دراسة تكشف الستار عن "الوباء الصامت" في الطائرات.. خطر يهدد الملايين

بغداد اليوم - متابعة
كشفت باحثون من منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO) في أستراليا، اليوم الأربعاء (20 آب 2025)، في دراسة علمية حديثة أن تحليل مياه الصرف الصحي في مراحيض الطائرات يمكن أن يشكّل أداة مبتكرة لمراقبة انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية، أو ما يُعرف بـ"الوباء الصامت"، متوقعين أن قد يفتك هذا الوباء بأرواح أكثر من ضحايا السرطان بحلول عام 2050.
وقال الباحث الرئيس في الدراسة، واريش أحمد، في تصريح صحفي: "تلتقط مياه الصرف الصحي للطائرات البصمات الميكروبية لركاب قادمين من قارات مختلفة، ما يوفر وسيلة منخفضة التكلفة لمراقبة التهديدات الناشئة مثل مقاومة المضادات الحيوية".
وأضاف أن "الرحلات الجوية التي جرى تحليلها شملت 18 رحلة قادمة من الهند، و14 من المملكة المتحدة، وست رحلات من ألمانيا، إضافة إلى رحلات منفردة من فرنسا والإمارات وتركيا وجنوب إفريقيا واليابان وإندونيسيا".
وأشار أحمد إلى أن "النتائج أظهرت أن الرحلات القادمة من آسيا، خاصة الهند، احتوت على مستويات أعلى من جينات مقاومة المضادات الحيوية مقارنة بالرحلات القادمة من أوروبا والمملكة المتحدة".
ويرى الباحثون أن "هذه الفوارق ترتبط بتباينات في أنماط استخدام المضادات الحيوية وأنظمة الصرف الصحي والكثافة السكانية وسياسات الصحة العامة بين المناطق"، و أكدوا أن "المادة الوراثية للبكتيريا تظل مستقرة في مياه الصرف حتى بعد التعرض للمطهّرات لمدة تصل إلى 24 ساعة، ما يضمن دقة التحليل".
ومن جانبه، أوضح أحد معدي الدراسة، نيكولاس أشبولت: "من المتوقع أن تتسبب مقاومة المضادات الحيوية في أكثر من 39 مليون حالة وفاة عالميا بحلول عام 2050، وهو ما يجعل تطوير أدوات مبتكرة للمراقبة أمرا ضروريا وملحا".
ويأمل الباحثون أن تتوسع هذه التجربة لتُحوّل مراحيض الطائرات إلى نظام إنذار مبكر يعزز جهود الصحة العامة عالميا في مواجهة أخطر تهديدات القرن.

المصدر: وكالات