اتهام شركات اجنبية لرفع الالغام بهدم كنائس الموصل وتحذير من نوايا لمحو التاريخ المسيحي !
محليات | 27-01-2019, 14:21 |
بغداد اليوم - خاص
اتهم مسؤولون عراقيون، الاحد 27 كانون الثاني، 2019، شركات رفع الالغام الاجنبية بتهديم كنائس الموصل، فيما بينوا أنها تعمل بدون تنسيق.
وقال مصعب محمد جاسم رئيس لجنة المواقع المتضررة في محافظة نينوى في حديث لـ(بغداد اليوم)، أن "ماحدث في المدينة القديمة من عملية هدم لجدار عدد من الكنائس المهمة، هو بسبب الشركة الاجنبية المتعاقدة المتخصصة برفع الالغام مع الامم المتحدة وتنسيقها مع قيادة عمليات نينوى والتي تستخدم اليات ضخمة في عمليات رفع الالغام تستخدم لاول مرة في الموصل".
وتابع أنه "منذ اكثر من عام ونصف على تحرير المدينة كان الجهد الهندسي التابع لقيادة العمليات والشرطة الاتحادية ينظف المباني ولم يقم بالمساس باي مبني اثاري مهم".
وأردف أن "الشركة الاجنبية لم تقم بالتنسيق مع بلدية نينوى والجهات الهندسية في المحافظة على كيفية رفع الانقاض والمخلفات".
وبين أن "ماجرى هو عملية هدم لجدار كامل رغم ان مديرية اثار نينوى كانت تقوم بكتابة مبنى آثاري مهم على جميع الابنية الاثارية كي تعرف الشركة المتخصصة بازالة الالغام عملها ولاتتجاوز هذه المباني".
من جانبه قال لويس مقرص عضو مجلس قضاء الحمدانية إن "هنالك تعمدا بالمساس بالكنائس الاثارية المهمة في المدينة القديمة واستهدافا لتاريخنا العريق في مدينة الموصل وربما هناك من يريد محو هذا التاريخ".
وطالب "الحكومة العراقية وهيأة السياحة والاثار بالتدخل فورا لايقاف هذه العمليات والوقف المسيحي بالتحرك على الحكومة لان استمرار هذه الاعمال يعني طمس الهوية والذاكرة المسيحية في واحدة من اعرق الكنائس والمناطق المهمة التي توثق التاريخ المسيحي في الموصل".
وفي ذات السياق، قال مسؤولون مسيحيون، إن شركة بريطانية تقوم بنهب كنائس الموصل، ونبش قبور المطارنة المدفونين، بحجة ازالة مخلفات تنظيم داعش، بعد أن باتت الصحافة ممنوعة من دخول المدينة، إلا بعد أخذ تصريح رسمي من مكتب محافظ نينوى حصراً.
وأتت تلك الاجراءات بعد أن طالت عمليات سرقة وتخريب لكنائس ومواقع أثرية مهمة وسط المدينة، أبرزها كنيسة العذراء القديمة (تقع وسط الموصل)، أقدم كنائس الموصل، واتهمت شركة ومنظمة بريطانيتين بعملية التخريب وسرقة مخطوطات وأناجيل قديمة تعود للقرن السادس الميلادي بحسب شهود ومسؤولين حكوميين.
وتعليقا على الموضوع، قال نيسان كرومي قائممقام قضاء الحمدانية السابق إن "شركة بريطانية متخصصة برفع الألغام دخلت إلى كنيسة الحمدانية، بحجة رفع الألغام والأنقاض، وجرفت أجزاء مهمة من الكنيسة وحفرت قبوراً تعود لمطارنة مدفونين، هناك وكذلك فقدت شواخص ومخطوطات أثرية وأناجيل قديمة".
وقال: "نحن كمسيحين نستغرب طريقة وتوقيت عمليات رفع الألغام بعد مرور سنتين من تحرير المدينة"، متسائلاً هل تتم عمليات رفع الألغام وسط الكنائس والمناطق الأثرية القديمة بتلك الطريقة!؟.
من جانبه، أكد لويس مرقس أيوب نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان "وجود انتهاكات بحق آثار مهمة وكنائس".
وأضاف: "كنت شاهداً على ما حصل من نهب وسرقة في كنيستي "الطاهرة الجديدة" و"السيدة العذراء" في يوم 2019/1/13 ، فقد كنت أزور المدينة القديمة لمتابعة توزيع بعض المساعدات التي تقدم للعوائل العائدة، ومنها العوائل المسيحية".
وأوضح أن "الكنيستين تقعان في منطقة حوش الخان وسط حي الميدان، وهي منطقة معروفة بعدد الكنائس الموجودة فيها، ومن ضمنها هاتين الكنيستين اللتين طالتهما عمليات التخريب والسرقة".
وتابع: "كنيسة العذراء تسمى أيضاً بالكنيسة القديمة وهي من الكنائس المعروفة لدى المسلمين أيضا من أبناء الموصل لأنهم يزورونها جميعا كمسيحين ومسلمين وباقي مكونات نينوى."
وأضاف: "تعود تلك الكنيسة للقرن السادس الميلادي، وهي معروفة بطريقة بنائها المختلفة، التي تتميز بالزخارف والنقوش."
كما أكد أن "عملية تجريف وتخريب طال كنيسة الطاهرة الجديدة ، التي تسمى كنيسة " القلعة " المحاذية للكنيسة الأثرية"، موضحاً أن "الكنيسة التي تعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي وعمرها 200عام، دمر جدارها بشكل كامل، ونبشت قبور المطارنة المدفونين فيها."
وقال: "عند سؤالنا عن سبب نبش القبر، أكد لنا العاملون في الشركة أنهم يبحثون عن الألغام والمقذوفات أو الأحزمة الناسفة، لكن ما حصل هو تدمير لتلك الآثار"، مشدداً على أن "تلك الكنائس تعتبر هي آثارا عراقية وتحفا معمارية، ولا تخص المسيحيين وحدهم".
من جانبه، رأى نوزاد بولس الحكيم رئيس منظمة سورايا للثقافة المسيحية أن "عمليات السرقة والتدمير للكنائس والأديرة المسيحية تبدو للوهلة الأولى عملية منظمة لنزع تراث وآثار المسيحين من الموصل".
وأكد الحكيم ان "كتابا رسميا منع وزارة الصحة والبيئة العراقية دائرة شؤون الألغام، وطالب باخراج تلك الشركة التي تدعى شركة G4S البريطانية ومنظمة نزع الألغام البريطانية من الموصل لمخالفتها شروط عملها في رفع الألغام في الموصل .