الفصائل وسلاح ما بعد الاقتراع.. هل تضمن السلم إن خذلتها النتائج؟

بغداد اليوم – بغداد

أكد المختص في الشؤون السياسية والاستراتيجية، نبيل العزاوي، اليوم الخميس (24 تموز 2025)، أن الحديث عن احتمال لجوء الفصائل المسلحة إلى استخدام السلاح في حال عدم رضاها عن نتائج الانتخابات المقبلة، هو حديث “مبالغ فيه”، مشيرًا إلى أن هذه الجهات لم تصدر أي بيانات رسمية تتطرق لهذا الاحتمال.

وقال العزاوي، في حديث لـ”بغداد اليوم”، إن “الفصائل العراقية أصبحت، في عمومها، منسجمة مع قرار الدولة في تحديد حالتي السلم والحرب، ولم يعد بإمكان أي جهة أن تنفرد بإعلان المواجهة خارج إرادة الدولة”، لافتًا إلى أن “الفصائل استشعرت حجم المخاطر التي تحيط بالعراق، وخاصة من قبل إسرائيل، وأدارت هذه التحديات بحذر، من خلال لقاءات واتصالات مباشرة وغير مباشرة”.

وأضاف أن “الاحتفاظ بالسلاح من قبل بعض الفصائل لا يرتبط بالمشهد الانتخابي، بل يُنظر إليه كوسيلة لردع العدو الخارجي، خصوصًا في ظل قناعتها بأن الوجود الأميركي في العراق لا يزال يشكل تهديدًا طويل الأمد، بحسب رؤيتها”.

وبشأن المخاوف من استخدام السلاح في حال عدم قبول بعض الأطراف بنتائج الانتخابات، أوضح العزاوي أن “هذه الفرضية غير دقيقة، لأن الفصائل لم تطرحها أو تلوّح بها علنًا”، مشيرًا إلى أن “العديد من الفصائل باتت أكثر إيمانًا بالعملية الانتخابية، خصوصًا مع تصاعد الدعوات لإسقاط النظام السياسي من قبل جهات معلنة وخفية، وهو ما دفعها لتكثيف المشاركة في الانتخابات، بهدف الدفاع عن المسار الحالي ومنع تمرير أجندات خارجية”.

وختم العزاوي بالقول إن “المؤشرات تدل على أن هذه الفصائل ستدخل بقوة في الانتخابات المقبلة، التي تُعد مفصلية في ظل ما تشهده المنطقة من توتر وتحولات سياسية حادة”.

وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد النقاش السياسي والأمني في العراق بشأن مستقبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومدى التزام جميع الأطراف، بما فيها الفصائل المسلحة، بنتائجها.

وتثير جهات سياسية وشعبية مخاوف من احتمالية لجوء بعض القوى الرافضة للنتائج إلى استخدام القوة، تكرارًا لما حدث عقب انتخابات 2021، حينما شهدت البلاد توترات أمنية عقب إعلان النتائج.

ورغم انخراط عدد من الفصائل في العملية السياسية، وتشكيلها لأجنحة سياسية تشارك في الانتخابات، إلا أن التساؤلات لا تزال تُطرح حول ما إذا كانت تلك الفصائل مستعدة لتقديم “ضمانات واضحة” بعدم اللجوء للسلاح، في حال لم تحقق النتائج التي ترضيها.