بغداد اليوم – بغداد
في بلدٍ أنهكته الحروب والبطالة وضغوط المعيشة، تتصاعد ظاهرة الانتحار في العراق بصمتٍ مخيف، لتتحول إلى مرآةٍ لأزمةٍ نفسية واجتماعية عميقة باتت تهدد فئة الشباب على وجه الخصوص. وبينما تلتزم الجهات الرسمية الصمت أو تُقلّل من الأرقام، تكشف منظمات حقوقية عن واقعٍ أكثر قسوة مما يُعلن، يعبّر عن هشاشة البنية النفسية والاجتماعية في البلاد.
وقال رئيس مركز العراق لحقوق الإنسان، علي العبادي، في حديثٍ لـ«بغداد اليوم»، إن "معدلات الانتحار في العراق مرتفعة جداً، ورغم محاولات الجهات الرسمية عدم الإفصاح عن الأسماء والأرقام، فإن متابعة هذا الملف يومياً من قبل الناشطين في عموم المحافظات، ومنها البصرة، تكشف أن الأرقام مثيرة للقلق، وأن الظاهرة تتزايد عاماً بعد آخر".
وأوضح العبادي أن "هناك عدة عوامل وراء ارتفاع معدلات الانتحار، أبرزها ما نطلق عليه 'الحصار النفسي' للشباب من خلال تقييد أنشطتهم والمشاركة بالفعاليات، إلى درجة أن بعض المحافظات تمنع فرقاً فنية رغم السماح لها قانونياً، ما يولد شعوراً بالكآبة والعزلة".
وأضاف أن "الفقر والعوز، وما تبثه منصات التواصل وبعض وسائل الإعلام التي تصور الانتحار كحل سهل، كلها عوامل تزيد من خطر هذه الظاهرة، لكن التقييد النفسي يمثل نحو 50% من أسباب الانتحار".
ولفت إلى أن "عدد الأطباء النفسيين في البصرة لا يتجاوز ثلاثة إلى خمسة فقط رغم أن عدد سكانها نحو خمسة ملايين، وهذا الوضع مشابه لبقية المحافظات، ما يعني أن نقص الدعم النفسي يسهم في فقدان عشرات وربما مئات الأرواح سنوياً".
وأكد العبادي أن "معالجة هذه الظاهرة تتطلب نهجاً علمياً ودراسة معمقة لتقديم حلول واقعية تحمي الشباب وتحد من خسارة المزيد من الأرواح في العراق".
وتشير تقديرات منظمات محلية ودولية إلى أن معدلات الانتحار في العراق تضاعفت خلال العقد الأخير، خصوصًا بين الفئة العمرية من 18 إلى 35 عامًا، نتيجة تراكم الأزمات المعيشية وانسداد الأفق أمام جيلٍ يعاني من البطالة وغياب الدعم النفسي والاجتماعي.
وقد شهدت محافظات مثل ذي قار والبصرة وبابل معدلات مقلقة لحالات الانتحار خلال الأعوام الماضية، فيما أطلقت مفوضية حقوق الإنسان والمرجعيات الدينية تحذيرات متكررة من تحول الظاهرة إلى كارثة اجتماعية صامتة تهدد الأمن المجتمعي وتكشف عمق الأزمة النفسية التي يعيشها الشباب العراقي.
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات
بغداد اليوم – بغداد أفاد مصدر حكومي، اليوم السبت (25 تشرين الأول 2025)، بأن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني سيتوجه صباحاً إلى محافظة البصرة في زيارة رسمية تتضمن مشاركة في مؤتمر انتخابي وافتتاح أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في قطاع الطاقة. وأوضح