آخر الأخبار
غداً.. الجامعة العربية تبحث توحيد الموقف ضد النوايا الإسرائيلية بضرب العراق افتتاح 5 مشاريع لفك الاختناقات في بغداد نهاية 2024 العراق موعود بموجة مطرية شمالًا وجنوبًا وحظوظ الوسط والغرب ضعيفة المهنة الأسهل.. "إدمان أسود" يقف وراء 50% من مشكلات العراق الأمنية توجيه من السوداني بشأن إرسال المساعدات إلى غزة ولبنان

هربًا من “زواج المتعة”.. أرامل في البصرة يكسبن لقمة العيش من النفايات!

محليات | 9-02-2019, 13:10 |

+A -A

بغداد اليوم _ البصرة

بعد تدهور الاوضاع الاقتصادية والامنية والاجتماعية في العراق عقب العام 2003، بشكل اكبر من سابقه، بات من الطبيعي رؤية نساء من العوائل القابعة تحت خط الفقر، وعادة ما يكن ارامل، يبحثن مع اطفال، وسط النفايات المنتشرة في الشوارع او مواقع الطمر الصحي، عن العلب المعدنية وكل ما يمكن اعادة تدويره، لبيعه وكسب لقمة العيش.

وفي محافظة البصرة، الغنية بالنفط والموانئ والفقراء في ذات الوقت، وخلف النقابات التي يغطين بها وجوههن. تحتفظ نسوة يعملن في "النباشة" وهو أسم تلك المهنة، بمواقف سبقت لجوءهن اليها، ليس للحصول على لقمة عيش فقط، وانما "حفاظا على شرفهن" من شيوخ عشائر ورجال دين، اشترطوا تقديم المساعدة المادية لهن ولعوائلهن، بزواج "المتعة"، وهو عقد زواج مؤقت لايصح حسب الفقه الشيعي الا مع امرأة مطلقة او أرملة.

"حيوانية شيوخ عشائر ورجال دين تلاحق زوجة شهيد!"

"بعد استشهاد زوجي على يد تنظيمات متطرفة خلال ذهابه الى محافظة ديالى، طرقت ابواب شيوخ عشائر ورجال دين بينهم وكلاء مراجع اطلب المساعدة لأولادي الاربعة" تقول سناء حميد، ذات الخامسة والثلاثين عاما وتسكن في منزل عشوائي متهالك بالبصرة.

وتضيف حميد في حديثها لـ(بغداد اليوم): "كل هؤلاء اشترطوا علي الزواج بهم (متعة) مقابل مساعدتي بالاموال والمواد الغذائية، لكني رفضت الانصياع لرغباتهم الجنسية الحيوانية"، مبينة أنها "فشلت في الحصول على وظيفة لكونها لاتحمل سوى الشهادة الابتدائية، الامر الذي اضطرها الى الالتحاق بالنساء العاملات في نبش النفايات، من اجل حفظ ماء الوجه وتوفير المصاريف اللازمة لاكمال دراسة اولادها".

ولا يختلف حال منتهى طارق، عن زميلتها في المعاناة والمهنة سناء حميد، فزوجها مقعد ومبتور الساقين، ولذلك فهي تخرج في ساعات الفجر الى مواقع الطمر الصحي في منطقة "جويبدة" اقصى قضاء الزبير (60 كم غرب مركز البصرة) للبحث عن العلب المعدنية.

"تجار يحتكرون النفايات بقوة السلاح"

ورغم كونها مهنة بائسة، الا ان هناك من يزاحم النساء المتعففات العاملات بـ"النباشة"، ويطردهن بقوة السلاح من اماكن النفايات، كما يؤكد بعضهن.

وتقول ام محمد لـ(بغداد اليوم)، إن "اشخاصا يستقلون عادة سيارات (البيك اب) يستولون على مساحات واسعة من النفايات ويحتكرونها لانفسهم بقوة السلاح من اجل نبشها واستخراج ما فيها، دون السماح للنساء النباشات بالاقتراب منها".

وتشير الى أن "النباشة وبعد أن اصبحت عملا يسد رمق المستضعفين والمسحوقين، فقد حولها البعض الى تجارة، فيقومون باستئجار النباشات، لجمع المعادن من النفايات، ثم يقومون بنقلها بواسطة سياراتهم الخاصة"، لافتة الى ان "صراعات متعددة قد أندلعت، بين هؤلاء بشأن النفايات وحق النبش فيها".

"مخاطبة الحكومة بشأنهم غير مجدية!"

وبدوره، يؤكد مكتب مفوضية حقوق الانسان في البصرة رصده هكذا حالات، فيما اشار الى أن الجهات الحكومية المعنية "لم تعالج الامر بشكل جذري" رغم مخاطبته لها.

ويقول مدير المكتب مهدي التميمي لـ(بغداد اليوم)، إن "ظاهرة نبش النفايات، ليس كما يتم تصويرها بأنها عائدة لمافيات او تقودها شبكات، وانما يمارسها اناس من فئتين، الاولى فئة معوزة وفقيرة يكسبون من خلالها الاموال، اما الفئة الثانية فربما وجدوها اسهل من بقية المهن"، مبينا ان "اغلب من يمارسون هذه المهنة هم نساء واطفال".

ويضيف التميمي، أن "هذه الظاهرة غير متسعة الانتشار في البصرة، وتوجد في امكان محدودة من المحافظة"، مشيرا الى "رصد مفوضية حقوق الانسان في البصرة لهكذا حالات ومخاطبتها للجهات الحكومية من اجل العناية بهذه الفئة، عبر شمولهم برواتب الحماية الاجتماعية وغيرها، لكن الحالة لم تعالج بصورة جذرية".