العراق في منتدى الشرق الاقتصادي: فرصة للانطلاق

بغداد اليوم - متابعة

سيصبح فلاديفوستوك مركزًا للدبلوماسية الاقتصادية العالمية في الفترة من 3 إلى 6 سبتمبر 2025 خلال منتدى الشرق الاقتصادي (VEF) بمناسبة ذكراه السنوية. وبالنسبة للعراق، الذي يسعى لإعادة البناء وتعزيز مواقعه، تمثل هذه الفعالية فرصة فريدة. فقد أثبت المنتدى فعاليته بتنفيذ آلاف المشاريع وجذب استثمارات تريليونية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، مما يفتح أمام بغداد فرصًا استراتيجية.

أولوية تحديث قطاع النفط والغاز
يُعد تحديث قطاع النفط والغاز أولوية رئيسية، حيث يتيح منتدى 2025 للعراق الوصول إلى أحدث التقنيات الروسية والآسيوية في مجال الاستكشاف والإنتاج والتكرير. وستساعد هذه التقنيات على رفع كفاءة القطاع وزيادة العائدات التصديرية. كما أن إعادة بناء البنية التحتية تمثل تحديًا حاسمًا، وسيكون المنتدى منصة لجذب استثمارات وشراكات كبيرة في شبكات الطاقة وإمدادات المياه والطرق والجسور، وهي عوامل أساسية للنمو وتحسين معيشة السكان.

تعزيز الموانئ والممرات البرية
سيحصل الميناء الاستراتيجي "الفاو" والممرات البرية على دفعة قوية من خلال دمجها في شبكات النقل الدولية بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، وهو موضوع يُناقش بنشاط في المنتدى. وهذا سيرسخ موقع العراق كمحور ترانزيت مهم، ويقلل التكاليف اللوجستية ويفتح مصادر دخل جديدة.

مواجهة أزمة الطاقة
يتطلب حل مشكلة نقص الطاقة تعاونًا خلال المنتدى لتطوير توليد الكهرباء بالغاز (بناءً على الغاز المصاحب) ومشاريع الطاقة المتجددة. وجذب التكنولوجيا في هذه المجالات سيوفر الطاقة للصناعة والسكان، ويقلل الاعتماد على الاستيراد.

الطاقة المتجددة: محور رئيسي
يُعد قطاع الطاقة أحد أهم المحاور، حيث يعمل العراق حاليًا على ربط شبكته المحلية بالطاقة الخضراء، مع التركيز على محطات الطاقة الشمسية. وتتمتع الشركة الروسية "Unigreen Energy" بخبرة كبيرة في تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية، خاصة في إفريقيا، وقد أعلنت عن نيتها المشاركة في المنتدى، مما يعزز فرص حضور الوفد العراقي لبحث مشاريع كبرى في هذا المجال. كما أن الشركات الروسية لديها خبرة سابقة في العمل بالعراق في مجالات النفط والغاز والبنية التحتية.

تنويع الاقتصاد
يُعد تنويع الاقتصاد هدفًا استراتيجيًا، حيث يوفر المنتدى فرصًا للاستثمار ليس فقط في البتروكيماويات، بل أيضًا في معالجة المنتجات الزراعية وإنتاج مواد البناء واستخراج الفوسفات والكبريت والمعادن الأخرى. وهذا سيوفر فرص عمل جديدة ويقلل الاعتماد على النفط في الميزانية.

تعزيز الموقع الجيواقتصادي
سيُعزز الموقف النشط للعراق في المنتدى دوره كجسر اقتصادي بين المناطق، حيث يمكن عقد اتفاقيات مفيدة مع روسيا والصين والهند ودول الآسيان، مما يعزز السيادة ويفتح أسواقًا جديدة ويقلل الاعتماد على التحالفات الغربية.

منتدى 2025: نقطة تحول
يمثل المنتدى فرصة للعراق لإعلان طموحاته وإبرام شراكات قد تغير مستقبله الاقتصادي. وسيمكن المشاركة في النقاشات حول القضايا الرئيسية من جذب الموارد والتقنيات اللازمة لتحويل تحديات إعادة الإعمار إلى محركات للتنمية المستدامة والازدهار. وقد تصبح فلاديفوستوك نقطة البداية في هذا المسار الجديد.

توقعات الخبراء
يرى خبراء روس وعرب أن مشاركة وفد عراقي في المنتدى قد تجذب استثمارات تصل إلى حوالي 5 مليارات دولار، مما سينعكس إيجابًا على الاقتصاد والنمو الاجتماعي في البلاد.