مقالات الكتاب 5-08-2025, 15:27 | --


من بشير الجميل إلى اليوم.. التهور نفسه والمصير ذاته

كتب: حسنين تحسين
لبنان المرهق جدًا بين خياريين أحلاهما مر، يُعيد للأذهان اجتياح بيروت 1982 و الجنوب 1978. ابتلي لبنان بوجود منظمة التحرير الفلسطينية فيه و اتخذته قاعدة لإدارة الهجمات ضد إسرائيل فكانت الحجة الإسرائيلية لاجتياحه ذلك الوقت. و كذلك كانت منظمة التحرير عندما تتنفذ بدولة تتدخل بقرارتها و تسعى للسيطرة كما فعلوا بالأردن عام 1969 (تزايد النفوذ ووضوحه) حتى طردهم الجيش الأردني من هناك فاستخدموا جنوب لبنان مستفيدين من ضعف شعب الجنوب حينها الذي كان بلا قدرة لإبعاد أي خطر عنه.

فاصطدموا هناك بكراهية مسيحي لبنان للغرباء، حيث يرى كثير من مسيحي لبنان انهم وجهًا للثقافة الفرانكفونية في الشرق الأوسط و اقرب لفرنسا من العمق العربي المسلم. خاصة و ان السلطات المسيحية (حزب الكتائب- آل الجميل) كانت تخشى التغيير الديموغرافي لصالح المسلمين، ما يؤثر على توزيع خارطة الحكم الطائفي بلبنان.

المشكلة ان منظمة التحرير تتمادى دائمًا على صاحب الأرض بصورة فيها استغلال الموقف عند التمكن قليلًا كما ذكرنا آنفًا بأحداث أيلول الأسود عام 1970 التي سعوا بها للسيطرة على الحكم بالأردن بعد ان احتواهم!! فعرضت منظمة التحرير جنوب لبنان ذات الغالبية الفقيرة و المهملة من قبل سلطة النفوذ المسيحي بالدولة إلى خطر كبير، فحدث اجتياح إسرائيلي لجنوب الليطاني عام 1978 و اشتد ذلك باجتياح بيروت عام 1982 بحادثة كانت مؤلمة و جرح كبير للعرب.

الكارثة أن إسرائيل اجتاحت لبنان بمساندة ورغبة من قيادة المسحيين آنذاك (حزب الكتائب) وذراعها المسلح المعروف بالقوات اللبنانية والتي زعيمها بشير الجميل آنذاك الذي اصبح رئيس للبنان!!

هذا الانسان استدعى إسرائيل لاحتلال بلاده و قتل شعبه و كان سببا رئيسيا بمذابح صبرا و شاتيلا.

اليوم جاء للبنان رئيس متهور جدًا بإرضاء إسرائيل و أمريكا متسلحًا برغبة شعبية لبنانية للخلاص بسبب الوضع الاقتصادي الضاغط. وذلك بالإلحاح على حزب الله بنزع سلاحه بسيناريو يعيد للأذهان تهور بشير الجميل نحو إسرائيل حتى دفع حياته. و حزب الله بخطأ كبير اهمل الجانب الاستخباري مما أدى لاختراقهم بعملية البيجر التي جعلت الحزب مكشوفا بالكامل لإسرائيل و كذلك ارتكب الخطأ الاستراتيجي بدخول الحرب إلى جانب غزة وهو يظن ان إسرائيل ستلتزم بقواعد الاشتباك !!و هذا كله و اللغة الثورية دائمًا جعلته لم يُحسن استخدم سلاحه فدفع لذلك أثمانا باهظة أوصلته الان لعنق الدهليز المظلم.

لا يملك لبنان جيشاً حقيقياً للمواجهة، و جنوب لبنان بدون سلاح يعني اجتياح إسرائيلي مؤكد، و حزب الله يُدرك أيضا انه بوضع صعب جدًا و اهله تعبوا من الحصار و التحاذر العالمي منهم، والواقع والتاريخ يكشف ان تسليم حزب الله لسلاحه يعني نهاية أسطورته بالكامل، ولهذا كل ما يحصل الان بلبنان يُعيد للأذهان لبنان عام 1982.

أهم الاخبار

رغم التوافق على تحالف دفاعي عربي–إسلامي.. إسرائيل ستبقى "تصول وتجول" بدون رادع

بغداد اليوم - بغداد القمة الطارئة التي انعقدت في الدوحة عقب القصف الإسرائيلي لم تكن مجرد حدث عابر، بل محطة كشفت حجم المخاطر الأمنية والسياسية التي تواجه المنطقة، وأعادت إلى الواجهة النقاش حول قدرة القمم العربية والإسلامية على صناعة قرارات مؤثرة. فبرغم

اليوم, 14:27