محليات اليوم, 19:47 | --


ديالى تستنفر دفاعاتها الخضراء.. "السوسة الحمراء" على أبواب بساتين النخيل

بغداد اليوم - ديالى

أكد مجلس محافظة ديالى، اليوم الثلاثاء (7 تشرين الأول 2025)، أن انتشار آفة السوسة الحمراء في بساتين النخيل ما يزال تحت السيطرة، فيما كشف عن عقد اجتماع طارئ مطلع الأسبوع المقبل لاتخاذ قرارات عاجلة بشأن مكافحتها.

وقال رئيس المجلس، عمر الكروي، في حديث لـ بغداد اليوم، إن "مجلس ديالى تفاعل مع التقارير الواردة حول تنامي معدلات الإصابة بآفة السوسة الحمراء في بساتين النخيل داخل المحافظة، وناقشها بشكل مستفيض خلال جلسة رسمية بحضور مديري الزراعة والبيئة والوقاية، للوقوف على آخر المستجدات ومناطق الإصابات ومستويات انتشارها".

وأضاف الكروي، أن "المؤشرات تؤكد أن الآفة لم تخرج عن نطاق السيطرة حتى الآن، وتم الاتفاق على عقد اجتماع طارئ في بداية الأسبوع المقبل لاتخاذ ثلاثة قرارات مهمة، أبرزها تشكيل خلية أزمة لمعالجة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد أكثر من 100 ألف دونم من بساتين النخيل".

وأشار إلى أن "الاجتماع سيبحث كذلك مخاطبة الجهات المختصة في بغداد لتوفير الأموال اللازمة لشراء المواد الخاصة بمكافحة الآفة، إلى جانب تجديد الإجراءات المتعلقة بآلية نقل الفسائل المستوردة لضمان عدم انتقال الإصابات إلى مناطق جديدة"، مؤكداً أن "الجلسة ستكون مفصلية في وضع مسارات واضحة للحد من انتشار السوسة الحمراء في ديالى".

من ناحيته، أطلق النائب صلاح التميمي، يوم الاحد (5 تشرين الأول 2025)، تحذيرات شديدة من تفشي ما وصفه بـ”سرطان النخيل” في محافظة ديالى، بعد تسجيل إصابات واسعة بسوسة النخيل الحمراء في 11 منطقة زراعية، وسط مخاوف من تمددها إلى محافظات أخرى.

وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن “سوسة النخيل الحمراء تُعد من أخطر الآفات التي تصيب أشجار النخيل، إذ تعمل كسرطان يؤدي إلى هلاك أعداد كبيرة خلال فترة وجيزة”، مبيناً أن “الإصابة لم تعد محصورة في ديالى فقط، بل بدأت محافظات أخرى ترصد حالات مماثلة بشكل متزايد”.

وأوضح التميمي أن “استيراد فسائل النخيل من خارج العراق من دون إخضاعها لفحوصات دقيقة هو السبب الرئيس في انتقال هذه الآفة إلى البساتين المحلية”، محذراً من أن “استمرار هذا الإهمال يهدد بفقدان قطاع زراعي يشكل مصدر رزق لمئات العوائل منذ عقود”.

وأشار النائب إلى أن “خطورة السوسة الحمراء تكمن في تأثيرها المدمر على بساتين النخيل”، داعياً وزارة الزراعة إلى “التحرك العاجل لتأمين المبيدات والأدوية اللازمة لمكافحتها، وإعادة تقييم ملف انتشار هذه الآفة في ديالى وبقية المحافظات للحد من اتساع الخطر”.

ويعرف العراق تاريخيا بأنه بلاد النخيل، إذ كان يمتلك في منتصف القرن العشرين أكثر من 32 مليون نخلة، ما جعله في طليعة الدول المنتجة والمصدّرة للتمور على مستوى العالم.

غير أن الحروب والحصار والإهمال، فضلا عن موجات الجفاف والآفات الزراعية، أدت إلى تراجع أعداد النخيل بشكل كارثي، حتى انخفض العدد إلى ما يقارب 10 ملايين نخلة فقط بحسب تقديرات رسمية في السنوات الأخيرة.

وتعد سوسة النخيل الحمراء من أخطر التحديات التي واجهت هذا القطاع، إذ توصف بأنها “الإيدز الزراعي”، لقدرتها على التغلغل في جذوع النخيل وإتلافه بشكل كامل خلال فترة وجيزة إذا لم تتم مكافحتها بطرق علمية دقيقة.

أهم الاخبار