أزمة الرواتب تجمد الحملات.. أحزاب كردستان تؤجل السباق الانتخابي بانتظار هدوء الشارع

بغداد اليوم – السليمانية

كشف الباحث في الشأن السياسي، لطيف الشيخ، اليوم الاحد (14 أيلول 2025)، عن أسباب تأخر انطلاق الحملات الانتخابية في إقليم كردستان، وعدم تنظيم مؤتمرات للتعريف بالمرشحين على غرار باقي المحافظات.

وقال الشيخ في تصريح لـ”بغداد اليوم”، إن “الأحزاب والمرشحين في الإقليم يتجنبون مواجهة الشارع الناقم حالياً بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة”، مشيراً إلى أن “معظم القوى السياسية تنتظر التوصل إلى اتفاق، حتى لو كان مؤقتا، بشأن صرف رواتب الموظفين لشهري تموز وآب، لتهدئة الشارع وإعادة النشاط إلى الأسواق المشلولة”.

وأضاف أن “الأحزاب تعي أن الشارع اليوم في حالة غضب شديد، ويعترض على أداء الأحزاب الحاكمة والمعارضة على حد سواء، ما يجعل إطلاق الحملات الانتخابية في الوقت الراهن خطوة محفوفة بالمخاطر”.

وشهد إقليم كردستان خلال الأشهر الماضية أزمة مالية خانقة نتيجة استمرار الخلافات بين حكومته والحكومة الاتحادية في بغداد بشأن ملف تصدير النفط وحصة الإقليم من الموازنة.

هذه الأزمة انعكست بشكل مباشر على تأخر صرف رواتب الموظفين، ما أدى إلى تزايد حالة الاحتقان الشعبي واتساع دائرة النقمة على جميع الأحزاب، سواء المشاركة في السلطة أو المعارضة.

وتاريخيا، ارتبطت الحملات الانتخابية في كردستان بمناخ اقتصادي وسياسي أكثر استقراراً، حيث تعتمد الأحزاب على الحشود الشعبية واللقاءات الجماهيرية المفتوحة، وهو ما يصعب تحقيقه في ظل تدهور الأسواق وشلل الحياة الاقتصادية.

وعلى هذا الأساس، يرى محللون أن القوى السياسية تسعى حالياً إلى تأجيل تحركاتها الانتخابية لحين معالجة ملف الرواتب وامتصاص غضب الشارع، باعتباره شرطاً أساسياً لتهيئة بيئة تسمح بإطلاق الدعاية الانتخابية دون مخاطر من الرفض الشعبي أو المقاطعة الواسعة.