المقاطعة تتحول من خيار فردي إلى “برنامج منظم”.. تحذيرات من تصاعد العزوف الانتخابي

بغداد اليوم – النجف

أكد الخبير القانوني علاء السيلاوي، اليوم السبت (30 آب 2025)، أن المقاطعة للانتخابات المقبلة لم تعد مجرد قرارات فردية معزولة، بل أخذت شكل “برنامج منظم” يهدف – وفق رؤية المقاطعين – إلى إسقاط النظام السياسي القائم أو على الأقل تغييره.

وقال السيلاوي في تصريح لـ”بغداد اليوم”،إن “المؤشرات الواضحة من خلال منصات التواصل الاجتماعي تكشف عن تصاعد الحملات الداعية للمقاطعة، حيث لم يعد الامتناع مجرد خيار شخصي، بل تحولت الدعوات إلى حملات منهجية تسعى إلى ترسيخ فكرة العزوف عن المشاركة”.

وبيّن أن انسحاب التيار الصدري، رغم قيامه بتحديث بياناته الانتخابية، عزز من فرضية أن المقاطعة لم تعد موقفاً عابراً، بل خياراً سياسياً منظماً يحمل رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة حول حجم العزوف الشعبي الحقيقي عن صناديق الاقتراع.

وأشار السيلاوي إلى أن قرارات الاستبعاد التي طالت بعض المرشحين، حتى وإن كانت قانونية، فقد وُصفت بأنها “متزمّتة”، وهو ما قد يدفع جماهيرهم إلى الامتناع عن المشاركة، بما يرفع من نسب المقاطعة بشكل أكبر.

وأضاف أن “الانتخابات لا تُقاس بالأرقام فقط، بل بوجود إرادة سياسية لإنجاح النظام”، مؤكداً أن غياب القوانين والإجراءات المحفزة للناخبين، وعدم اتخاذ خطوات جدية لإعادة بناء الثقة بين المواطن والنظام السياسي، ستقود إلى ارتفاع مؤشرات المقاطعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة".

وتشهد الساحة السياسية حالة من الجدل المتصاعد بشأن الانتخابات البرلمانية المقبلة، وسط تراجع ثقة قطاعات واسعة من الشارع بالعملية السياسية، وتنامي الدعوات إلى مقاطعة صناديق الاقتراع.

هذه الظاهرة ليست جديدة، إذ برزت بقوة في انتخابات عام 2021 حين سجلت نسبة المشاركة الرسمية نحو 41% فقط، في أدنى مستوى منذ 2005، بينما اعتبرت جهات مستقلة أن النسبة الفعلية أقل من ذلك بكثير.

ويرى مراقبون أن تجربة الحكومات المتعاقبة بعد 2003، وما رافقها من أزمات سياسية واقتصادية وخدمية، فضلاً عن غياب الإصلاحات الجوهرية، أسهمت في تعميق الفجوة بين المواطن والنظام السياسي.