مقالات الكتاب اليوم, 17:52 | --


متى يتوقف العرب عن شراء الوهم؟

كتب :الدكتور نبيل العبيدي / خبير الدراسات الامنية والاستراتجية

لطالما وصفت العلاقة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية بأنها معقدة، لكن الحقيقة أبسط من ذلك. هذه العلاقة ليست تحالفًا بالمعنى التقليدي، بل هي شراكة براغماتية مبنية على مصالح أمريكا أولًا وأخيرًا.

الواقع أثبت أن هذه العلاقة قائمة على أدوات خاضعة ماليًا وأمنيًا للولايات المتحدة. إن فكرة أن أمريكا لديها حلفاء أو أصدقاء هي وهم كبير ففي قاموسها السياسي، لا يوجد سوى مصالح استراتيجية تديرها كيفما تشاء، بغض النظر عن رضا العرب أو غضبهم.

الأحداث الأخيرة، ومنها القصف الذي تعرضت له العاصمة القطرية، وهو ما تصفه مصادر بأنه إسرائيلي-أمريكي، تعد دليلًا دامغًا على أن واشنطن لا تتردد في استخدام أشد حلفائها قربًا كأدوات لتحقيق أهدافها. لقد رسخت أمريكا في أذهان دول الشرق الأوسط فكرة أنها قادرة على إنهاء وجودها مهما بلغت ثرواتها، وأن سيادتها شكلية لا حقيقية، طالما أنها تخدم مصالح الولايات المتحدة.

وهنا يطرح سؤال جوهري: هل استوعبت الدول العربية أخيرًا أنها لا تستطيع شراء ولاء أمريكا بالمال أو الثروات؟ وهل أدرك قادة المنطقة أن ارتباطهم بواشنطن ليس سوى كونهم "جنود شطرنج" تُحركهم متى تشاء؟

إن أمريكا، بمنطقها الخاص، تكرر مقولة فرعون "أنا ربكم الأعلى"، ولكن بمنطق مختلف: "أنا القوة العظمى الوحيدة في العالم، وأنا من أسير هذه الكرة الأرضية حيثما وجدت مصلحتي".

يجب أن نفهم جميعًا أن الولايات المتحدة ليس لديها حليف ولا صديق ولا قريب، بل لديها مصالح تستخدمها في الوقت الذي تحتاجه. إن الخروج من هذا الاستعباد يتطلب تفكيرًا وعملًا جادًا نحو تحقيق سيادة حقيقية وكرامة، بعيدًا عن الاعتماد على من لا يرى فينا سوى أدوات لتحقيق غاياته.

ولكن، لا ينبغي أن يجرنا هذا الواقع إلى اليأس. فنحن على يقين أن الله لن يترك الظالمين والمتغطرسين. الحل ليس في البحث عن حليف جديد، بل في العودة إلى أنفسنا.

علينا أن نفكر، ثم نعمل. يجب أن نخرج من هذا الاستعباد، ونبني مستقبلنا بأنفسنا، ونعيش في حرية وكرامة وسلام. هذه الدروس القاسية هي فرصة لنا لنتعلم، ونعيد بناء قوتنا، ونثبت للعالم أننا قادرون على تحقيق سيادتنا الكاملة.

أهم الاخبار

النزاهة تدعو لاعتماد التحول الرقمي وتقييد تحويل المناطق الخضراء في بغداد

بغداد اليوم – بغداد دعت هيئة النزاهة، اليوم السبت (20 أيلول 2025)، أمانة بغداد إلى التنسيق مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء/ مركز البيانات الوطني، لاعتماد وسائل التطور التكنولوجي والتحول الرقمي الشامل لإنجاز المعاملات إلكترونياً، وإنهاء التماس المباشر بين

اليوم, 19:57