تنسيق بين العراق وسوريا

السوداني: أحبطنا 29 محاولة لاستهداف إسرائيل والقواعد الأمريكية من العراق

بغداد اليوم – بغداد

أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء (29 تموز 2025)، أن حكومته نجحت في منع انزلاق العراق إلى ساحة مواجهة مفتوحة، رغم تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل، موضحًا أن الجهات الأمنية أحبطت 29 محاولة نفذتها جماعات مسلحة لاستهداف إسرائيل أو قواعد تضم قوات أمريكية داخل الأراضي العراقية.

وقال السوداني، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، تابعتها "بغداد اليوم"، إن "الحكومة الإسرائيلية انتهجت، ولا تزال، سياسة توسيع نطاق الحرب في المنطقة، ولذلك حرصنا على عدم إعطاء أي مبرر لأي جهة لاستهداف العراق"، مشيرًا إلى أن حكومته استخدمت مزيجًا من الضغط السياسي والعسكري لمنع الجماعات المتحالفة مع إيران من الانخراط في المعركة.

وأوضح السوداني أن الحكومة العراقية تواصلت مع قادة إيران لحثهم على التهدئة والعودة إلى طاولة الحوار، مؤكدًا أن خيار التصعيد لا يصب في مصلحة المنطقة.

وبشأن مستقبل العلاقة الأمنية مع الولايات المتحدة، قال السوداني إن بغداد وواشنطن ستجتمعان نهاية العام الحالي "لترتيب العلاقة الأمنية الثنائية"، مبينًا أن بلاده تأمل في تأمين استثمارات أمريكية بمجالات النفط والغاز والذكاء الاصطناعي، بما يُسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي.

وفي ما يخص الجماعات المسلحة، اعتبر السوداني أن استمرار وجود قوات التحالف يمنح بعض الجماعات المسلحة مبررًا لحمل السلاح، مضيفًا: "بمجرد اكتمال انسحاب التحالف، لن تكون هناك حاجة أو مبرر لأي جماعة لحمل السلاح خارج نطاق الدولة".

ودافع السوداني عن مشروع القانون الخاص بالحشد الشعبي، الذي يثير اعتراضًا أمريكيًا، موضحًا أن التشريع يهدف إلى "ضمان سيطرة الدولة على السلاح، ويجب أن تعمل الأجهزة الأمنية بموجب القوانين وتخضع لها وللمساءلة".

وعلّق السوداني على الهجمات بالطائرات المسيّرة التي استهدفت منشآت نفطية في إقليم كردستان، واصفًا إياها بأنها "عمل إرهابي"، مؤكدًا أن الحكومة تعمل مع سلطات الإقليم وقوات التحالف الدولي لتحديد المسؤولين عنها ومحاسبتهم.

أما في قضية اختطاف الباحثة الروسية الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، فقال السوداني إن "لدينا فريقًا مكرّسًا للعثور عليها"، مشددًا على أن الحكومة "لا تتفاوض مع العصابات والخاطفين"، لكنها على تواصل مع الفصائل السياسية التي قد تكون قادرة على المساعدة في تحديد موقعها.

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع سوريا بعد سقوط بشار الأسد، أكد السوداني أن بغداد تنسّق أمنيًا مع الإدارة الجديدة في دمشق، قائلًا: "نحن والإدارة في سوريا لدينا عدو مشترك هو داعش"، مضيفًا أن حكومته حذّرت السوريين من تكرار أخطاء العراق بعد سقوط صدام، حين أدى الفراغ الأمني إلى تصاعد العنف الطائفي.

وشدد على أن العراق لا يدعم تقسيم سوريا ولا يقبل بأي وجود أجنبي على أراضيها، في إشارة واضحة إلى التوغلات الإسرائيلية، داعيًا القيادة السورية المؤقتة إلى اعتماد عملية سياسية شاملة تضم جميع المكونات.