تكون سرقة او سوء استخدام المنصب للحصول على مال... نحن نعلم بهذه الاشياء، ولكن هذا لا يعني ان الكل سيّئ".
وتابع النائب الشبكي، أن "الشبك عانوا من اضطهاد داعش بقدر ما عانى المسيحيون، مؤكدا بقوله "كلاهما عانا من داعش، ولهذا أنا أقول لأشقائنا المسيحيين رجاءً لا تعولوا على بعض الاشاعات والخطابات الطائفية. نحن نستطيع حل هذه المشاكل ونحتاج فقط للجلوس معاً."
ولفت التقرير الى إن "التغيير الديموغرافي في برطلة حدث منذ أكثر من 30 عاما عندما قام النظام السابق بتأميم أرض زراعية عائدة للمسيحيين وإعطائها لعوائل جنود قتلوا في الحرب العراقية الإيرانية، مما أدى الى قدوم موجات من الشبك للمكان، وبعد سقوط النظام في 2003 قدمت موجات اخرى من الشبك وحصلوا على أراض هناك أعطيت لعوائل الشهداء منهم".
وبين أن "أغلب سكان برطلة من الشبك عادوا لديارهم بعد طرد داعش حيث أعادوا الحياة لأحيائهم السكنية، وعلى النقيض من ذلك بقيت أحياء المسيحيين السكنية في برطلة خالية على نحو كبير، مشيراً الى أن "أحد الاحياء التي تسمى بمنطقة حي المعلمين، تعرضت اكثر بيوتها الى الدمار أثناء المعارك".
وأوضح أن "أحد أسباب الخلافات الرئيسة في برطلة هي إزالة قوات وحدة حماية نينوى، وهي قوة شبه مستقلة مكونة بالأساس من مسيحيين كانوا يحمون المدينة لحين مجيء تنظيم داعش، ولكنهم هربوا الى مناطق كردية عند هجوم داعش ولم يعودوا، وهذا تسبب في تخوف بعض العوائل المسيحية من الرجوع".