سياسة / أمن / ملفات خاصة اليوم, 12:16 | --


"هجمات المسيّرات" بلا خاتمة.. الحكومة "تعرف" المنفذين ولا تعلنهم والفصائل ترفض الاتهامات

بغداد اليوم - كردستان

تتواصل فصول التوتر بين بغداد وأربيل على خلفية الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي طالت إقليم كردستان خلال الأشهر الماضية، وسط تبادل للاتهامات بين الإقليم من جهة، وفصائل مسلحة من جهة أخرى، في وقت كشفت فيه الحكومة الاتحادية أنها توصلت إلى نتائج نهائية بشأن التحقيقات دون الكشف عن الأسماء أو التفاصيل حتى الآن.

يرى مراقبون أن الاتهامات المتبادلة بين إقليم كردستان وبعض الفصائل باتت تمثّل واحدة من أبرز حلقات التوتر السياسي والأمني بين الطرفين، وسط محاولات كل جهة تحميل الأخرى مسؤولية التصعيد، في وقت تتجنب فيه الحكومة الكشف عن الأسماء أو الجهات المتورطة، ربما للحفاظ على توازن داخلي هشّ يرتبط بمعادلات أمنية وسياسية معقدة.

في هذا السياق، يصف بعض المراقبين هذا الملف بأنه تحوّل إلى ورقة ضغط متبادلة تُستخدم في لحظات التصعيد، أكثر من كونه ملفًا أمنيًا بحتًا، خصوصًا مع اقتراب مواعيد الاستحقاقات الانتخابية في العراق وسعي كل طرف لترتيب أوراقه داخليًا وخارجيًا.

رئيس مركز البناء للدراسات، محمد الياسري، المقرب من فصائل المقاومة، علّق على الاتهامات الموجهة لبعض الفصائل بالوقوف وراء القصف، قائلاً في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنه "لا توجد أي مؤشرات أو دلائل على تورط فصائل المقاومة في القصف الذي حصل، وما يُتداول في بعض وسائل الإعلام أو عبر شخصيات سياسية داخلية وخارجية، لا يعدو كونه محاولة لتشويه صورة الفصائل وخلط الأوراق في هذا التوقيت الحساس".

وأضاف أن "الفصائل لديها أولويات واضحة تتعلق بمواجهة الاحتلال والانتهاكات، وليس لها مصلحة في خلق توتر داخلي أو استهداف مناطق عراقية، خصوصاً إقليم كردستان الذي يبقى جزءاً من الوطن".

وتجددت الاتهامات من قبل حكومة إقليم كردستان، التي وجّهت أصابع الاتهام بشكل صريح إلى فصائل عراقية مرتبطة بالحشد الشعبي، بالوقوف وراء استهداف مواقع في أربيل عبر الصواريخ والطائرات المسيّرة، مشيرة إلى أن هذه الهجمات تحمل رسائل سياسية أكثر من كونها أمنية، بحسب تعبيرها.

في السياق ذاته، كشف السياسي الكردي انتفاض قنبر، ممثل الكرد في واشنطن، في تصريحات سابقة، عن معلومات تفصيلية وأسماء محددة قال إنها تقف وراء تلك العمليات، مؤكداً أن "الملف بات واضحاً لدى الأمريكيين والأوروبيين".

من جانبها، أعلنت الحكومة العراقية في وقت سابق، أنها توصلت إلى نتائج واضحة بشأن التحقيقات حول منفذي الهجمات، إلا أنها فضّلت عدم الكشف عن التفاصيل في الوقت الراهن.

الحكومة أكدت في بيانها أنها "لن تسمح باستخدام الأراضي العراقية لتصفية الحسابات أو تهديد أمن أي جزء من البلاد، بما في ذلك إقليم كردستان"، لكنها لم تشر صراحة إلى الجهات المتورطة أو الجهات التي تقف وراء تلك الأفعال، مكتفية بالحديث عن "نتائج أمنية رصينة تم التوصل إليها".

وبيّن الياسري بختام حديثه لـ"بغداد اليوم"، أن "ما يجري هو جزء من حملة سياسية وإعلامية تهدف لإضعاف دور المقاومة والتأثير على المعادلة الداخلية"، مؤكداً أن "الفصائل لن تنجر وراء هذه الاستفزازات المصطنعة".

ويرى مراقبون أن صمت بغداد وعدم الإفصاح عن الأسماء رغم استكمال التحقيقات يعكس رغبتها في تجنّب التصعيد المباشر مع الفصائل المسلحة، لا سيما في ظل التوازنات الداخلية الدقيقة، حيث تحاول الحكومة إدارة الأزمة بهدوء بعيداً عن الضغوط الإعلامية أو مطالب الإقليم بالكشف العلني.

كما يعتبر آخرون أن استمرار هذا التوتر مع أربيل يُضعف وحدة القرار الأمني العراقي، ويمنح الإقليم مزيداً من الذرائع لتقوية علاقاته مع القوى الدولية بحجة الحماية من تهديدات داخلية مصدرها فصائل مرتبطة ببغداد أو بطهران.

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

أهم الاخبار

بالوثيقة.. أمانة مجلس الوزراء تحدد شروط منح كتب الشكر من السوداني للموظفين

بغداد اليوم - بالوثيقة الأمانة العامة لمجلس الوزراء تعلن بأن كتب الشكر تُمنح للموظف لمرتين فقط خلال مدة خدمته الوظيفية، ويشترط أن تكون المدة بين المرتين لا تقل عن 6 أشهر.

اليوم, 16:39