انتخابات تشرين.. تقاطعات الداخل والخارج ترسم ملامح التغيير المرتقب

بغداد اليوم – بغداد

توقّع الباحث في الشأن السياسي علي ناصر، اليوم الأحد (17 آب 2025)، أن تشهد الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في 11 تشرين الثاني تغييرات ملموسة في خارطة النفوذ السياسي داخل العراق، بفعل تداخل عوامل داخلية وضغوط خارجية.

وقال ناصر في تصريح لـ”بغداد اليوم”، إن “الانتخابات المقبلة قد تكون الأكثر جدلاً، نظراً لهيمنة بعض القوى التي تمتلك القدرة على تحريك الشارع عبر أدوات المال السياسي والسلاح المنفلت خارج إطار الدولة”.

وأشار إلى أن “الدور الدولي سيبقى حاضراً في الانتخابات العراقية، كما حدث في الاستحقاقات السابقة، لكن المتغيرات الجيوسياسية والتوترات الإقليمية في الشرق الأوسط قد تفرض إيقاعاً مختلفاً هذه المرة”.

وأضاف أن “الأيام المقبلة ستكون حرجة، خصوصاً مع وضع الملف العراقي ضمن أولويات الولايات المتحدة، ما قد يفتح الباب أمام تغييرات مفاجئة في موازين القوى مع اقتراب موعد الاقتراع”.

وختم ناصر حديثه بالقول: “من المرجّح أن يقتصر التغيير على تبدّل بعض الوجوه السياسية أو تراجع نفوذ قوى محددة لصالح أخرى أقل تأثيراً على دول الجوار، لكن النتيجة النهائية ستبقى انعكاساً لتفاعل العوامل الداخلية مع الحسابات الخارجية في رسم ملامح ما بعد الانتخابات”.

انشغال الداعم الدولي

ويرجح مراقبون للشأن السياسي أن تشهد الانتخابات المقبلة تغيرات في خارطة التحالفات والنفوذ، بسبب انشغال بعض القوى الإقليمية والدولية بملفات ساخنة، وهو ما قد يؤثر على حظوظ شخصيات سياسية اعتمدت في السابق على دعم خارجي.

تحديات جديدة لشخصيات سياسية

ويرى بعض المحللين أن تحول تركيز الداعمين الدوليين نحو قضايا إقليمية وعالمية أكثر إلحاحاً، مثل التوترات العسكرية أو الأزمات الاقتصادية، قد يضع سياسيين عراقيين في موقف يتطلب منهم إعادة تقييم استراتيجياتهم الانتخابية.

وفي هذا السياق، يعتبر مراقبون أن رئيس مجلس النواب المقال محمد الحلبوسي قد يواجه تحديات جديدة في مساره السياسي، خاصة مع تراجع أهمية الدعم الخارجي في الفترة الراهنة مقارنةً بالسنوات الماضية. هذا الواقع، بحسب المراقبين، قد يدفعه إلى الاعتماد بشكل أكبر على تحالفاته الداخلية وقواعده الشعبية.

اختبار حقيقي للقوة الداخلية 

ويشير المحللون إلى أن هذا الوضع الجديد سيجعل الانتخابات المقبلة بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الشخصيات السياسية على بناء نفوذ داخلي مستقل عن الأجندات الخارجية، مما قد يؤدي إلى ظهور تحالفات جديدة مبنية على أسس محلية خالصة.