بغداد اليوم – بغداد
"الهول" المخيم الذي أنشئ للجوء صار اليوم قنبلة "هجينة" معقدة، يتجاوز خطرها البعد الإنساني لتغدو أزمة تهدد أمن المنطقة برمتها. الخبير الأمني أحمد التميمي أكد في حديثه لـ"بغداد اليوم" أن "واشنطن أعطت الضوء الأخضر لتفكيك المخيم"، مشيراً إلى أن هذا التحرك يعكس إدراكاً أمريكياً متأخراً لخطورة استمرار هذا الملف على أمن العراق والمنطقة ككل.
التميمي أوضح أن "مخيم الهول يمثل ملفاً حساساً لأمن العراق والمنطقة، وقد جرى خلال الأسابيع الأخيرة رصد ثلاثة متغيرات مهمة". هذه المتغيرات تبدأ، بحسب حديثه، بـ"وصول وفد أمريكي رفيع مدني إلى المخيم لتقييم الموقف"، وهو ما يراه محللون خطوة تحمل طابعاً سياسياً أكثر من كونها إجرائية، إذ تكشف عن تحول في نظرة واشنطن إلى المخيم من مجرد ورقة ضغط إلى عبء أمني يجب التخلص منه. ثم يضيف التميمي أن "ثانيها تدفق وفود أممية"، وهو مؤشر آخر على تدويل الملف ومحاولة صياغته كأولوية دولية، لا سيما مع ما يحمله من أبعاد تتعلق بالإرهاب العابر للحدود. أما المتغير الثالث، فيكمن في "تنفيذ عمليات مداهمة وتفتيش وإجراء إحصاء واسع لأسماء المخيم وجنسياتهم والمواليد الجدد"، وهو ما يعده مختصون بداية فعلية لمسار إغلاق تدريجي يسبق الإعلان النهائي عن التفكيك.
ويستطرد التميمي بالقول إن "كل هذه المؤشرات تدلل على أن واشنطن بدأت فعلياً بخطوات تفكيك المخيم، الذي يشبه قنبلة هجينة ساهمت في إنشائه منذ سنوات لأهداف عدة، أبرزها استخدامه كورقة في مواجهة نظام بشار الأسد". هذا الربط التاريخي يعيد النقاش إلى المرحلة التي وُلد فيها المخيم، حين استُخدم كأداة متعددة الوظائف: احتواء بقايا "داعش"، وإبقاء الحدود الشرقية لسوريا رهينة فوضى مدروسة، والضغط على النظام السوري الذي كان يترنح تحت العقوبات. لكن كما يوضح التميمي، "بعد سقوطه واستبداله بنظام قريب جداً من أميركا، لم يعد للمخيم أي جدوى"، وهي قراءة يجد فيها مراقبون دليلاً على أن واشنطن تعيد حساباتها بما يتلاءم مع خريطة سياسية جديدة في دمشق.
ومع هذا التحول، يبرز البعد الإقليمي مباشرة، إذ يشير التميمي إلى أن "واشنطن بدأت بالضغط على العواصم التي لديها رعايا داخل المخيم، ومنها العراق، من أجل استيعاب أعداد كبيرة منهم". هذا الضغط يعكس تحدياً إضافياً لبغداد التي تجد نفسها أمام استحقاق معقد: استعادة آلاف من مواطنيها، بعضهم متورط في أنشطة إرهابية، وآخرون مجرد عوائل، ضمن معادلة أمنية واجتماعية حساسة. محللون يحذرون من أن عودة هذه الأعداد ستضع الأجهزة الأمنية أمام اختبار قاسٍ، وتفتح في الوقت ذاته ملف إعادة التأهيل والاندماج في بيئات ما تزال هشة.
ويختم التميمي توقعاته بالقول إن "مصير المخيم سيُحسم خلال النصف الأول من عام 2026 بإعلان تفكيكه بشكل كامل"، في إشارة إلى سقف زمني بات أقرب مما يعتقد البعض. غير أن هذا الأفق لا يلغي التساؤلات المفتوحة: كيف ستتم معالجة تداعيات تفكيك "القنبلة الهجينة"؟ هل ستستوعب الدول رعاياها وتعيد دمجهم، أم أن شتات الهول سيتحوّل إلى بؤر جديدة للفوضى؟ مختصون يؤكدون أن الإجابة ستحدد ليس فقط مستقبل المخيم، بل شكل التوازن الأمني في المنطقة لعقد كامل قادم.
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات
بغداد اليوم – أربيل تستمر أزمة رواتب موظفي إقليم كردستان في كشف المفارقة الأعمق: المواطن الكردي وحده يتحمل عبء الخلافات، بينما تبقى امتيازات الطبقة السياسية في بغداد وأربيل بمنأى عن أي تأثير. عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني شيرزاد حسين قال في حديثه