بغداد اليوم – بغداد
في مشهد يعكس اشتداد التجاذب الإقليمي على الساحة العراقية، وجّه وفد رسمي إيراني يزور بغداد دعوة مباشرة للحكومة العراقية بالإسراع في تنفيذ قرار البرلمان بطرد القوات الأمريكية من البلاد، محذرًا من أن الأراضي العراقية باتت تُستغل في الهجمات ضد الجمهورية الإسلامية، في وقت تزداد فيه التحذيرات الأمريكية من تصاعد النفوذ الإيراني على حساب التزامات بغداد ضمن إطار التحالف الدولي.
التحرك الإيراني، الذي كشف عنه المتحدث باسم لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، أعاد إلى الواجهة الصراع المستتر بين واشنطن وطهران داخل الحدود العراقية، لاسيما مع تقديم الوفد الزائر تقريرًا رسميًا يتهم إسرائيل والولايات المتحدة باستخدام الأجواء العراقية في ما سُمّيت بـ"حرب الإثني عشر يومًا" ضد طهران.
وبحسب وكالة "إيرنا" الرسمية، فإن الوفد البرلماني الإيراني أبلغ الحكومة العراقية بضرورة احترام قرار مجلس النواب العراقي الصادر في كانون الثاني 2020 بشأن إخراج القوات الأمريكية، مشددًا على أن تطبيق هذا القرار أصبح ضرورة لحماية السيادة العراقية ومنع استخدام أراضيه في أي هجمات تمسّ الأمن القومي الإيراني.
في المقابل، لم تُعلّق الحكومة العراقية بشكل رسمي على هذه التصريحات حتى الآن، وسط صمت يفسّره مراقبون بأنه محاولة لامتصاص الضغط دون خسارة التوازن القائم في علاقتها مع كل من طهران وواشنطن.
وعلى وقع هذه التطورات، خرج المتحدث باسم كتائب حزب الله، أبو علي العسكري، في بيان حاد اللهجة حذّر فيه الحكومة من المماطلة، مؤكدًا أن "فصائل المقاومة ستعيد نشاطها الميداني ضد القوات الأمريكية بعد شهرين"، وهو الموعد الذي تنتهي فيه المهلة المعلنة ضمن الاتفاق العراقي-الأمريكي لإعادة تقييم الوجود العسكري في البلاد. تهديد العسكري أتى بُعيد زيارة الوفد الإيراني، ما اعتُبر بمثابة غطاء سياسي للفصائل لرفع سقف التصعيد بالتوازي مع الضغط الدبلوماسي.
الدبلوماسي العراقي السابق، غازي فيصل، قال في حديث خصّ به "بغداد اليوم"، إن حديث إيران عن ضرورة إنهاء التواجد الأمريكي في العراق يُعد "تدخلًا واضحًا في الشأن الداخلي"، ويجب رفضه. واعتبر فيصل أن هذا الملف "عراقي سيادي بامتياز"، مضيفًا أن "وجود القوات الأمريكية جاء بطلب من الحكومة العراقية ضمن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ولا يحق لأي دولة أخرى التدخل في هذا القرار". وأشار إلى أن استمرار مثل هذه التدخلات يُضعف هيبة الدولة ويضعف موقف الحكومة في علاقاتها الدولية، مؤكدًا أن "الكرة الآن في ملعب بغداد لضبط إيقاع سياساتها الخارجية بعيدًا عن الاصطفافات الإقليمية".
ويرى محللون أن الضغوط الإيرانية المتزايدة، والمُعلنة هذه المرة، تُعد جزءًا من محاولة إعادة ضبط قواعد الاشتباك مع واشنطن عبر العراق، بعد تصعيد المواجهة الإقليمية منذ بداية العام، وتحديدًا بعد الضربات التي طالت إيران.
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات
بغداد اليوم – بغداد أصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب، محمود المشهداني، اليوم السبت (26 تموز 2025)، تنويهاً مهمًا بشأن تداول تصريحات منسوبة إلى ناطقين باسمه. وأكد المكتب في بيان تلقته "بغداد اليوم"، أنه "لا يوجد في الوقت الحالي أيّ