سياسة / ملفات خاصة أمس, 22:36 | --

صناديق الاقتراع مهددة


تحذيرات أمنية من مخططات للفوضى.. العراق يدخل أخطر مراحل ما قبل الانتخابات

بغداد اليوم - بغداد

تحذيرات أمنية من مخططات للفوضى تضع العراق أمام واحدة من أخطر مراحل ما قبل الانتخابات، حيث أصبحت صناديق الاقتراع مهددة بشكل صريح نتيجة محاولات منظمة تستهدف زعزعة الاستقرار وإرباك المسار الديمقراطي.
وتؤكد المعطيات المتوفرة أن المرحلة الراهنة تتسم بارتفاع مستوى المخاطر الأمنية والسياسية، الأمر الذي يفرض على الدولة وأجهزتها التعامل مع هذا التهديد بوصفه ملفًا جوهريًا لضمان نزاهة الاستحقاق النيابي. وتشير القراءات القانونية والبحثية إلى أن أي إخفاق في ضبط الوضع الأمني خلال هذه الفترة الحساسة سيؤثر مباشرة على مصداقية الانتخابات، ويضع ثقة الجمهور بالمؤسسات الدستورية تحت ضغط شديد. ومن هنا، يتضح أن حماية العملية الانتخابية لم تعد خيارًا، بل التزامًا مؤسسياً لا يمكن التهاون فيه.

في هذا الإطار، حذر المختص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية عدنان الكناني، خلال حديثه لـ"بغداد اليوم"، من "زعزعة الاستقرار الأمني وإثارة الفوضى مع قرب انتخابات مجلس النواب"، مبينًا أن "في ظل الأجواء الانتخابية التي تعيشها البلاد واقتراب موعد الاستحقاق الديمقراطي، تبرز محاولات متكررة لزعزعة الاستقرار الأمني وإثارة الفوضى، بهدف التشويش على سير العملية الانتخابية والتأثير على إرادة الناخبين". 
تؤكد تحليلات قانونية معمقة أن مثل هذه التحذيرات لا يمكن فصلها عن سلسلة تجارب انتخابية سابقة شهدت انفجارات، اغتيالات، وتهديدات مباشرة للمرشحين، وهو ما جعل الأمن الانتخابي جزءًا من النقاشات الدستورية حول شرعية النتائج.

أوضح الكناني أن "هذه التحركات ليست عفوية، بل تأتي ضمن محاولات منظمة وممنهجة تستهدف النيل من ثقة المواطن بالمؤسسات الوطنية، وخلق بيئة من التوتر والقلق لثني المواطنين عن المشاركة في الانتخابات". تشير قراءات بحثية متخصصة إلى أن التنظيم الممنهج لأي نشاط يهدف إلى التشويش على العملية الانتخابية يعكس وجود مصالح سياسية كبرى، قد ترتبط بأحزاب أو بجهات خارجية تسعى لإضعاف حضور المواطن عند الصندوق. ويفسّر خبراء في الشأن المؤسسي ذلك بكونه آلية ضغط تهدف إلى خلق فجوة بين المجتمع والدولة، بحيث تتحول المشاركة إلى خيار محفوف بالمخاطر بدل أن تكون واجبًا ديمقراطيًا.

وأضاف الكناني أن "الأجهزة الأمنية، وفق متابعتنا وتحليلاتنا، على درجة عالية من الجاهزية واليقظة، وتعمل بتنسيق مستمر مع الجهات القضائية والرسمية لضمان حماية المسار الديمقراطي، والتعامل بحزم مع كل من يحاول العبث بأمن الوطن واستقراره". تفيد ملاحظات أكاديمية بأن التنسيق بين الأجهزة الأمنية والسلطات القضائية يشكل ركيزة أساسية لردع أي تهديد محتمل، إلا أن الواقع الميداني أثبت أن الجاهزية وحدها لا تكفي ما لم تُدعم بخطط استباقية، وآليات رقابية صارمة، وإرادة سياسية تضع حماية الناخب فوق الحسابات الحزبية.

تذهب التحليلات المقارنة إلى أن العراق يقف أمام اختبار مركّب: كيف يضمن أمنًا انتخابيًا يرسخ الثقة ويُعزّز الشرعية، في وقت ما تزال فيه البيئة السياسية مشبعة بالانقسامات وبنفوذ السلاح. إن تحذيرات الخبراء الأمنيين تكشف عن عمق التحدي، لكنها في الوقت نفسه تؤكد أن الدولة تملك الأدوات لمواجهته إذا ما توافرت الإرادة المؤسسية. ومع اقتراب موعد الاقتراع، يصبح الرهان الأكبر على قدرة المؤسسات الأمنية والسياسية على حماية المسار الديمقراطي، وإثبات أن صناديق الاقتراع يمكن أن تعكس إرادة العراقيين بعيدًا عن الفوضى والتهديد.

المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

أهم الاخبار

تعرف على قصة "اليوم الوطني العراقي".. ذاكرة الاستقلال والدولة الحديثة بعد 93 عاماً- عاجل

بغداد اليوم - بغداد يُعد الثالث من تشرين الأول محطة مركزية في تاريخ العراق الحديث، إذ يمثل اليوم الذي أُعلن فيه استقلال البلاد عام 1932 وانضمامها إلى عصبة الأمم كأول دولة عربية تحظى بعضوية المنظمة الدولية. لم يكن هذا الحدث مجرد انتقال شكلي من الانتداب

اليوم, 00:10