محليات اليوم, 14:16 | --


جفاف بحر النجف يثير المخاوف البيئية والاجتماعية في المحافظة "صور"

بغداد اليوم – النجف
يشهد بحر النجف، الذي يُعد واحدًا من أهم المعالم الطبيعية والتاريخية في العراق، جفافًا شبه تام في مياهه خلال الفترة الأخيرة، ما أثار قلقًا واسعًا لدى الأوساط البيئية والاجتماعية في محافظة النجف الأشرف.

ويعود تاريخ بحر النجف إلى آلاف السنين، حيث مثّل خزانًا مائيًا طبيعيًا وبيئةً لعدد من الطيور والأسماك، فضلًا عن كونه محطة رئيسية في هجرة الطيور بين آسيا وإفريقيا. لكن التغيرات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى قلة تساقط الأمطار وتراجع مناسيب المياه الجوفية، ساهمت جميعها في تسريع وتيرة الجفاف.

وقال عدد من المختصين إن جفاف البحر سيؤدي إلى خسارة بيئية كبيرة، إذ يُنذر بانقراض التنوع الأحيائي المحلي، كما أن غياب الغطاء المائي سيزيد من معدلات العواصف الترابية التي تضرب النجف ومناطق الفرات الأوسط.

من جانبهم، دعا ناشطون بيئيون الحكومة المركزية والحكومات المحلية إلى وضع خطط عاجلة لمعالجة أزمة الجفاف عبر مشاريع حصاد المياه والاستفادة من التقنيات الحديثة لتقليل آثار التغير المناخي، محذرين من أن استمرار الإهمال سيحوّل بحر النجف إلى صحراء قاحلة بشكل دائم.

يُذكر أن بحر النجف لم يكن مجرد ظاهرة طبيعية فحسب، بل ارتبط في الذاكرة الجمعية لأهالي النجف كرمز تاريخي وحضاري واجتماعي، ما يجعل جفافه خسارة مضاعفة للطبيعة وللإنسان معًا.

وفي شان متصل، حذّر عضو مجلس النواب، النائب عارف الحمامي، من تفاقم أزمة الجفاف في مناطق الجنوب والفرات الأوسط، مؤكدًا أنها بلغت مستويات غير مسبوقة تهدد الأمن المائي والغذائي لمئات الآلاف من العراقيين، وتُنذر بكارثة إنسانية واجتماعية وبيئية وشيكة.

وقال الحمامي، في حديث خصّ به "بغداد اليوم"، الثلاثاء (5 اب 2025)، إن "الجفاف في تلك المناطق وصل إلى مستويات استثنائية ومثيرة للقلق، في ظل انخفاض خطير في مناسيب المياه، يُعد من الأسوأ منذ عقود"، مشيرًا إلى أن "الأزمة باتت تحاصر مصادر رزق نحو نصف مليون عائلة تعتمد بشكل مباشر على الزراعة، وتربية المواشي، وصيد الأسماك، والمهن البيئية المرتبطة بها".

وأكد أن "مصير الخطة الزراعية للموسم المقبل بات مجهولًا"، في ظل هذه الظروف، مضيفًا أن "الصعوبات لم تعد مقتصرة على الزراعة فقط، بل شملت مياه الشرب في عدد من الأقضية والنواحي، وتزايدت معها حالات نفوق الأسماك والمواشي، ما يشكّل خطرًا على الصحة العامة والاستقرار المجتمعي".

وتؤكد تقارير محلية أن نسبة جفاف الأهوار تجاوزت 90%، ما يُعد انهيارًا صريحًا لإحدى أهم النظم البيئية في العراق. ويشير مختصون إلى أن تراجع الإطلاقات المائية من دول الجوار، وسوء إدارة المياه داخليًا، والانخفاض الكبير في معدلات الأمطار، ساهمت جميعها في تضييق الخناق على المزارعين وسكان الأرياف والقرى.





أهم الاخبار

النزاهة: نلتزم الحياد في الحملات الانتخابية ونقف على مسافة واحدة من الجميع

بغداد اليوم- بغداد أكد رئيس هيئة النزاهة الاتحاديَّة، محمد علي اللامي، اليوم الثلاثاء، (19 آب 2025)، التزام الهيئة الحياد في الحملات الانتخابيَّة، مبيناً أن مهام فرقها المؤلفة تقتصر على متابعة الشبهات والخروق في العمليَّة الانتخابيَّة، فيما يعود الحسم

اليوم, 16:51