بغداد اليوم – بغداد
أكد السياسي العراقي المقيم في واشنطن، نزار حيدر، اليوم الخميس (28 آب 2025)، أن تعيين “جوش هاريس” قائماً بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد يحمل دلالات أمنية ودبلوماسية عميقة، ويعكس توجهاً متشدداً لإدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه الملفات العراقية.
وأوضح حيدر لـ”بغداد اليوم”، أن “هاريس يعد أول تعيين مباشر في عهد ترامب بهذا المنصب، بعدما شغله ستيفن فاجن بشكل مؤقت بالتوازي مع مهامه سفيراً لواشنطن في اليمن، حيث كان يتنقل بين العاصمتين منذ آذار الماضي”.
وبيّن أن “هاريس شخصية دبلوماسية وأمنية رفيعة، يمتلك خبرة طويلة بالملف العراقي، إذ سبق أن أشرف على إدارة شؤون العراق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وهو ما يمنحه بعداً استخباراتياً واضحاً في مهامه الجديدة”.
وأشار حيدر إلى أن “ملفات العلاقات الثنائية بين بغداد وواشنطن، إلى جانب ملف الفصائل المسلحة العراقية، تدار بشكل مباشر داخل البيت الأبيض، فيما يتولى القائم بالأعمال في بغداد مهمة تنفيذ تلك السياسات بحذافيرها”، مؤكداً أن “هاريس سيواصل النهج ذاته الذي اتبعه فاجن دون أي تغيير يُذكر”.
وختم بالقول: “لا مؤشرات على نية واشنطن تعديل مواقفها من الملفات الحساسة في العراق، خصوصاً قضايا الفصائل المسلحة، وتهريب الدولار، وغسيل الأموال، إذ تتعامل إدارة ترامب معها بجدية وحزم، ولم تعد بغداد ورقة تفاوضية بيد إيران أو حلفائها كما كان في السابق”.
ويعتبر هاريس من الدبلوماسيين الأمريكيين المتمرسين في الشرق الأوسط، وقد شغل سابقاً منصب مسؤول الملف العراقي في مجلس الأمن القومي الأمريكي، ما أكسبه خبرة واسعة في السياسة الداخلية والخارجية للعراق، وكذلك في قضايا الأمن والاستخبارات.
ويرى متتبعون أن تعيين هاريس يعكس اهتمام إدارة ترامب بالتحكم المباشر في ملفات بغداد الاستراتيجية، بما في ذلك العلاقات مع الفصائل ومكافحة عمليات تهريب الأموال، إذ أن هذه الملفات كانت محور متابعة دقيقة في البيت الأبيض، ويُنظر إلى هاريس كشخصية قادرة على تنفيذ السياسات الأمريكية بحزم وفاعلية.
بغداد اليوم - اطلاق سراح (زينب بنت الديوانية) واسقاط تهمة المحتوى الهابط ضدها