سياسة / ملفات خاصة أمس, 22:30 | --

رسائل ما قبل الاقتراع


اجتماع الحنانة ورسائل الصدر: بين المقاطعة العقائدية والمفاجأة الانتخابية المحتملة - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

تشهد الساحة السياسية العراقية قبيل الانتخابات المقبلة حالة من الترقب الشديد إزاء مواقف القوى الشيعية، وفي مقدمتها التيار الصدري الذي انسحب من البرلمان في 2022 وما زال يلوّح بخيارات متباينة بين المقاطعة وإعادة الانخراط. هذا المشهد لا يمكن فصله عن الإطار الدستوري والقانوني للعملية الانتخابية التي وضعت مقاعد البرلمان في قبضة التحالفات الكبرى، وعن الإرث التاريخي لمشاركة التيار الصدري في جميع الدورات الانتخابية السابقة باعتباره لاعباً مقرراً في تشكيل الحكومات. وفق قراءات بحثية متخصصة، فإن اجتماع الحنانة الأخير أعاد فتح النقاش حول موقع الصدريين في المعادلة، ليس بوصفه لقاءً اعتيادياً، بل كإشارة إلى أن الصدر ما زال يتحكم بخيارات أتباعه والنواب المستقيلين، وأن موقفه مرشح لإعادة خلط الأوراق.

أوضح الباحث في الشؤون الاستراتيجية علي ناصر خلال حديث لـ"بغداد اليوم"، أن "انعقاد اجتماع مهم في هذا التوقيت مع قرب الانتخابات قد يعكس أموراً عديدة أبرزها تمسك الصدر بمن هم بقوا على نفس النهج ولم ينضموا إلى كتل أخرى للمشاركة في الانتخابات وهو يعكس صورة على مدى امتثال النواب المستقيلين إلى أوامر الصدر". هذه القراءة تفيد بأن التيار يعمل على إبقاء أطره التنظيمية منضبطة رغم غيابه المؤسسي عن البرلمان، وهو ما يؤكد أن المعارضة الصدرية ليست انسحاباً كاملاً من المجال السياسي، بل إعادة تموضع من خارجه. تشير تحليلات قانونية إلى أن مثل هذا الانضباط الداخلي يُعطي الصدر ورقة ضغط إضافية على المنافسين، ويؤكد أن التيار ما يزال يمتلك قاعدة تنظيمية يمكن تحريكها عند الحاجة.

من زاوية أخرى، يرى ناصر أن الاجتماع بعث رسالة اطمئنان للمقاطعين بأن التيار ملتزم بعدم المشاركة في الانتخابات، رداً على أنباء سابقة عن احتمال دعم الصدر لمرشح بعينه. وبهذا المعنى، تتحول المقاطعة إلى موقف مبدئي يُسوّق على أنه "عقائدي" يتجاوز المصلحة السياسية الآنية. هذا ما أكده أيضاً النائب المستقيل إياد المحمداوي الذي قال إن "المقاطعة تتجلى كموقف مبدئي عقائدي يعلو على المصلحة السياسية الضيقة، ويعكس رفضاً جذرياً للظلم والاستبداد". تفيد ملاحظات أكاديمية بأن مثل هذا الخطاب يُعيد إنتاج الإرث الصدري في تقديم نفسه كحركة "إصلاحية" أكثر من كونه حزباً انتخابياً، وهو ما يضع المنافسين أمام مأزق: هل يتعاملون مع الصدريين كقوة انتخابية غائبة أم كقوة احتجاجية كامنة؟

في المقابل، أشار عضو الإطار التنسيقي عدي عبد الهادي إلى أن التيار الصدري قد يفاجئ المشهد بخطوة غير متوقعة قبل الانتخابات. وأوضح أن "القاعدة الشعبية الصدرية ليست محصورة في بغداد فقط، بل تمتد إلى محافظات مثل كركوك والموصل وصلاح الدين وديالى وبابل، وأن اللقاءات التي يجريها زعيم التيار مع المرجعية وطلبه من أنصاره تحديث بطاقاتهم الانتخابية تُعد مؤشرات على احتمالية مفاجأة انتخابية من نوع خاص". وفق تقديرات مؤسساتية، فإن أي عودة صدرية مفاجئة للمشاركة في الانتخابات ستُعيد خلط التوازنات في المحافظات المختلطة تحديداً، حيث يلعب العامل المكوناتي دوراً مضاعفاً في توزيع المقاعد. وتذهب تحليلات قانونية إلى أن هذه المفاجأة قد تصطدم بعقبات دستورية ورقابية، إلا أنها تبقى خياراً قائماً ضمن استراتيجية "المفاجآت" التي دأب التيار على استخدامها في محطات مفصلية سابقة.

تجمع الوقائع والتحليلات على أن اجتماع الحنانة لم يكن مجرد لقاء تنظيمي، بل رسالة سياسية مركبة. فمن جهة، ثبّت التيار التزامه بالمقاطعة كخيار عقائدي يمنحه صورة أخلاقية أمام جمهوره، ومن جهة أخرى ترك الباب مفتوحاً أمام احتمال الانخراط المفاجئ في الانتخابات، بما يربك خصومه ويعيده إلى صدارة المشهد. وفق مقاربات سياسية حديثة، فإن السيناريوهين معاً — الاستمرار في المقاطعة أو العودة المفاجئة — يمنحان الصدر مرونة استراتيجية وقدرة على التأثير في معادلة ما بعد الانتخابات، سواء من موقع المعارضة أو من موقع القوة التمثيلية. وفي جميع الحالات، يظل التيار الصدري رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في أي معادلة تخص تشكيل السلطة المقبلة أو إعادة تعريف قواعد اللعبة السياسية في العراق.

المصدر: قسم الرصد والمتابعة في "بغداد اليوم"

أهم الاخبار

مقتل شخص وإصابة ثلاثة في حادث إطلاق نار إثر خلاف عشائري في البصرة

بغداد اليوم - البصرة دخلت محافظة البصرة يومها الأحد (5 تشرين الأول 2025) على وقع حادث إطلاق نار في منطقة الجنينة، أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين. وأفاد مصدر أمني لـ"بغداد اليوم" بأن الحادث وقع إثر خلاف عشائري بين مواطنين، ما أدى إلى

اليوم, 00:32