محليات اليوم, 19:00 | --


"الاستبداد يولد في البيوت".. حين تُزرع الطاعة العمياء في الطفولة تنبت الديكتاتوريات في الكِبر- عاجل

بغداد اليوم – بغداد

قال المختص في الشأن الاجتماعي والتربوي، فالح القريشي، اليوم السبت (11 تشرين الأول 2025)، إن جذور الاستبداد لا تزرع في السياسة بقدر ما تُغرس في أعماق المجتمع، مؤكدا أن الشعوب هي من تخلق المستبدين حين تسمح بترسيخ ثقافة الخضوع منذ المراحل الأولى للتنشئة.

وأوضح القريشي في حديث لـ”بغداد اليوم”، أن “ظاهرة الاستبداد لا تنشأ من فراغ أو من سلطة فرد واحد، بل تمتد جذورها إلى البنية الاجتماعية والثقافية، حيث تُمارس أنماط السيطرة أولاً داخل الأسرة، حين يفرض أحد أفرادها سلطته دون مبرر سوى العمر أو التراتب الاجتماعي”.

وأضاف أن “قبول هذه الممارسات داخل العائلة دون اعتراض، يجعل فكرة الخضوع للسلطة جزءاً من السلوك العام، لتنتقل لاحقاً إلى المدرسة ومكان العمل ثم إلى المجال العام، فتتحول إلى ثقافة جمعية تشرعن فرض الرأي وانتزاع حرية الآخرين باسم القوة أو المكانة”.

وأشار القريشي إلى أن “الاستبداد لا يبدأ في البرلمان أو القصر، بل في البيت، حين تُلغى حرية الطفل في التعبير أو يُكافأ على الطاعة العمياء بدلا من التفكير المستقل”، مبيناً أن “مواجهة هذه الظاهرة لا يمكن أن تتحقق إلا بإصلاح منظومة التربية والتعليم، وغرس قيم المساواة والحرية والمساءلة منذ الصغر”.

وختم القريشي حديثه قائلاً إن “بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي لا يمر عبر الشعارات السياسية فقط، بل عبر وعي يومي بأن الحرية تُمارس وتُصان داخل الأسرة أولاً، قبل أن تُطالب بها من الدولة”.

وتشير دراسات وبحوث اجتماعية عراقية وعربية إلى أن الاستبداد لا يُختزل في الحاكم أو النظام السياسي، بل هو منظومة قيم وسلوكيات تبدأ من أبسط دوائر الحياة، مثل الأسرة والمدرسة ومكان العمل، حيث تُعاد إنتاج أنماط السلطة الأبوية والتسلط غير المبرر.

كما يربط مختصون بين ضعف الوعي بحقوق الفرد وبين انتشار ثقافة الطاعة والخضوع، وهي عوامل تمهد الطريق لنشوء أنظمة ديكتاتورية تُمارس السيطرة باسم النظام أو المصلحة العامة.

أهم الاخبار