أمن / ملفات خاصة اليوم, 14:05 | --

أمام أنظار الدولة


حملة أمنية تكشف "ترسانة حرب" في قلب العاصمة.. متى تنتهي دوامة الفوضى؟

بغداد اليوم – بغداد

كل مرة تُعلن فيها بغداد عن حصيلة ثقيلة من الأسلحة والمخدرات والمطلوبين، يتبيّن أن الحملات الأمنية وحدها لا تكفي، وأن العاصمة بحاجة إلى سياسة ردع دائمة تتجاوز الطابع الموسمي. غياب هذه السياسة يسمح بتراكم أكداس السلاح في الأحياء، لتتحول مع الوقت إلى بؤر قابلة للانفجار في نزاعات دموية تعيد المشهد إلى نقطة الصفر.

الحصيلة الصادمة التي أعلنتها قيادة عمليات بغداد في واجب "السعادة والرشاد"، والتي بلغت (593) نشاطاً أمنياً شملت أسلحة وقاذفات ومخدرات وعصابات، فتحت الباب أمام أسئلة أكثر خطورة: أي عاصمة هذه التي يمكن أن تُخزن فيها ترسانة حرب بعيداً عن أعين الدولة؟ وأين كانت القوات الأمنية قبل أن يتضخم المشهد إلى مستوى "الحرب"؟

الخبير الأمني العميد المتقاعد عدنان الكناني بحديثه لـ"بغداد اليوم"، يرى أن "إطلاق وزارة الداخلية عملية أمنية واسعة في بغداد خطوة بالغة الأهمية في هذه المرحلة، كونها تعزز من فرض سلطة القانون وتعيد الطمأنينة إلى المواطنين". غير أن أهمية هذه العملية، بحسب محللين، لا تلغي حقيقة أن ما ضُبط اليوم هو صورة لفراغ أمني طويل، كانت نتيجته نزاعات دامية مثل الذي شهده حي السعادة مؤخراً، حيث استشهد ضابطان برتبة رائد ومقدم وأصيب آخرون خلال فضّ اشتباك عشائري مسلّح استمر لساعات ووُصف بأنه "خارج عن السيطرة".

ويضيف الكناني أن "مثل هذه العمليات لا تقتصر على الملاحقة الميدانية للخارجين عن القانون، بل تحمل رسالة واضحة بأن هيبة الدولة لا يمكن المساس بها". لكن هذه الرسالة تصطدم بواقع متكرر: نزاعات عشائرية تتجدد في بغداد، من السعادة إلى الرشاد، لتتحول الأحياء السكنية إلى جبهات مواجهة تكلّف القوات الأمنية دماءً غالية. هنا، يبرز السؤال عن جدوى الممارسات الموسمية إذا لم تُترجم إلى سياسة مستدامة تردع المخالفين قبل أن تتفاقم المواجهات.

الكناني يؤكد أن "نجاح هذه العملية مرهون بالتنسيق العالي بين الأجهزة الأمنية والاستخبارية، وبمشاركة المجتمع من خلال التعاون والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه". هذا الشرط يعكس حاجة الدولة إلى بناء ثقة متبادلة مع المواطن، وهو ما تراجع بفعل مشاهد النزاعات التي أرهقت سكان العاصمة وجعلت الأمن بالنسبة لهم موسوماً بالارتجال لا بالثبات.

أما الباحث في الشأن السياسي غالب الدعمي قدّم مقترحاً إلى وزير الداخلية، في وقت سابق، تضمّن اعتقال جميع أفراد العائلتين المتنازعتين في حي السعادة، سواء المشاركين بالاشتباك أو غير المشاركين، مع ترحيلهم من بغداد ومنعهم من دخولها مجدداً، وتهديم منازلهم فوراً. ورغم قسوة الطرح، فإن الدعمي يعكس غضباً مجتمعياً متصاعداً من نزاعات تتكرر بلا رادع، ويضع إصبعه على جوهر الأزمة: أن الردع يجب أن يكون شاملاً وصارماً حتى لا تتحول العاصمة إلى رهينة لعصبيات عشائرية وسلاح منفلت.

هنا تتقاطع رؤى الخبراء؛ بين من يدعو إلى تعزيز العمليات الأمنية وتطوير أدواتها الاستخبارية، ومن يذهب إلى المطالبة بقرارات استثنائية تستأصل جذور النزاع من أساسها. فهل تكون حصيلة "السعادة والرشاد" بداية لمرحلة جديدة من فرض القانون وهيبة الدولة، أم ستظل بغداد تنتظر حصائل ثقيلة كل مرة، بلا تغيير حقيقي في معادلة السلاح والنزاع؟

المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

أهم الاخبار

تحالف العزم يدين استهداف الدوحة ويدعو لموقف عربي وإسلامي حازم

بغداد اليوم – بغداد أدان تحالف العزم، اليوم الثلاثاء (9 أيلول 2025)، بأشد العبارات الاعتداء الذي طال العاصمة القطرية الدوحة، واصفًا إياه بـ"الخرق الخطير للقانون الدولي والاعتداء السافر على سيادة دولة شقيقة عُرفت بدورها الإنساني ومساعيها الصادقة في

اليوم, 18:19