محليات أمس, 22:57 | --

رهينة تقلبات الموازنة


إضراب معلمي السليمانية.. أزمة متكررة في ظل أزمة مالية مزمنة

بغداد اليوم - السليمانية

تُعد العملية التعليمية في إقليم كردستان واحدة من أكثر القطاعات حساسية أمام الأزمات المالية والسياسية. فالتشريعات المحلية والإقليمية تنص على حق الموظفين التربويين في رواتب منتظمة وعلاوات دورية، لكن الواقع الميداني يكشف فجوة واضحة بين النصوص القانونية والتطبيق العملي. خلال السنوات الأخيرة، تكررت الإضرابات والاعتصامات في المدارس، خصوصاً في السليمانية، لتصبح ظاهرة شبه دورية تعبّر عن تراكم الأزمات المالية وتأخر الرواتب، وهو ما ينعكس مباشرة على انتظام العام الدراسي ومستوى المناهج. في هذا السياق، أعلن مجلس المعلمين في السليمانية الإضراب ابتداءً من 21 من الشهر الجاري، احتجاجاً على استمرار الأزمة المالية وعدم تلبية مطالبهم.

في قراءة للمشهد، أوضح الخبير في الشأن التربوي سوران كريم أن "في كل عام تحدث مثل هذه الإضرابات عن الدوام من قبل الموظفين، ولكن العام الدراسي يمضي، رغم الصعوبات، وهذا الأمر بات معتادا". هذا الطرح يوضح أن الإضراب بات أداة ضغط متكررة وليست استثنائية، وهو ما يعكس غياب الحلول الجذرية للأزمة المالية. وفق تقديرات تربوية، فإن استمرار هذا النمط يعكس خللاً هيكلياً في إدارة الموارد، حيث يمر العام الدراسي وسط انقطاعات لكنه يستمر بفضل مرونة الكوادر التعليمية وقدرتها على تجاوز الضغوط.

كما شدد كريم على أن "الإضراب لا يشمل المدارس، ولا كل الكوادر التربوية، فالمضربين هم يمثلون أنفسهم، وهناك كوادر ستمضي في العملية التربوية، بالرغم من دعوات الإضراب، وبالنهاية إعلان الإضراب لن يؤثر على سير العملية التعليمية في السليمانية". هذا التفصيل يسلّط الضوء على التباين داخل الوسط التربوي بين من يرى الإضراب وسيلة ضغط مشروعة وبين من يفضّل الاستمرار رغم الظروف، وهو ما يحدّ من تأثير الإضراب الكلي لكنه لا يلغي دلالته السياسية والاقتصادية. وتشير مداولات بحثية إلى أن الانقسام بين الكوادر يضعف وحدة الموقف المهني، لكنه يساهم في استمرار الحد الأدنى من العملية التعليمية.

وفي توصيفه للأثر المباشر، قال كريم إن "وضع التعليم في كردستان تأثر كثيرا بالأزمة المالية، وبات من الصعب إكمال المناهج الدراسية بشكل علمي، ولذلك لا حل لهذه المشكلة، إلا بعد ضمان صرف الرواتب بانتظام". هذا التصريح يربط بشكل مباشر بين انتظام الرواتب وجودة التعليم، مؤكداً أن الأزمة المالية لم تعد قضية إدارية بل مسّت جوهر العملية التربوية. وفق تقديرات قانونية، فإن هذا الخلل يعكس قصوراً في التزامات الدولة تجاه الحق الدستوري في التعليم، ويضع الأعباء الأكبر على المعلمين والطلاب معاً.

ما تغيّر في المشهد هو أن الإضراب الجديد يُعلن بوضوح ربط التعليم بأزمة الرواتب، ويضع الملف التربوي في قلب الأزمة المالية للإقليم. وما لم يتغيّر هو استمرار الاعتماد على حلول مؤقتة، دون إصلاح هيكلي يضمن انتظام الرواتب والعلاوات. أما الأثر المتوقع فيتمثل في استمرار هشاشة العملية التعليمية، وصعوبة إكمال المناهج بشكل متكامل، مع ما يحمله ذلك من تداعيات على جودة التعليم ومستقبل الطلبة. إن إضراب معلمي السليمانية يكشف أن الأزمة التربوية ليست حدثاً طارئاً بل عرضاً لأزمة مالية مزمنة، وأن التعليم سيبقى رهينة تقلبات الموازنة ما لم تُعالج جذور الخلل.

المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

أهم الاخبار

ترامب يحذر حماس: أطلقوا سراح جميع الرهائن فورا

بغداد اليوم – متابعة حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين (15 أيلول 2025)، حركة حماس من استخدام الرهائن كدروع بشرية، بعد تقارير إخبارية تحدثت عن نقلهم إلى خارج الأرض تحسبًا للهجوم البري الإسرائيلي. وقال ترامب في تصريح صحفي، تابعته "بغداد

اليوم, 00:00